الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
Green

خلال 2050

معهد «كابجيميني» للأبحاث في تقرير شامل: شركات الطاقة والمرافق تتوقع أن يلبِّي الهيدروجين الأخضر 18% من استهلاك الطاقة

الثلاثاء 09/مايو/2023 - 10:42 ص

أصدر معهد «كابجيميني» للأبحاث تقريرًا شاملًا بعنوان «الهيدروجين المنخفض الكربون – الطريق نحو مستقبل أكثر اخضرارًا»، أبرز فيه دور صناعة الهيدروجين المنخفض الكربون الواعدة في كونها إحدى الطرق الحاسمة لتسريع إزالة الكربون من القطاعات العالية الانبعاثات والمساهمة في بناء الاقتصاد الأخضر.

معهد «كابجيميني» للأبحاث في تقرير شامل: شركات الطاقة والمرافق تتوقع أن يلبِّي الهيدروجين الأخضر 18% من استهلاك الطاقة

الهيدروجين المنخفض الكربون صناعة واعدة تساهم في بناء مستقبل أكثر اخضرارًا

و«كابجيميني» مؤسسة عالمية رائدة تتشارك جهودها مع العديد من المؤسسات لتوفير خدمات التحول الرقمي، وإدارة أعمالها من خلال تسخير إمكانات التكنولوجيا الحديثة، وتحرص على بناء قدرات القوى العاملة بها عبر أحدث التقنيات من أجل مستقبل مستدام وشامل.

ووجد التقرير أن نسبة 62% من شركات الصناعات الثقيلة ترى في الهيدروجين المنخفض الكربون بديلًا للأنظمة الكثيفة الكربون، كما تتوقع شركات الطاقة والمرافق (Energy &Utilities) أن يلبِّي الهيدروجين المنخفض الكربون 18% من إجمالي استهلاك الطاقة بحلول عام 2050.

94% من شركات تكرير البترول تتوقع تأثيرًا كبيرًا لاستخدام الهيدروجين الأخضر على صناعتها بحلول 2030

وأوضح التقرير أنه لذلك السبب تضخ هذه الشركات استثمارات ضخمة في سلسلة القيمة للهيدروجين المنخفض الكربون، لا سيما تطوير البنية التحتية وتقنيات الإنتاج وأجهزة التحليل الكهربي وخلايا الوقود الفعالة من حيث التكلفة؛ الأمر الذي يُعَدُّ فرصة سانحة أمام مصر لاستغلال فرص النمو المتوقعة في هذا المجال، مستفيدةً من أصول الدولة ومواردها من الطاقة الجديدة والمتجددة وموقعها الاستراتيجي وكوادرها البشرية، وهي محاور إستراتيجية الهيدروجين المنخفض الكربون التي أعلنت عنها الدولة بالتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD) بهدف المساهمة الفعالة في التحول نحو الاقتصاد الأخضر، تماشيًا مع أهداف التنمية المستدامة والجهود العالمية لمواجهة التغير المناخي.

الهدف في 2050

حسب التقرير، تؤمن المنظمات أن الهيدروجين المنخفض الكربون سيكون عاملًا مساهمًا طويل الأجل في تحقيق أهداف تقليل الانبعاثات والاستدامة، حيث ترى نسبة 63% من شركات الطاقة والمرافق أنه الأداة الحاسمة لبناء اقتصاد أخضر، و62% منها ترى أن الهيدروجين المنخفض الكربون بإمكانه مساعدة الدول في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز استقلال الطاقة؛ إذ تلبِّي هذه التقنيات – وفقًا لتلك المؤسسات – ما يصل إلى 55% من إجمالي مزيج الهيدروجين بحلول عام 2050.

وترصد شركات الطاقة والمرافق – في المتوسط – نسبة 0.4٪ من إجمالي الإيرادات السنوية للهيدروجين المنخفض الكربون بحلول عام 2030، ولا سيما في مجال نقل وتوزيع طاقة الهيدروجين (53٪)، والإنتاج (52٪)، والبحث والتطوير (45٪).

