وزيرة التعاون الدولي: تحقيق الأمن الغذائي بات يواجه تحديات استثنائية بسبب الحرب (الروسية - الأوكرانية) والتغيرات المناخية
60% من دول قارة أفريقيا تتأثر بالتغيرات المناخية بينما تنتج القارة 4% من الانبعاثات
ضرورة التوسع في استثمارات الأمن الغذائي ومشروعات التكيف بما يحد من تقلب أسعار الغذاء لدعم جهود التنمية في القارة
الأمن الغذائي محور رئيسي ضمن رؤية التنمية الوطنية 2030 ونعمل مع شركاء التنمية على التوسع في مشروعات الزراعة المستدامة والموارد المائية
برنامج "نُوَفِّي" يعزز جهود الدولة للتوسع في مشروعات الأمن الغذائي والمائي وأمن الطاقة
شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، في جلسة نقاشية حول "تعزيز الأمن الغذائي في أوقات الأزمات"، وذلك خلال فعاليات منتدى الشرق الأوشط وشمال أفريقيا، الذي نظمه معهد الشرق الأوسط، وشركة الأبحاث Think Research and Advisory، خلال اجتماعات الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.
شهد المنتدى مشاركة رفيعة المستوى من ممثلي الحكومات ومؤسسات التمويل الدولية والقطاع الخاص، لبحث الدور الذي يمكن أن تقوم به منطقة الشرق الأوسط في مواجهة التحديات العالمية المتعلقة بالأمن الغذائي، وأمن الطاقة والأمن المائي، وإلى جانب وزيرة التعاون الدولي، شارك في الجلسة النقاشية السيد/ أيمن الصفدي، وزير الخارجية الأردني، والعديد من ممثلي الأطراف ذات الصلة.
وفي كلمتها قالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، إن تحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بتحقيق الأمن الغذائي والقضاء على الجوع بحلول عام 2030، بات يواجه تحديات غير مسبوقة في الوقت الراهن، نتيجة ما حدث خلال العامين السابقين، وعلى رأس هذه التحديات الأزمة الروسية الأوكرانية حيث تعد الدولتان من الموردين الرئيسيين للقمح والحبوب في العالم، إلى جانب ذلك التغيرات المناخية التي تنعكس سلبًا على قدرة الدول على الحفاظ على الأمن الغذائي.
وأشارت إلى الإحصائيات والتقارير الدولية التي تشير إلى أن 828 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي يوميًا بفعل هذه التحديات، وأن نسبة الأنفاق على الغذاء من إجمالي الدخل تصل إلى 15% في الدول المتقدمة، بينما تجاوز 50% في الدول الفقيرة وهو ما يظهر حجم الأزمة التي يواجهها قطاع كبير من السكان في العالم على مستوى الأمن الغذائي.
وأوضحت وزيرة التعاون الدولي، أنه من أجل تحقيق الأمن الغذائي ومواجهة الأزمات الراهنة، فإنه من الاهمية بمكان بذل جهود مشترك ومنسقة من أجل تحفيز الزراعة المستدامة، والعمل المشترك بين المجتمع الدولي لتلبية الاحتياجات الإنسانية، وزيادة الاستثمارات في مشروعات التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية، بما يعزز قدرة الدول على الصمود ومواجهة التحديات التي تحول دون تحقيق التنمية.
وانتقلت وزيرة التعاون الدولي للحديث حول قارة أفريقيا التي تعد الاكثر تأثرًا بالأزمات التي يواجهها العالم لاسيما التغيرات المناخية، حيث يتأثر بهذه التغيرات 60% من دول القارة، في الوقت الذي تسهم القارة بنسبة 4% فقط من الانبعاثات الضارة على مستوى العالم، لافتة إلى أن قارة أفريقيا تعد مستوردًا صافيًا للغذاء بتكلفة سنوية تصل إلى 43 مليار دولار، متوقع لها الزيادة لنحو 110 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2025.
وحددت "المشاط"، 4 محاور رئيسية يجب أن يعمل عليها المجتمع الدولي إلى جانب الحكومات الأفريقية للخروج من هذه التحديات وهي الاستثمار في الأمن الغذائي، وتعزيز النفاذ إلى الأسواق، والحد من تقلب أسعار المواد الغذائية، وزيادة الاستثمار في مشروعات التكيف مع التغيرات المناخية.
وفيما يتعلق بالوضع على الصعيد الوطني، أكدت وزيرة التعاون الدولي، أن رؤية التنمية الوطنية 2030 تضع الأمن الغذائي من بين المحاور الرئيسية والأهداف الأساسية التي يجب تحقيقها، من خلال التحول إلى الزراعة المستدامة والتوسع في الرقعة الزراعية، والاستثمار في مشروعات الأمن المائي، وزيادة مشروعات التكيف مع التغيرات المناخية، حيث يتم تنفيذ العديد من المشروعات في مجال الموارد المائية والزراعة المستدامة بالتعاون بين الجهات الوطنية وشركاء التنمية من بينهم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وإيطاليا والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية وألمانيا، بتمويلات تنموية تصل إلى 1.2 مليار دولار.
وتطرقت "المشاط"، إلى المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج "نُوَفِّي"، والذي تم إطلاقه تحت مظلة الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، ويضم عدد من مشروعات التكيف والتخفيف من تداعيات التغيرات المناخية في مجالات المياه والغذاء والطاقة، في ظل الأهمية القصوى والترابط الوثيق بين هذه القطاعات الثلاثة، لافتة إلى أن البرنامج يستهدف من خلال التعاون مع شركاء التنمية والقطاع الخاص توفير التمويلات التنموية والدعم الفني والمنح وآليات التمويل المبتكر التي تحفز القطاع الخاص على ضخ الاستثمارات.
وشاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، في اجتماعات الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تُعقد بنيويورك، تحت شعار "الحلول من خلال التضامن والاستدامة والعلوم"، وسط تداعيات عالمية غير مسبوقة بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية، والآثار الاقتصادية لجائحة كورونا، حيث تناقش الاجتماعات عددًا من الملفات الهامة التي تشغل المجتمع الدولي، وعلى رأسها انعدام الأمن الغذائي، وأزمة أسعار الطاقة، واضطرابات سلاسل التوريد العالمية.
جدير بالذكر أن وزارة التعاون الدولي، بالتعاون مع وزارات الخارجية والمالية والبيئة، واللجنة الاقتصادية لأفريقيا بالأمم المتحدة، قاموا بتنظيم منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي Egypt-ICF2022، في نسخته الثانية، واجتماع وزراء الاقتصاد والمالية والبيئة الأفارقة، تحت رعاية وبحضور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث شهد حضور دولي وإقليمي رفيع المستوى من منظمات الأمم المتحدة ورؤساء مؤسسات التمويل الدولية، والقطاع الخاص.
وبمشاركة أكثر من 23 حكومة أفريقية تم عقد نحو 20 جلسة نقاشية وورشة عمل ومائدة مستديرة حول توحيد الرسائل والرؤى، لحشد جهود المجتمع الدولي لدعم أجندة المناخ بقارة إفريقيا، والاستعداد لـ"يوم التمويل".