رئيس الوزراء: استثمارات تجاوزت 812 مليار جنيه في الإسكندرية والبحيرة
على هامش الجولة التفقدية اليوم لفخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لعدد من المشروعات التنموية والخدمية بمحافظتي البحيرة والإسكندرية، وفعاليات المؤتمر الوطني للشباب بمدينة برج العرب، استعرض الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، عددا من محاور العمل الوطني في مختلف المجالات بالمحافظتين خلال السنوات الثماني الماضية.
الاستثمارات في مصر
واستهل رئيس مجلس الوزراء عرضه، بالترحيب بالسيد الرئيس والحضور، وقال: شرف لي أن أقف أمامكم اليوم على هامش تلك الزيارة المهمة، بتشريف فخامة الرئيس، والتي تستمر على مدار يومين؛ لافتتاح وتفقُد عدد من المشروعات القومية بمحافظتي الإسكندرية والبحيرة.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن تلك الزيارة تأتي ضمن العديد من الزيارات والجولات التي يقوم بها السيد رئيس الجمهورية في ربوع مصر كلها؛ لمتابعة حجم العمل والإنجاز الذي يتم على أراضي الدولة، موضحًا أن تلك المشروعات القومية تهدف إلى تعزير جودة حياة المواطن المصري، وتعمل الدولة بكل مؤسساتها نحو تحقيق هذا الهدف، لإيمانها الراسخ بأن "المواطن المصري يستحق أن يتمتع بمستوى معيشة أفضل، وبيئة نظيفة وصحية تساعده على العمل والإنتاج".
وفي هذا السياق قال مدبولي: "كانت تلك كلمة أطلقها السيد الرئيس في عام 2015، وتعمل الدولة المصرية في سبيل تطبيقها على مدار 8 سنوات في كل ربوع مصر".
وانتقل رئيس الوزراء للحديث عن واقع التحديات التي كانت قائمة وحجم المُنجزات على مستوى محافظتي الإسكندرية والبحيرة؛ حيث يشهدان تفقُد فخامة السيد رئيس الجمهورية عددا من المشروعات على مدار اليوم وغدًا.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي إن كل محافظة من المحافظتين، على غرار كل محافظات مصر، كانت تشهد عددًا كبيرًا من التحديات التي تعيق عملية التنمية، وتُسبِب عدم رضاء المواطن المصري وشعوره بعِظم المشكلات والتحديات التي يواجهها.
وأوضح رئيس مجلس الوزراء أنه بالنسبة لمحافظة الإسكندرية، كانت الإشكالية الرئيسة، والتي ما زال جزء منها قائما، هي ارتفاع الكثافة السكانية، وفاقم من حدتها أن المحافظة غير قادرة على الامتداد، شرقًا أو غربًا أو جنوبًا، لاستيعاب تلك الزيادة السكانية.
وتابع: مع عدد السكان الكبير تحتاج الإسكندرية بمفردها إلى خلق مئات الآلاف من فرص العمل على مدار الفترة القادمة. ونتيجة أن المحافظة تعاني من "الاختناق الجغرافي"، أصبح تقريبا 47% من سكانها يعيشون في مناطق غير مخططة، تسببت بدورها في عدم وجود ظهير عمراني يسمح بالتمدد، وأصبحت المدينة تتمدد رأسيًا فحسب، مُشيرًا إلى أنه بدلًا من أن كانت شوارع الإسكندرية مُخططة لتكفي لبعض الفيلات أو العمارات قليلة الارتفاع، زاد انعدام التخطيط العمراني.
وأضاف رئيس الوزراء أن الظهير الوحيد المتاح لهذه المدينة هو مدينة "برج العرب الجديدة"، ولكن تمثلت مشكلة برج العرب في عامي 2014 و2015 في افتقارها إلى الخدمات التي تكفي لتحفيز المواطن السكندري على الانتقال إليها، فضلًا عن عدم وجود محاور طرق كافية لتنقله بين الإسكندرية وبرج العرب الجديدة، ما جعل مواطني المحافظة يعزفون عن الانتقال إلى مدينة برج العرب في هذه الفترة.
وبشكل عام، أكد "مدبولي" أن الإسكندرية عانت من مخالفات بناء كثيرة، وانتشار واسع للمناطق غير الآمنة، وتدهور البنية الأساسية، بالإضافة إلى زيادة الضغط على شبكات المياه والصرف الصحي؛ ولا سيما أن تلك الشبكات كانت مُصممة لاستيعاب وتغطية عدد معين من المباني، بيد أن هذا العدد تمت مضاعفته 4 أو 5 مرات.
ولفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى الإشكالية التي كانت تواجه العديد من بحيرات مصر، ومن ذلك تلوث بحيرة مريوط بالصرف الصحي والصرف الصناعي، وارتفاع منسوب المياه الجوفية، وانخفاض منسوب الأراضي حول البحيرة، وكذلك تلوث ترعة المحمودية والتعدي الكبير عليها.