في هذا السياق، قال المهندس حسام سيف الدين – الرئيس التنفيذي لشركة «كابجيميني» في مصر – إن الهيدروجين المنخفض الكربون صناعة واعدة بها العديد من فرص النمو، ويتطلب التوسع في هذه الصناعة تعميق أواصر التعاون بين كل الجهات الفاعلة، بما في ذلك الحكومات والقطاع الخاص ومؤسسات التمويل.

وتابع: «حريصون في «كابجيميني» على العمل جنبًا إلى جنب مع الجهات المختلفة لتمهيد الطريق نحو التحول إلى اقتصاد أخضر، مستفيدين من خبراتنا العالمية في سلسلة القيمة وسلاسل التوريد والبحث والتطوير والتقنيات ذات الصلة، وذلك انطلاقًا من إستراتيجية «كابجيميني» للاستدامة».

ومن جانبه، قال فلورنت أندريلون، رئيس تقنيات المناخ بمجموعة «كابجيميني»: «يُعَدُّ الهيدروجين المنخفض الكربون أداة لا غنى عنها في مزيج الطاقة النظيفة لإزالة الكربون من القطاعات العالية الانبعاثات، مثل الصناعة والنقل، ومن ثم مكافحة الاحترار العالمي، وللتوسع في المبادرات الموجودة اليوم نحتاج إلى المزيد من الاستثمارات في مجالات البحث والتطوير، والتعاون عبر سلسلة القيمة، وتطوير إستراتيجيات واضحة وتقييمات حالة مخصصة لحالات الأعمال».

وأضاف فلورنت: «يجب على المنظمات تعميق أواصر التعاون فيما بينها عبر سلسلة القيمة، وتأمين اتفاقيات الشراء، وتطوير مراكز كفاءة الهيدروجين، والاعتماد على تقنيات مثل المحاكاة والتوائم الرقمية وحلول التتبع؛ وذلك لتوسيع نطاق مبادرات الهيدروجين المنخفض الكربون بنجاح. على الرغم من ذلك، فإن تحقيق نجاح قابل للقياس لن يكون أمرًا سهلًا، لكنها فرصة سانحة لبناء مستقبل خالٍ من الكربون».

الاستثمارات في الصناعة

أكد التقرير أن الاستثمارات في الهيدروجين المنخفض الكربون والطلب عليه في تزايد مستمر في مختلف القطاعات؛ إذ ازداد الطلب على الهيدروجين عبر صناعات ومناطق جغرافية عدة بأكثر من 10% في السنوات الثلاث الماضية، ومن المتوقع استمرار زيادة النمو، خاصة في تطبيقات الهيدروجين التقليدية، مثل تكرير البترول والكيماويات والأسمدة.
فقد خلص التقرير إلى أن 94% من شركات تكرير البترول تتوقع تأثيرًا كبيرًا لاستخدام الهيدروجين المنخفض الكربون على صناعتها بحلول عام 2030، وعلى النحو ذاته تتوقع 83% من شركات الكيماويات والأسمدة تأثيرًا مشابِهًا أيضًا.

ومن المتوقع أن تزيد تطبيقات الهيدروجين الجديدة، مثل النقل الثقيل والطيران والبحرية، من طلبها على الهيدروجين. على الرغم من استغراقها وقتًا أطول للتطور، فقد وجد التقرير أن مؤسسات هذه القطاعات لديها تفاؤل كبير بإمكاناتها وتسعى لاستكشاف نماذج أعمال مبتكرة وإستراتيجيات لخفض التكاليف بهدف النمو والتوسع. ومع ذلك، تكمن الإمكانات الحقيقية في القطاعات التي لا تَعُدُّ الكهرباء خيارًا مطروحًا فيها، ويمكن تحقيق حالات الاستخدام على المدى القصير نظرًا للأحجام المحلية. على سبيل المثال؛ يرى ما يقرب من ثلاثة أرباع (71%) مؤسسات الطاقة والمرافق أن الهيدروجين المنخفض الكربون يُعَدُّ طريقة قابلة للتطبيق بهدف تخزين الطاقة من المصادر المتجددة التي تعمل بشكل متقطع، حيث تكون بمثابة البطارية، وتزيد من إتاحة الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لمزيد من التطبيقات.

