الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024 01:38 م
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
Green

قطاع البناء والتشييد: فرنسا في عصر الاستدامة والمسؤولية البيئية خلال معرض "الخمسة الكبار" 2022

الخميس، 01 ديسمبر 2022 09:17 ص

في إطار المشاركة الفرنسية في نسخة 2022 من معرض "الخمسة الكبار" المنعقدة في الفترة من 5 إلى 8 ديسمبر 2022، سيسجل 23 متخصصًا فرنسيا حضورهم في دبي، لتمثيل قطاع البناء والتشييد الفرنسي في أكبر المعارض في هذا القطاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

يعتبر الشرق الأوسط منطقة فرص لقطاع البناء والتشييد الفرنسي

مدفوعين في ذلك بطموحهم لإقامة شراكات استراتيجية جديدة. مدعوما بأسعار النفط والغاز، يسهم قطاع البناء المزدهر، في منح فرص استثمارية أكبر في المنطقة، مما يمثل فرصة سانحة لفرنسا، المشهود لها عالميا بخبرتها في هذا المجال.

يعتبر الشرق الأوسط منطقة فرص لقطاع البناء والتشييد الفرنسي، حيث تقوم الشركات الفرنسية بعرض أفضل ما لديها من قدرات في مجال البحث والتطوير خلال معرض "الخمسة الكبار"، مع إعطاء الأولوية للرقمنة والتطوير الصناعي طويل الأجل من أجل رفع وثيرة الكفاءة والإنتاجية إلى أقصى حد بالموازاة مع تحقيق هدف- الصافي الصفري.

بالفعل، فإن سوق البناء لا تزال تمثل محركًا رئيسيًا للاقتصادات الفرنسية والأوروبية، بدعم من الشركات الوطنية الرائدة مثل شركة " بويغ" (Bouygues ) وشركة "فينسي"( Vinci ) وشركة " إيفاج"( Eiffage ). المواد الجديدة، تقنيات البناء الذكية، رقمنة العمليات، المباني الذكية للحفاظ على الموارد وتثمينها، إدارة المخاطر؛ حلول التخطيط الحضري والمناظر الطبيعية، ستكون من بين الحلول العديدة المعروضة خلال هذه النسخة من معرض " الخمسة الكبار".

هذا، وسيشهد جناح فرنسا، الذي يقام تحت علامة " لا فرنش فاب"، الرائدة في تجديد القطاع الصناعي الفرنسي والالتزام بنهج صديق للبيئة، سيشهد حضور ومشاركة شركات مشهود لها دوليا بخبرتها في مجالات تطوير وتصنيع المعدات، المواد والحلول والتي سبق لها بالفعل أن أثبتت وجودها.

يذكر أن دول مجلس التعاون الخليجي تحظى بمجموعة كبيرة من المشاريع الجديدة في مجال البناء، منها المشاريع العقارية السكنية والتجارية، وكذا مشاريع ترقية أنظمة النقل والطاقة والمياه، بما في ذلك مشاريع صناعية كبرى. وتحتل كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الصدارة في مجال مشاريع البناء الضخمة على مستوى العالم من خلال مشاريع العملاقة مثل " ذا لاين" و "نيوم" في المملكة أو " جزر العالم" في دبي و" اللوفر أبوظبي ريزيدنسز"، و"مشاريع حتا السياحية" في الإمارات العربية المتحدة، على سبيل المثال لا الحصر.

وقد بلغت قيمة سوق البناء في دولة الإمارات العربية المتحدة ما قيمته 340 مليار دولار أمريكي في الربع الأول من عام 2022، وذلك بفضل ما يشهده قطاع السياحة من تنمية، حيث لا تزال دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل الوجهة الأولى للسفر والسياحة في المنطقة، إذ بلغت نفقات زوارها ما يقرب من 30 مليار دولار في عام 2021 وحده. في حين ترغب المملكة العربية السعودية في تحسين جودة الخدمات في قطاع السياحة والترويج للمملكة كواحدة من بين أفضل خمس وجهات عالمية، من خلال استقبال أكثر من 100 مليون زائر والإسهام بنسبة 10٪ من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030 وذلك بفضل مناطق ومشاريع سياحية جديدة في مناطق مثل نيوم والبحر الأحمر وبوابة الدرعية والعلا.

