أسعار الذهب تهوي 318 جنيهًا للجرام منذ مارس مع ارتفاع الدولار
هبطت أسعار الذهب بأكثر من 23.5% أو ما يعادل حوالى 506 دولار (9867 جنيه) للأوقية أو (318 جنيه للجرام) لتتراجع إلى 1644 دولار للأوقية فى ختام تعاملات نهاية الأسبوع الماضى فى بورصة كوميكس الأمريكية مع رفع أسعار الفائدة وقوة الدولار و انخفاض أسعار معظم السلع الخام والأصول وذلك بالمقارنة مع المستوى المرتفع القياسي البالغ ما يقرب من 2150 دولار للأوقية فى بداية مارس الماضى عقب غزو روسيا لجارتها أوكرانيا واستمرار الحرب بينهما . وهوت أسعار الذهب خلال سبتمبر الجارى الذى يوشك على الانتهاء لتتجه لتسجيل سادس انخفاض شهري على التوالي هذا العام في أطول سلسلة خسائر شهرية منذ 2018. وتراجعت أسعار المعدن الأصفر النفيس مع انخفاض أسعار معظم السلع الخام والأصول من البترول إلى الأسهم وابتعاد المستثمرين عن الأصول عالية المخاطر واتجاههم إلى السيولة النقدية بفضل ارتفاع قيمة الدولار إلى أعلى مستوى فى تاريخه.
انخفاض أسعار الذهب مع موجات بيع ضخمة
ونزل سعر الذهب إلى أدنى مستوى والتى لم تشهدها الأسواق إلا أثناء الأيام الأولى من ظهور وباء فيروس كورونا ، حيث تدفق المستثمرون على موجات بيع ضخمة للمعدن الأصفر النفيس. وذكرت وكالة بلومبرج أن سعر الذهب انخفضخلال الأيام الماضية بعد أن رفع مجلس الاحتياطى الفيدرالى (البنك المركزى الأمريكى) أسعار الفائدة بنسبة 0.75% وقلده العديد من البنوك المركزية الكبرى فى بريطانيا وسويسرا والدانمرك وإندونيسيا وغيرها من الدول. تراجع سعر الذهب بوم الجمعة الماضى بأكثر من 1.5% لتنزل إلى إلى 1644.04 دولار للأوقية لتسجل أدنى مستوى منذ أبريل من عام الوباء .
قوة الدولار تقلص جاذبية الذهب
ويأتى هذه الانخفاض فى أسعار الذهب وسط تدهور جاذبية المعدن الأصفر نتيجة عدة عوامل منها قوة الدولار وارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية مع تنفيذ مجلس الاحتياطي الفيدرالي لسياسة التشدد النقدى ورفع أسعار الفائدة باستمرار لمكافحة التضخم المرتفع لمستويات قياسية. وخسر سعر الذهب فى العقود الأميركية الآجلة يوم الجمعة الماضى بنسبة 1.8 % تقريبا لتهبط عند التسوية إلى 1655.60 دولار للأوقية لتتجه لتسجيل التراجع الأسبوعي الثاني على التوالي. وقفز الدولار إلى مستوى مرتفع جديد هو الأعلى منذ حوالى 20 عاما أمام العملات المنافسة، مما يجعل الذهب أقل جاذبية لحائزي العملات الأخرى لأنه لا يدر عائدا مثل الدولار القوى.
البنوك المركزية العالمية ترفع أسعار الفائدة
ورفع عدد من البنوك المركزية أسعار الفائدة، لتقلد مجلس الاحتياطى الفيدرالي الأمريكي الذي رفع الفائدة الأسبوع الماضى للمرة الثالثة على التوالي بمقدار 75 نقطة أساس. وقادت الإجراءات التي اتخذتها البنوك المركزية الكبرى إلى إثارة المخاوف من حدوث ركود عالمي مما أدى لهبوط أسعار الذهب فى أطول سلسلة خسائر شهرية منذ حوالى 5 أعوام مع تعرضها لضغوط من زيادات كبيرة في أسعار الفائدة من البنوك مركزية الكبرى حول العالم مثل البنك الأوروبى المركزى ومجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى وبنك اوف إنجلاند البريطانى. وتعرضت أيضا أسعار الذهب لخسائر حيث يستعد المستثمرون لفترة من أسعار الفائدة المرتفعة في الولايات المتحدة وأوروبا بسبب التضخم الذي بلغ أعلى مستويات له منذ عشرات السنين مما أرغم البنوك المركزية حول العالم على تشديد السياسة النقدية.
انتعاش الدولار وهبوط أسعار الذهب لتوقع المزيد من التشديد النقدى
وأدى ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية إلى انتعاش الدولار ليقترب من أعلى مستوى منذ 20 عاما مما زاد من الضغط على الذهب الذى يقل الطلب عليه مع اتجاه المستثمرين لشراء الدولار بدلا من الذهب. وأكد محللون أن هناك ضغوط متواصلة على الذهب منها تعليقات جيروم باول رئيس البنك المركزى الأميركي التي توقعت المزيد من التشديد للسياسة النقدية وأن الاقتصاد الأمريكي سيحتاج إلى سياسة نقدية صارمة لفترة من الوقت قبل أن يتمكن من تقليص معدل التضخم.