تحديات الإنتاج

على الرغم من زيادة الطلب على الهيدروجين المنخفض الكربون في مختلف القطاعات، لا تزال تحديات الإنتاج قائمة، حيث تقل فعالية الأساليب من حيث التكلفة وأنها غير صديقة للبيئة، وسيتطلب حجم الاستثمارات والحاجة إلى زيادة المعروض والطلب في الوقت نفسه عقد شراكات وبناء أنظمة بيئية وتعميق أواصر التعاون بين الشركات الفاعلة في المجال والشركات الجديدة فيه، وذلك جنبًا إلى جنب مع تطوير أسواق أكثر انفتاحًا وشفافية.

ووجد التقرير مواجهة إنتاج الهيدروجين المنخفض الكربون تحديات في الحصول على كهرباء منخفضة الكربون وارتفاع تكاليف المحلل الكهربائي. وتُظهِر مؤسسات الطاقة والمرافق ثقة في الهيدروجين المنخفض الكربون؛ حيث يتوقع نصف المؤسسات تقريبًا (49%) انخفاض تكلفة الهيدروجين المنخفض الكربون بنحو طردي بحلول عام 2040.
بالإضافة إلى ذلك، لا تزال معظم المؤسسات في المراحل التجريبية مع الهيدروجين، إذ تمتلك نسبة 11% من مؤسسات الطاقة والمرافق و7% فقط من مؤسسات المستخدمين النهائيين مشروعات هيدروجين منخفض الكربون مدمجة بالكامل في أسواقها. ولتوسيع نطاق الهيدروجين المنخفض الكربون يجب معالجة تحديات الهندسة والبنية التحتية، جنبًا إلى جنب مع تحديات التكلفة والطاقة.

كما خلص التقرير إلى أن المنظمات في مختلف القطاعات تواجه نقاط ضعف مرتبطة بقطاع معين. على سبيل المثال؛ تشير نسبة 65% من المؤسسات العاملة في مجال النقل الثقيل إلى زيادة إنتاج خلايا وقود الهيدروجين باعتبارها أكبر تحديات البنية التحتية والتحديات الهندسية، أما في مجال الطيران فتشير نسبة 58% إلى الحاجة إلى تعديل تصميم الطائرات لاستخدام الهيدروجين المنخفض الكربون وقودًا. وفي الوقت نفسه ترى نسبة 72% من المشاركين في صناعة الصلب أن هناك حاجة إلى تطوير البنية التحتية لإنتاج الصلب القائم على الهيدروجين على نطاق أوسع.

بالإضافة إلى مشكلات التكلفة والبنية التحتية والهندسة، فإن نسبة 60% من المؤسسات ترى أن الافتقار إلى المهارات والخبرة يمثل تحديًا كبيرًا أمام التوسع في صناعة الهيدروجين؛ إذ يتجلى نقص المهارات على نحو خاص بالنسبة لمؤسسات المستخدمين النهائيين في إسبانيا (70%) ومؤسسات الطاقة والمرافق في اليابان (65%)، وفي فرنسا وأستراليا (63٪ لكلٍّ منهما).

المنهجية

لاستيعاب وجه استفادة مؤسسات الطاقة والمرافق من إمكانات الهيدروجين المنخفض الكربون، أجرى معهد «كابجيميني» للأبحاث استطلاعًا عالميًّا عبر 13 دولة، شمل 500 مدير تنفيذي من شركات الطاقة والمرافق التي تحوز أكثر من 500 مليون دولار إيرادات سنوية، و360 مديرًا تنفيذيًّا من قطاعات المستخدم النهائي، بما في ذلك النقل الثقيل والطيران والنقل البحري والصلب والكيماويات والتكرير، بإيرادات سنوية تزيد على مليار دولار؛ إذ يشارك الأفراد الذين تمت مقابلتهم في تخطيط وتطوير مبادرات منخفضة الكربون والهيدروجين، ويعملون في مجالات وظيفية مثل تطوير الإستراتيجيات والمنتجات/الخدمات والابتكار والهندسة والعمليات التشغيلية (سلسلة التوريد – المشتريات، النقل/الإنتاج)، ووحدات الأعمال التي تعالج الهيدروجين على وجه التحديد، والطاقة المتجددة، والطاقات الجديدة، وإزالة الكربون، والبيئة، والاستدامة، وانتقال الطاقة، والاستخدام النهائي (الهيدروجين المستخدم لخلايا الوقود/المحركات)، وغيرها.