فمن خلال هذه التطورات الصناعية الكبرى والمشاريع السياحية الطموحة، تعد المنطقة على أتم الاستعداد لأن تكون في طليعة الابتكار والاستدامة، ويعد مخطط دبي الحضري الجديد حتى العام 2040، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في مارس 2021، خير مثال على هذا الطموح لجعل دبي المدينة الأفضل للحياة في العالم.

تعليقا على هذه المشاركة، قال أكسيل بارو، المفوض التجاري الفرنسي لدى دولة الإمارات والمدير الإقليمي لوكالة "بيزنس فرانس" الشرق الأوسط:" يسر فرنسا أن تشارك في هذه الدورة الـ 43 من معرض "الخمسة الكبار" الدولي للبناء والتشييد، حيث يقدم الجناح الفرنسي حلولا مبتكرة في قطاعات متنوعة مثل تقنيات البناء الذكي، إنترنت الأشياء، الذكاء الاصطناعي ومواد البناء ... على سبيل المثال لا الحصر. ومع الإعلان عن مشاريع بقيمة 4 مليارات دولار، تعد المنطقة سوقا ذات أولوية قصوى للشركات الفرنسية الباحثة عن شراكات جديدة، كجزء من هيكلة المشاريع وبناء مدن الغد معا."

خبرة فرنسية راسخة بالفعل في المشاريع الإقليمية الكبرى لقطاع البناء

العديد من الشركات الفرنسية مثل" فريسيني"( Freyssinet) و " في أس أن"( VSN) و "سولطانش-باشي"( Soletanche-Bachy) و" لافارج"( Lafarge )و" سان غوبين" (Saint Gobain) و" بويغ"( Bouygues ) موجودة بالفعل في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ، بعد أن حصلت على العديد من العقود أو وقعت مشاريع مشتركة ، مثل:

منحت شركة الاتحاد للقطارات عقدا بقيمة 230 مليون دولار أمريكي لشركة فينسي للإنشاءات لبناء منشأة لتشغيل وصيانة السكك الحديدية. وأعقب ذلك توقيع مذكرة تفاهم مع الشركة الوطنية للسكك الحديدية-الفرع الدولي وشركة ألستوم وتاليس وبروغريس ريل، التابعة لشركة كاتربيلر والتي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، خلال فعالية " إينو ترانس" 2022 في ألمانيا.

توقيع كل من بويج للمقاولات الدولية وشركة المباني السعودية للمقاولات عقدا بقيمة مليار دولار مع شركة القدية للاستثمار (QIC) لبناء متنزه " 6 فلاجر القدية"، الترفيهي الضخم الذي تبلغ مساحته 32 هكتارا على مشارف من العاصمة السعودية الرياض.

وقعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا ومجموعة من الشركات الهندسية الفرنسية سيتيك و إيجيس و أسيستيم مذكرة تفاهم لدعم تطوير البنية التحتية في المدينة التاريخية. وسيشهد التحالف الذي يمتد لعشر سنوات نمو القوى العاملة في الكونسورتيوم في العلا من 40 إلى 200 شخص، ويشمل أنشطة التشغيل والصيانة، فضلا عن تطوير القدرات المهنية لشركة العلا.

بعد سنوات مليئة بالتحديات، يتمتع قطاع البناء والتشييد في دول مجلس التعاون الخليجي بنظرة إيجابية مع ارتفاع فرص المشاريع بفضل المشاريع المدعومة من الحكومة والتي تقودها زيادة الإيرادات من صادرات النفط وعودة السفر الدولي. وترغب فرنسا، التي تحتل المرتبة 12 بين الدول الأكثر ابتكارا في العالم وفقا لمؤشر الابتكار العالمي لعام 2020، في لعب دور نشط في تطوير مشاريع البنية التحتية الاستراتيجية هذه.