أين مصر من التنمية المستدامة؟
سباق محموم بين كافة دول العالم من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ فأصبح ملقى على عاتق كل دولة تحقيق أهداف التنمية المستدامة وفقا لرؤيتها الخاصة و التي جميعها تهدف بشكل عام إلي توازن بين الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، و تحديد اتجاه السياسات العالمية والوطنية المعنية بالتنمية، وإلى تقديم خيارات وفرص جديدة لسد الفجوة بين حقوق الإنسان والتنمية.
وفي هذا الصدد، تستعرض مجلة "أصول مصر" خلال التقرير التالي تطور أداء مصر في تحقيق أهداف التنمية المستدامة حتى العام الجاري وفقا لتقرير التنمية المستدامة؛هو المؤشر المتفق عليه لمتابعة تنفيذ وتطوير الخطة، التقرير الرسمي الوحيد للأمم المتحدة الذي يرصد التقدم العالمي في خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
وبنظرة أعمق على أوضاع التنمية المستدامة بمصر ومدى تأثير الأزمات العالمية على السير قدمًا في تحقيق الأهداف المصرية، نجد أن مصر بعد وضع رؤية مصر 2030 في فبراير 2016 اتخذت قيمة مؤشر التنمية المستدامة اتجاهًا تصاعديًا منذ العام نفسه، حيث تصنف الحكومة المصرية وفقًا لتقرير التنمية المستدامة الأخير بأنها من الحكومات متوسطة الالتزام والجهد لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
حصلت على 68.66 درجة لتحتل بذلك المركز 87 ضمن 163 دولة والمركز الرابع افريقيا
وأحرزت مصر الترتيب 87 بين 163 دولة حول العالم بمؤشر قيمته 68.66 نقطة، لتتقدم على عدد من الدول كـ (إيران، وقطر، والسعودية، وإثيوبيا، والهند). ولتتقدم قيمة مؤشرها بقيمة 0.1 نقطة عن نظيره بالعام السابق والذي سجلت فيه قيمة مؤشر تقدر بـ 68.6 نقطة، في حين كانت في الترتيب 82 بين 165 دولة، وهو ما يعد تقدمًا محمودًا في حين تراجعت المؤشرات العالمية لغالبية الدول، وانخفض المتوسط الإقليمي من 67.1 في 2021 إلى 66.7 في 2022
أحرزت 98.8 درجة من 100 درجة ضمن مؤشر تأثير الامتداد العالمي 2022
بينما كان أداء مصر على مستوى المنطقة العربية خلال 2022 ، احتلت المرتبة 7 من بين 20 دولة عربية رصدها التقرير، وعلى مستوى أفريقيا؛ حيث احتلت المرتبة 4 من بين 47 دولة إفريقية، والمرتبة 7 على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ ضمن 16 في ذات المنطقة. وأوضحت أن مصر احتلت المرتبة 15 من بين 20 دولة على مستوى الأسواق الناشئة في 2022.
وتصنف الحكومة المصرية وفقًا لتقرير التنمية المستدامة الأخير بأنها من الحكومات متوسطة الالتزام والجهد لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
حافظت على تحقيق 4 من أهداف التنمية المستدامة التحسن باعتدال بـ 9 من الأهداف وركود 3 أهداف
لم يشهد تراجع سوى بالهدف 17 الخاص بعقد الشراكات لتحقيق الأهداف
وبوجه عام، كانت مصر على المسار الصحيح، أو حافظت على تحقيق عدد 4 من أهداف التنمية المستدامة، كأهداف (6 المياه النظيفة والنظافة الصحية، و10 الحد من أوجه عدم المساواة، و12 الاستهلاك والإنتاج المسؤولان، و13 العمل المناخي)، واستطاعت التحسن باعتدال بعدد 9 من الأهداف كـ( 2 القضاء التام على الجوع، و3 الصحة الجيدة والرفاه، و4 التعليم الجيد، و5 المساواة بين الجنسين، و8 العمل اللائق ونمو الاقتصاد، و9 الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية، و11 مدن ومجتمعات محلية مستدامة، و15 الحياة في البر، و16 السلام والعدل والمؤسسات القوية)، بينما كان في حالة خمول أو ركود عدد 3 من الأهداف: (1 القضاء على الفقر، و7 طاقة نظيفة وبأسعار معقولة، و14 الحياة تحت الماء)، في حين لم يشهد تراجع سوى الهدف 17 الخاص بعقد الشراكات لتحقيق الأهداف. وفيما يلي سيتم الإشارة إلى كل هدف على حدة، والتطرق إلى أبرز مؤشراته الفرعية، والوقوف على أهم الإنجازات والتحديات التي تعرقل كل هدف من أهداف التنمية المستدامة.