الرئيس عبد الفتاح السيسي: إفريقيا تحتاج إلى 3 تريليونات دولار لمواجهة التغيرات المناخية
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن المخاطر التي تواجه القارة الإفريقية من جفاف وتراجع نسبة إنتاجية المحاصيل الزراعية والتصحر تؤكد تضرر القارة، وتشير التقديرات إلى أن المخاطر المرتبطة بالجفاف فقط في دول القارة الإفريقية أدت إلى خسائر تجاوزت قيمتها 70 مليار دولار.
القارة تحتاج إلى 200 مليار دولار سنويًّا لتحقيق التنمية المستدامة
وأضاف، خلال افتتاح الاجتماعات السنوية لمجموعة بنك التنمية الإفريقي 2023 بشرم الشيخ، أن الجفاف ساهم أيضًا في خفض النمو الإنتاجي الزراعي بنحو 34% بالقارة الإفريقية، وتُقدَّر الاحتياجات التمويلية لمواجهة الانعكاسات السلبية للتغيرات المناخية في إفريقيا بنحو ثلاثة تريليونات دولار حتى عام 2030.
وأشار الرئيس السيسي إلى أن النتائج الإيجابية لمخرجات قمة الأمم المتحدة التي استضافتها مصر العام الماضي، COP27، ومنها إنشاء صندوق مخصص للتمويل اللازم لتعويض الدول المتضررة من الكوارث المناخية، سواء الفيضانات أو الجفاف أو الكوارث الأخرى.
دور القطاع الخاص
وتابع بأن معطيات الواقع الاقتصادي تفرض ضرورة تحفيز القطاع الخاص للاضطلاع بدور أكبر في توفير التمويل اللازم لمشروعات صديقة للبيئة، مع تطبيق آليات استخدام الطاقه النظيفة وإقرار السياسات والإجراءات اللازمة لذلك، وفي هذا الإطار تولي مصر اهتمامًا بالغًا بالبعد البيئي.
الحكومة المصرية قدمت في 2021 الإصدار الأول لدليل معايير الاستدامة البيئية
وأوضح الرئيس السيسي أن الحكومة المصرية عام 2021 قدمت الإصدار الأول لدليل معايير الاستدامة البيئية تحت اسم «الإطار الإستراتيجي للتعافي الأخضر»، وذلك بهدف توفير الاسترشادات اللازمة لدمج معايير التنمية المستدامة في الخطط التنموية، بما ينعكس بالإيجاب على جودة الحياة وعملية التنمية، ومما لا شك فيه أن فعاليات النسخة الحالية من الاجتماعات السنوية لبنك التنمية الإفريقي تمثل فرصة متميزة لتبادل المعرفة والخبرات وتوفير الدعم الفني اللازم لمواجهة تداعيات التغير المناخي وطرح أجندة واضحة وفق جدول زمني لتحديد سبل آليات التعامل مع مختلف التحديات التي تواجهه دول القارة الإفريقية، وصولًا إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
الاجتماعات السنوية لبنك التنمية الإفريقي
وقال الرئيس السيسي: «إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بكم في مدينة السلام، شرم الشيخ، التي تتشرف باستضافة الاجتماعات السنوية لبنك التنمية الإفريقي 2023، وهي الاجتماعات التي حرصت مصر على استضافتها على أراضيها للمرة الثالثة، تأكيدًا لبالغ اهتمامنا بتعزيز المساعي الدولية والإقليمية الداعمة للتنمية في جميع ربوع قارتنا الإفريقية».
الواقع يفرض ضرورة تحفيز القطاع الخاص للقيام بدور أكبر في توفير التمويل اللازم للمشروعات الصديقة للبيئة
وتابع الرئيس: «نتوجه بالشكر إلى بنك التنمية الإفريقي على جهوده الملموسة لتمويل المشروعات التنموية في مختلف أنحاء قارتنا، التي تجعلنا نتطلع إلى المزيد من الشراكات الناجحة مع المؤسسات التمويلية المتعددة الأطراف لتحقيق تطلعات شعبنا نحو الازدهار والنماء والتقدم».
خسائر الجفاف تجاوزت 70 مليار دولار.. وتسبب في انخفاض النمو الإنتاجي الزراعي بنحو 34%
وأضاف الرئيس السيسي، في كلمته بالجلسة الافتتاحية للاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإفريقي للتنمية: «السيدات والسادة، لا تخفى عليكم التحديات المتصاعدة والمشابكة التي تواجهها دول العالم، فمع ظهور بوادر التعافي من الآثار السلبية لجائحة كوفيد 19 على الاقتصاد العالمي، جاءت الأزمة (الروسية-الأوكرانية) والتوترات السياسية الدولية لتضيف إلى المشهد العالمي تعقيدات غير مسبوقة، تظهر آثارها في اضطرابات حادة في سلاسل التوريد العالمية وموجات تضخمية جارفة».
وتابع الرئيس السيسي: «لقد انعكس هذا المشهد بشكل أكثر قوة على اقتصادات الدول النامية، وعلى رأسها اقتصادات دول القارة الإفريقية التي تعاني في الأصل من تحديات داخلية عدة، مما يتطلب أفكارًا غير تقليدية للبحث عن حلول تمويلية تساهم في دفع عجلة المشروعات الأكثر إلحاحًا، خاصة في مجالات مواجهة تحديات التغيرات المناخية والتنمية المستدامة، ويكفي في هذا الصدد الإشارة إلى حجم بعض الاحتياجات التمويلية لدول القارة الإفريقية طبقًا لتقديرات الأمم المتحدة وبنك التنمية الإفريقي، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، 200 مليار دولار سنويًّا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، و144 مليار دولار سنويًّا لمعالجة الآثار السلبية لجائحة كورونا، و108 مليارات دولار سنويًّا لرفع مستوى البنية التحتية».