«سي بي آر إي»: النمو المتسارع في أسعار العقارات الفاخرة والإيجارات يهدد جاذبية دبي

لا تشهد مبيعات المنازل الفاخرة في دبي رواجا وحدها، إذ تمر أسعار الإيجارات بفترة انتعاش أيضا، بحسب وكالة بلومبرج.

ارتفع متوسط الإيجار السنوي لمنزل عائلي

وارتفع متوسط الإيجار السنوي لمنزل عائلي أو فيلا في الإمارة إلى 268,758 درهم ( ما يعادل 73,171 دولار) الشهر الماضي بعد أن قفزت الأسعار بنسبة 26% منذ بداية العام حتى سبتمبر، بحسب مجموعة سي بي أر إي الاستشارية.

وارتفع متوسط إيجارات الشقق السكنية بنسبة 27% إلى 89,986 درهم.

يجئ ارتفاع أسعار الإيجارات مدعوما من تنامي أعداد العمال المغتربين القادمين إلى المدينة، بحسب تيمور خان رئيس البحوث لدى الشركة الاستشارية.

وتعكس هذه الزيادة أيضا في الأسعار ارتفاع أسعار العقارات الفاخرة التي قفزت بنسبة 89% العام الماضي، بحسب ما ذكرته شركة نايت فرانك الاستشارية في وقت مبكر من الأسبوع الماضي.

جاذبية دبي

ارتفع متوسط سعر البيع للمنازل العائلية (الفلل) بنسبة 14%، بينما ارتفعت أسعار الشقق السكنية بنسبة 9% منذ بداية العام حتى سبتمبر.

لكن مجموعة سي بي أر إي الاستشارية تحذر من أن ذلك النمو المتسارع ربما يقلص جاذبية دبي. وأشار خان إلى أن معدل النمو في أسعار العقارات في بعض الأحياء ربما يبدأ في التأثير على الإتاحة في المدينة بشكل ملموس.

وأضاف:" سيؤدي هذا بالتبعية إلى التأثير على التنافسية وربما يفضي إلى تداعيات تمتد إلى قطاعات أخرى، خصوصا في ظل الارتفاع في تكاليف المعيشة والخلفيات الاقتصادية العالمية."

وينتعش حاليا الطلب على الإيجارات وشراء المنازل في دبي، إذ ساهمت طريقة تعامل الحكومة مع الجائحة وإتباع سياسات متحررة في منح تأشيرات الدخول في اجتذاب المزيد من المشترين والمقيمين. ويستفيد السوق العقاري في الإمارة من تدفق الوافدين الجدد، بمن فيهم المصرفيين الهاربين من قيود كوفيد الصارمة في آسيا، والمستثمرين في العملات المشفرة و الأثرياء الروس الهاربين من العقوبات على بلادهم بعد غزو أوكرانيا.

الإيجارات على جزيرة نخلة الجميرة

ارتفعت إيجارات الشقق على جزيرة نخلة الجميرة الصناعية لتصل إلى أعلى مستوى عند 231,397 درهم في المتوسط. ومقابل هذا، يصل متوسط الإيجارات السنوية على الفلل في حي البراري الراقي إلى 946,270 درهم.

وقال خان إن ارتفاع الأسعار تسير بأسرع وتيرة على الإطلاق، وهذا هو ما يصنع الفارق بين المناطق الجوهرية والأخرى الثانوية ويعززه.

وتابع:" بعض المناطق الثانوية تشهد مستويات إشغال بنسبة 95%."

تشهد المناطق الراقية قفزات في الأسعار. واضطرت سحر سمارة على سبيل المثال إلى الإنتقال مصطحبة أسرتها بعيدا عن شقة ذات أربع حجرات نوم على جزيرة نخلة جميرا من أجل سكنى فيلا تبعد 30 دقيقة على أطراف المدينة.

وبعد أن تلقت سمارة إنذار بالطرد، بحثت عن منزل في الجوار، لكنها توصلت إلى أن العقارات المشابهة مطروحة للبيع نظير 475 ألف درهم، بزيادة تصل إلى 150% على إيجارها الذي تدفعه في الوقت الراهن.

قطع مسافة طويلة إلى المدرسة

وقال سمارة :" الانتقال إلى المنزل الجديد أثبت أنه مرهق للغاية ومؤلم نفسيا، خصوصا للأطفال الذين سيتعين عليهم الابتعاد عن الأصدقاء والسير لفترات طويلة إلى المدرسة."

وقال خان أن الأسعار ستبدأ في التراجع مطلع العام القادم.

وتتجه الزيادات الشهرية للتباطؤ، مما يؤشر على أن العديد من المستأجرين يصوتون بأقدامهم عبر الإنتقال إلى المناطق الأكثر رخصا، بحسب خان.

وارتفع عدد مبيعات المنازل خلال الفترة الممتدة من بداية العام حتى سبتمبر ليصل إلى أعلى مستوى منذ عام 2009.