رغم نمو متوقع 5% هذا العام.. محمد العريان يرى نموذج الصين غير مناسب للاقتصاد العالمي
أكد الدكتور محمد العريان كبير المستشارين الاقتصاديين لشركة أليانز العالمية للتأمين أن التعافي المخيب للآمال في الصين بعد جائحة كوفيد-19 يسلط الضوء على عدم توافق حكومة بكين مع الاقتصاد العالمي رغم أن بنك التنمية الآسيويADB يتوقع في تقرير آفاق التنمية الآسيوية العدل مؤخرا، أن يتوسع نمو الاقتصاد الصيني ليصل إلى ما يزد عن 5 % هذا العام ليتفق مع توقعات أبريل الماضي وذلك وسط طلب محلي قوي من المستهلكين الصينيين في قطاع خدمات المعلومات والاتصالات.
وأوضح الدكتور محمد العريان كبير المستشارين الاقتصاديين لشركة أليانز العالمية للتأمين أنه بعد الاندفاع الأولي لنمو الاقتصاد الصيني في الربع الأول من العام الجاري تباطأ الإنتاج الصناعي والاستثمار والنشاط الاستهلاكي في الصين بشكل حاد لدرجة أن البلاد تتأرجح الآن على حافة الانكماش كما أشار الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني إلى الضعف المستمر في حين أن بنك التنمية الآسيويADB أعلن أن الاقتصاد الصيني يعزز النمو في منطقة آسياالباسفيك ويساعد على توقعات نمو الاقتصادات النامية عند 4.8 % في دول هذا المنطقة.
الدكتور محمد العريان: تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني يرجع إلى 3 عوامل رئيسية
وأرجع الدكتور محمد العريان كبير المستشارين الاقتصاديين لشركة أليانز العالمية للتأمين تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني خلال الشهور الماضية إلى 3 عوامل رئيسية منها أن الاقتصاد العالمي لم يدعم ديناميكيات النمو المحلي للصين وخصوصا أن الصادرات الصينية هبطت في يونيو الماضي بنسبة 12.4% والواردات بحوالي 4.1% ولكن بنك التنمية الآسيوي ADB أكد أن الاستثمارات من الدول المتقدمة حافظت على اتجاه النمو مع زيادة الاستثمارات من فرنسا، والمملكة المتحدة واليابان وألمانيا بنسب 173.3% و135.3% و53 % و14.2% على الترتيب.
واعتمد الدكتور محمد العريان كبير المستشارين الاقتصاديين لشركة أليانز العالمية للتأمين في تقريره الحالي علي أحدث البيانات التجارية التي جاء فيها أن كبار الشركاء التجاريين في أوروبا يعانون من تباطؤ النمو وبدأت دول الغرب في التخلص من المخاطر بعيدًا عن الصين مع قيام الولايات المتحدة بتقويض التجارة والاستثمار ويتفق معه بنك التنمية الآسيوي ADB في هذه النقطة حيث تباطأ الطلب على صادرات دول آسيا النامية من الإلكترونيات وغيرها من السلع الصينية واستمرار تشديد السياسات النقدية على الأنشطة الاقتصادية في الاقتصادات المتقدمة الكبرى في أوروبا والولايات المتحدة.
حكومة بكين ممزقة بين العودة إلى إجراءات التحفيز التقليدية وبين تطبيق المزيد من الديناميكية الاقتصادية
أما العامل الثاني الذي يفسر به دكتور محمد العريان كبير المستشارين الاقتصاديين لشركة أليانز العالمية للتأمين التعافي المخيب للآمال في الصين، فيرجع إلى أن حكومة بكين ممزقة بين العودة إلى إجراءات التحفيز التقليدية وبين تطبيق نهج تصاعدي يطلق المزيد من الديناميكية الاقتصادية بينما أعلنت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية أن إيرادات الأعمال في قطاع الاتصالات زادت خلال النصف الماضي بأكثر من 6% وارتفع إجمالي حجم الأعمال بما يزيد عن 17% مقارنة بالنصف الأول من العام الماصي كما جاء في تقرير بنك التنمية الآسيوي.
وذكرت قناة CNBC أن العامل الثالث الذي يشرح به الدكتور محمد العريان كبير المستشارين الاقتصاديين لشركة أليانز العالمية للتأمين أسباب تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني، فيتعلق بالقيود الصارمة التي تفرضها الصين على عدم انتشار فيروس كورونا في أواخر العام الماضي والتي لم يؤد إنهاؤها إلى طفرات شاملة في الطلب على المنازل والأعمال والممتلكات.
محمد العريان يتوقع استمرار ضعف الطلب في الاقتصاد الصيني
ويتوقع الدكتور محمد العريان كبير المستشارين الاقتصاديين لشركة أليانز العالمية للتأمين أن يظل الطلب في الاقتصاد الصيني ضعيفًا في المستقبل المنظور مع تباطؤ النمو في أوروبا والولايات المتحدة ومع استمرار تأثر الاقتصاد العالمي بتأثير الموجة الأكثر عدوانية لرفع أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية في الاقتصادات المتقدمة ولذلك لن تتمكن حكومة بكين من الاعتماد على العولمة لإنقاذ نموذج نموها المتعثر.
واقترح الدكتور محمد العريان كبير المستشارين الاقتصاديين لشركة أليانز العالمية للتأمين العريان أن تنظر حكومة بكين إلى الداخل وتعيد توجيه سياساتها المحلية نحو نموذج نمو فعال غير أن هذا يمثل تحديات في الصين بشكل خاص، حيث تعاني البلاد من عدم الاتساق السياسي كما أن الشركات الأوروبية والأمريكية التي تنوع سلاسل التوريد بعيدًا عن الصين ستضر بالاستثمار الأجنبي المباشر وستعمل أولويات الأمن القومي الأمريكي على تفاقم القيود المفروضة على التجارة والاستثمار على مستوى العالم.