مظاهرات فرنسا.. من الشاب نائل الذي أشعل فرنسا بمقتله برصاص الشرطة؟
قتل الشاب نائل، البالغ من العمر 17 عاما، خلال عملية تدقيق مروري بعدما رفض التوقف، الثلاثاء السابق الموافق 27 يونيو 2023، في منطقة نانتير الواقعة إلى الغرب من العاصمة باريس حيث نشأ، وأثار مقتل الشاب نائل موجة من الشغب وأعمال العنف في عموم فرنسا.
و ترصد "أصول مصر" خلال التقرير التالي من هو الشاب نائل الذي لقي مصرعه برصاص الشرطة في فرنسا؟
من هو الشاب نائل
وكان نائل طفلًا وحيدا لوالدته، وكان يعمل في توصيل طلبات البيتزا في نانتير، إلى جانب ممارسة رياضة الرُغبي، وكان يعيش مع والدته ولم يعرف والده أبدًا.
وكان مشواره الدراسي تشوبه الفوضى بعض الشيء؛ وكان اسمه مدرجا ضمن قوائم كُلية في سوريسن غير بعيدة من محل إقامته، حيث كان سيتلقى تدريبا ليصبح فنّي كهرباء.
فريق "ذا بايريتس" لرياضة الرغبي
وشارك نائل، على مدى الثلاثالسنوات الماضية، في فريق "ذا بايريتس" لرياضة الرغبي في نادي نانتير، كما كان ضمن برنامج إدماج مخصص للمراهقين الذين يجدون صعوبات في التعليم.
ويستهدف البرنامج، الذي تديره مؤسسة أوفال سيتوايا الخيرية، توجيه المراهقين في المناطق المحرومة لتلقّي تدريبات مهنية صناعية؛ وكان نائل يتعلّم لكي يصبح فني كهرباء.
كان الولد الذي يستخدم رياضة الرغبي كوسيلة لكسب العيش
ويقول جيف بييش، رئيس مؤسسة أوفال سيتوايا، إن الصبي كان ذلك "الولد الذي يستخدم رياضة الرغبي كوسيلة لكسب العيش".
ويضيف لصحيفة لو باريزيان: "كان من النوع الذي لا تنقصه الرغبة في الاندماج اجتماعيا ومهنيا، ولم يكن من ذلك النوع الذي تستهويه المخدرات أو جرائم الأحداث".
نائل ووالدته
ويقول جميع من عرفوا نائل إنه كان محبوبا في نانتير، حيث عاش مع والدته مونيا، فيما لم يكن يعرف والده على الإطلاق فيما يبدو.
وقد أعطى قُبلة كبيرة لوالدته قبل ذهابها إلى العمل، مودعا إياها بعبارة "أحبك يا أمي": "في صباح الثلاثاء، قبلني قبلة كبيرة، قال لي: أمي أنا أحبك. قلت له: أنا أحبك، اعتن بنفسك"، ردت والدته في مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي. "بعد ساعة، ماذا قيل لي؟ إن ابني أصيب بالرصاص.. ماذا سأفعل؟"
"كان حياتي، كان أعز أصدقائي، كان ابني، وكان كل شيء بالنسبة لي. كنا نساند بعضنا".
مقتل الشاب نائل
صباح الثلاثاء تمام الساعة التاسعة، كان يقود سيارة مرسيدس AMG مستأجرة رغم أنه لم يكن لديه رخصة قيادة، لكن محامي الأسرة يؤكدون "أن الحكومة سجلت للتو مرور رخصة القيادة لعمر 17 عامًا".
و لقي نائل مصرعه برصاص في صدره أُطلق عليه من مسافة قريبة بينما كان يقود سيارة مرسيدس في نقطة تفتيش مرورية.
قُتل نائل صباح الثلاثاء في نانتير على يد شرطي أطلق النار من سلاحه، بعد أن رفض المراهق الامتثال. توفي الضحية بعد وقت قصير من إصابته برصاصة في صدره على الرغم من تدخل المسعفين الذين قدموا له كل الإسعافات الممكنة.
وتتساءل والدته قائلة: "ماذا أنا فاعلة الآن؟ لقد كرّست حياتي كلها له. لم أُرزق بغيره. ليس لديّ عشرة من الأبناء. لقد كان حياتي وصديقي المفضّل".
رفْض التوقف لا يعطيك رخصة لكي تقتل
وقال زعيم الحزب الاشتراكي أوليفييه فور: "رفْض التوقف لا يعطيك رخصة لكي تقتل، كل أبناء الجمهورية لهم حق في العدالة".
محامي العائلة ياسين بورزو نفى شبهة العنصرية عن الحادث، قائلا إن المسألة تتعلق بالعدالة.
وأضاف بورزو لبي بي سي: "ثمة قانون ونظام قضائي يوفر حماية لعناصر الشرطة ويرسّخ لثقافة الإفلات من العقاب في فرنسا".
أفادت تقارير بأن نائل خضع للاحتجاز بسبب رفضه التعاون مع عناصر الشرطة المرورية
ومنذ عام 2021، حصل نائل على نحو خمس مخالفات تتعلق بالفحص المروري – فيما يعرف باسم رفْض التعاون.
وفي الأسبوع الماضي، أفادت تقارير بأن نائل خضع للاحتجاز بسبب رفضه التعاون مع عناصر الشرطة المرورية، وكان مقررا أن يظهر في محكمة للقاصرين في سبتمبر/أيلول المقبل.
وذكّرت موجة الشغب التي أثارها مقتل نائل الكثيرين في فرنسا بأحداث شهدتها البلاد في عام 2005 عندما تعرّض مراهقان (زياد بينا 17 عاما، وبونا تراوري 15 عاما) للصعق بالكهرباء في أثناء محاولتهما الهرب من الشرطة بعد نهاية مباراة كرة قدم، حيث لجأ المراهقان إلى محطة كهرباء فرعية في ضاحية كليشي سو بوا بباريس.
وقال مراهق يُدعى محمد من ضاحية كليشي لموقع ميديابارت الفرنسي: "كان يمكن أن أكون أنا، أو أخي الصغير، الضحية".