انكماش الطلب يعصف بأسعار النفط لليوم الثالث على التوالي
هبطت أسعار النفط لليوم الثالث على التوالي، بعد أن أضافت بيانات ضعف الطلب في الولايات المتحدة إلى قلق الأسواق من أن الاقتصاد العالمي يتجه إلى الركود.
ويكشف التراجع في الأسعار الذي دفع نسبة هبوط خام غرب تكساس الوسيط إلى 14% هذا العام، أن خطة أوبك وحلفائها لاستعادة السيطرة على السوق عبر تخفيض الإنتاج بداية من الشهر الجاري لا تحقق أهدافها، فالهامش الزمني في أسعار خام برنت الذي يشير إلى الفارق بين أسعار العقود الآجلة لشهري يوليو وأغسطس، تقلص إلى علاوة تبلغ 15 سنتًا وذلك هبوطًا من علاوة وصلت إلى 43 سنتًا في بداية الأسبوع، في إشارة إلى أن المتعاملين يتوقعون زيادة في العرض تتجاوز الطلب في المدى القريب.
تدهور أسعار النفط الخام
من جانبه قال دانييل غالي، محلل السلع في شركة تي دي سيكيوريتيز إنه منذ صعوده في فترة الوباء، أصبح النفط الآن أشد السلع خطورة على من يشتريها بسبب الهبوط، فتدهور الهامش الزمني في عقود خام برنت يشير إلى "انهيار كبير في توقعات الطلب على السلعة، وأن المستثمرين يتوقعون ضمنيا هبوطا عنيفًا في النشاط الاقتصادي. وهذه هي المرة الأولى التي يبدأ فيها حساب تأثير مخاوف الركود الاقتصادي في أسواق الطاقة.
ورفع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس، وألمح إلى وقفة قصيرة محتملة في حملة التقشف النقدي الشديدة التي ينفذها، رغم ذلك أخفقت هذه الأنباء في وقف تدهور أسعار النفط الخام، وكما كان متوقعًا رفع الفائدة الأميركية ربع نقطة مئوية إلى أعلى مستوى منذ 2007، وفى الوقت نفسه تفاقمت حركة تقلب الأسعار نتيجة أداء المستثمرين الذين يتحركون وفق اتجاه السوق اعتمادًا على مؤشر الزخم، مثل أولئك الذين يشرف على حساباتهم مستشارو تداول السلع وتشير التقديرات إلى أنهم يمزجون بين رهانات بيعية.
وفي الولايات المتحدة كشف تقرير حكومي عن انكماش في الطلب على البنزين وتضخم معروض الوقود، وانخفض الطلب أيضا على وقود الطائرات رغم بقائه أعلى من مستويات العام السابق بنسبة طفيفة.
مخاوف من أن استيلاء إيران على ناقلة نفط ثانية في غضون أسبوع واحد قد يتسبب في اضطرابات شحن الخام
وعلى جانب العرض لم تكشف روسيا أي علامة على انخفاض مستمر في تدفقات النفط الخام إلى خارج البلاد، رغم تعهدها بتخفيض الإنتاج 500 ألف برميل يوميًا، فقد قفزت صادراتها مرة أخرى متجاوزة 4 ملايين برميل يوميًا في الأسبوع المنتهي في 28 أبريل الماضي، وهو مستوى لم تتجاوزه إلا مرة واحدة منذ غزت القوات الروسية أوكرانيا في فبراير 2022، وفق بيانات تتبع الناقلات التي جمعتها بلومبرج.
ورغم ذلك هناك مخاوف من أن استيلاء إيران على ناقلة نفط ثانية في غضون أسبوع واحد، قد يتسبب في اضطرابات شحن الخام عبر واحد من أهم طرق التجارة في العالم، ومازال شحن النفط عبر الأنابيب من شمال العراق والمنطقة الكردية إلى ميناء جيهان التركي متوقفًا بسبب نزاع بين الطرفين.