بوتين يوقِّع مرسومًا بضم 4 أقاليم أوكرانية إلى روسيا
كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، ضم مناطق زابوروجيا وخيرسون ودونيتسك ولوجانسك الأوكرانية إلى روسيا، معتبراً "أن الناس اتخذوا خيارهم في الاستفتاء".
وأضاف الرئيس الروسي: "بات لدينا الآن 4 أقاليم جديدة في روسيا.. واختيار الناس للانضمام إلى روسيا مرتبط بالتاريخ،وأعرب عن ثقته بأن الجمعية الفيدرالية "ستدعم القوانين الخاصة بانضمام أراضٍ جديدة إلى روسيا".
وتابع بوتين: "سوف نتذكر دائماً أولئك الذين لم ينخرطوا في انقلاب النازية الجديدة بأوكرانيا في عام 2014. وأولئك الذين سقطوا في العمليات العسكرية الخاصة هم أبطال روسيا العظيمة".
وأشار إلى أن الناس انفصلوا عن "موطنهم الأم عندما تفكك الاتحاد السوفيتي"، في إشارة لسكان الأقاليم الأربعة. ودعا الرئيس الروسي كييف إلى الوقف الفوري لإطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات.
وأجرت روسيا ما أسمته استفتاءات في 4 مناطق تحتلها بشكل جزئي في أوكرانيا هي دونيتسك ولوجانسك وخيرسون وزابوروجيا، وأعلنت لاحقاً أنّ المناطق أبدت تأييداً كاسحاً للانضمام إلى روسيا.
وفي وقت سابق الجمعة، أشارت صحيفة "كوميرسانت" الروسية إلى وصول زعماء المناطق الأربعة الموالين لموسكو إلى الكرملين، تمهيداً لتوقيع اتفاقيات الانضمام إلى روسيا.
هجوم على روسيا
وقال الكرملين إنه سيعتبر الهجمات ضد أي جزء من مناطق أوكرانية توشك روسيا على ضمها أعمالاً عدوانية ضد روسيا نفسها.
وذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين أن روسيا ستضم "بحكم القانون" أجزاء من أوكرانيا لا تخضع لسيطرة القوات الروسية ضمن تحركاتها لضم 4 مناطق في أوكرانيا.
وفي وقت سابق الجمعة، قال رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) فياتشيسلاف فولودين، وهو حليف رئيسي لبوتين، عبر القناة الرسمية لمجلس الدوما على تليجرام، إن بوتين أبلغ البرلمان بتلقي "طلبات رسمية من هذه المناطق".
في المقابل، تقول أوكرانيا إنها ستسعى لاستعادة أراضيها، إذ صرح ميخائيلو بودولياك مستشار زيلينسكي لصحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية بأن "الاستفتاءات ليس لها أثر قانوني، وبموجب القانون الدولي فإن المناطق هي أراضٍ أوكرانية وستظل كذلك، وأوكرانيا مستعدة لفعل أي شيء لاستعادتها".
وأضاف: "لقد كان تصويتاً صورياً، شارك فيه عدد قليل من الناس. وحتى من ذهبوا للتصويت، فقد كان هذا تحت تهديد السلاح".
وقال زيلينسكي في خطاب مساء الخميس: "لا يزال من الممكن وقفها (الحرب). ولكن لإيقافها يتعين علينا أن نوقف ذلك الشخص في روسيا الذي يريد الحرب أكثر من الحياة".
إدانات غربية
وعلى الجانب الآخر، تؤكد الحكومات الغربية وكييف أن التصويت جرى تحد تهديد السلاح ولا يمثل سكان المناطق، فضلا عن أنه ينتهك القانون الدولي.
وقالت رئيسة الوزراء البريطانية ليز ترَس، الجمعة، إنه "لا يمكن السماح للرئيس الروسي بتغيير الحدود الدولية بالقوة"، مضيفة: "لن نقبل أبداً بمناطق دونتسك ولوجانسك وخيرسون وزابوريجيا إلا كأراضٍ أوكرانية".
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الأمر بأنه "تصعيد خطير" من شأنه أن يقوض آفاق السلام. وقال جوتيريش للصحافيين الخميس، "أي قرار للمضي في الضم... لن تكون له أي قيمة قانونية ويستوجب الإدانة".
في المقابل، اعتبرت البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة أنّ بيان الأمين العام للمنظمة الدولية بشأن عدم الاعتراف بالاستفتاءات لضم 4 مناطق في أوكرانيا إلى روسيا، يعد مثالاً على "ازدواجية المعايير".
وغزت روسيا أوكرانيا في 24 فبراير، فيما وصفتها بأنها عملية عسكرية خاصة. وخلّفت العملية العسكرية عشرات الآلاف من الضحايا، وتركت مدناً أوكرانية حطاماً وتسببت في أكبر مواجهة بين روسيا والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية في 1962.