وفيما يتعلق بمحافظة البحيرة، أكَّد رئيس الوزراء أنه كان يوجد أيضًا العديد من المناطق غير الآمنة على مستوى المحافظة، إلى جانب ارتفاع منسوب مستوى البحر في المناطق الساحلية الذي أفضى إلى خلق إشكالية كبيرة للغاية بالنسبة للمحافظة. هذا بالإضافة إلى تردّي المرافق الأساسية، والعجز الشديد في الخدمات الاجتماعية الموجودة.
وأوضح "مدبولي" أن الدولة حرصت في خطواتها أن تعمل من مُنطلق "التخطيط"، وبالتالي تمت صياغة مُخطط استراتيجي بالفعل للإسكندرية ليتم تنفيذه حتى بداية عام 2032، مُضيفًا أن هناك أيضًا مُخططا استراتيجيا للبحيرة، وتم العمل على هذه المخططات وفي إطارها، حيث تتم كل المشروعات الآن بناء على تخطيط وضعته الدولة المصرية.
وقال في هذا الصدد: "لكن الأهم من ذلك هو الجدية والرغبة الحقيقية في تنفيذ هذه المشروعات، والمتابعة المستمرة والدؤوبة من القيادة السياسية للحكومة وكل أجهزة الدولة لتنفيذ تلك المشروعات بأسرع وقت وأعلى جودة مُمكنة، إلى جانب السرعة في الإنجاز لتعويض ما بين 30 و50 عامًا كانت تعاني فيها هذه الخدمات والمرافق من الإهمال نتيجة لظروف كانت الدولة المصرية تعاني منها".
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: ليس في مقدورنا أن نسير بمعدلات طبيعية، ولكي نقوم بتعويض ذلك ونتجاوز هذه الأزمة لابد من العمل بمعدلات غير مسبوقة، فكل التخطيط والتنفيذ الذي كنا نقوم به كان ينصب في الأساس على ثلاثة محاور رئيسية، وهي: التنمية البشرية، والتنمية الاقتصادية، بالإضافة إلى التنمية المكانية.
وفي هذا الإطار، أكد رئيس الوزراء أن الأمر الملموس دائما كان يتمثل في الجانب المادي المتمثل في الإسكان والطرق، بينما الأمر الواقع أن استثمارات الدولة المصرية كانت في الإنسان المصري في الخدمات الكثيرة التي كان يعاني من نقصانها، لكننا لدينا إجمالي في هاتين المحافظتين فقط من استثمارات خلال الفترة من منتصف 2014 وحتى نهاية الشهر الماضي تجاوزت 812 مليار جنيه، وفي مجال بناء الإنسان كان لدينا الخدمات التعليمية، والرعاية الصحية، والحماية الاجتماعية، تم إنفاق وضخ استثمارات تقدر بـ 46 مليار جنيه في هذه الفترة للمحافظتين.
وقال رئيس الوزراء: هذا الإنفاق انعكس في زيادة أعداد الفصول الدراسية ما بين 2014 إلى 2015 بكل محافظة؛ ففي الإسكندرية زادت هذه الأعداد بنسبة 21% وفي البحيرة زادت بنسبة 18.5%، مشيرا إلى أن القفزة الكبيرة كانت في مجال التعليم الفني؛ حيث شهدت محافظة الإسكندرية زيادة بنسبة 57%، و51% في البحيرة، لأن الدولة كانت تشعر بمدى أهمية هذا التعليم، باعتباره يخدم قطاع الصناعة، وقطاع العمل، وذلك لكون هاتين المحافظتين تعتبران من القلاع الصناعية والزراعية المهمة، مضيفا أن الدولة عملت على تقديم مستوى معين من المدارس لم تكن قائمة من قبل، وكان ذلك يتمثل في المدارس الدولية والمدارس المصرية اليابانية المنتشرة في مختلف أنحاء الجمهورية، ومنها المحافظتان.
وفي السياق نفسه، أشار رئيس الوزراء إلى أن هذا التطوير طال أيضا المباني التعليمية القائمة التي كانت تعاني من إهمال وتم تطويرها بنقلة نوعية كبيرة، متطرقا إلى التطوير الذي شهده مجال التعليم العالي، والذي شهد قفزة هائلة حققتها الدولة خلال السنوات الثماني الماضية؛ حيث شهدت المحافظتان ضخ استثمارات في هذا المجال، سواء في تطوير جامعات مثل الإسكندرية ودمنهور القائمتين، بالإضافة إلى الإنشاءات الجديدة المتمثلة في الجامعة المصرية اليابانية، وجامعة برج العرب التكنولوجية، التي حظيت بتشريف السيد الرئيس اليوم لافتتاحها، بجانب جامعة الإسكندرية الأهلية الجاري تنفيذها، وجامعة سنجور، بالإضافة للعديد من المستشفيات التعليمية التي نفذتها الدولة المصرية، مشيرا إلى أن الجامعة المصرية اليابانية التي شرفها أيضا السيد الرئيس بافتتاحها، تعتبر مدينة علمية متكاملة، وهي تجتذب المصريين والوافدين من الدول القريبة، حيث أصبحت مقصدا لهم بفضل تميز المستوى التعليمي في هذه المدينة.