صدمة بسوق السندات الأمريكية عقب دخول 40 شركة سوق الديون عالية الجودة
تراجعت أسعار سندات الخزانة بشدة بعد إغراق حفنة من الشركات سوق السندات، من خلال طرح ديون بمليارات الدولارات وبيعها قبل الإعلان عن أهم الأرقام الاقتصادية للشهر الجاري، وأيضًا قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.
وانخفضت أسعار الأسهم وسجل الدولار أعلى مستوى له منذ مارس، لصعود أسعار النفط الذي عزز مخاوف المستثمرين بشأن التضخم.
وتعرضت السندات إلى صدمة على مختلف آجال الاستحقاق بالولايات المتحدة، مع اقتراب العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات من 4.3%. وقد دخلت 40 شركة على الأقل إلى أسواق السندات عالية الجودة في مختلف أنحاء العالم الثلاثاء، في أعقاب تباطؤ موسمي والارتفاع الأخير في أسعار سندات الخزانة الأميركية، ونحو نصف هذه الصفقات –أو سندات جديدة بقيمة تتجاوز 36 مليار دولار من الإجمالي- بيعت في الولايات المتحدة، مما جعل جلسة الثلاثاء الأعلى حركة ونشاطًا هذا العام من حيث عدد الصفقات والمعروض اليومي، وفقا بيانات جمعتها "بلومبرج".
قال إيان لينجن، رئيس استراتيجية أسعار الفائدة الأميركية في شركة "بي إم أو كابيتال ماركتس" (BMO Capital Markets): "المستثمرون يتقبلون بارتياح سردية أن الجزء الأكبر من ضغوط البيع كان نتيجة من نتائج جدول الأعمال الكثيف في إصدارات الشركات بشكل غير عادي مع عودة السوق من موسم العطلات، نحن مرتاحون لهذا التفسير ونضيف أن انتهاء فترة ثبات سعر الفائدة سيكون، على الأرجح، داعمًا كما كان بدء رفعها ضارًا بسندات الخزانة".
أغلق مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" دون مستوى 4500 نقطة
أغلق مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" دون مستوى 4500 نقطة، وانخفض مؤشر على حركة الشركات الصغيرة بنحو 2%، وهبط مؤشر شركات البناء بنسبة 5.5%. قادت شركة "تسلا" ارتفاع أسهم الشركات الكبرى. وتراجعت شركة "يونايتد إيرلاينز هولدينغز" بعد توقف مؤقت لطائراتها في جميع أنحاء البلاد. وافقت شركة "إنبريدج" (Enbridge)، المشغلة لخطوط الأنابيب، على شراء ثلاث محطات للغاز الطبيعي من شركة "دومنيون إنيرجي" (Dominion Energy) مقابل 9.4 مليار دولار. وارتفع خام برنت فوق 90 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ نوفمبر حيث مدد أكبر منتجين في تحالف "أوبك+"، السعودية وروسيا، تخفيض المعروض حتى نهاية العام.
ديفيد كيلي: بنك الاحتياطي الفيدرالي يبحر في المياه الضحلة وفي ضباب كثيف
أوضح ديفيد كيلي، رئيس الاستراتيجية العالمية في "جي بي مورجان لإدارة الأصول": "أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يبحر في المياه الضحلة وفي ضباب كثيف. ويجب أن يتحرك البنك ببطء شديد وأن يكون مستعدًا لوقف سياسة التقشف النقدي أو أن يعكس اتجاهها".
ترى مجموعة "غولدمان ساكس" الآن احتمالًا بنسبة 15% أن تنزلق الولايات المتحدة إلى الركود، متراجعة عن 20% في توقعات سابقة، حيث يشير هدوء معدل التضخم وسوق العمل التي لا تزال قوية إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد لا يحتاج إلى رفع أسعار الفائدة أعلى من ذلك.
بالنسبة إلى كريس سينيك من شركة "وولف ريسيرش" (Wolfe Research)، إن "الأخبار السيئة في الأسبوع الماضي هي أخبار جيدة" وعلامة على أن السوق لا تزال تؤمن بقوة بروايات "انحسار التضخم" و"هبوط الاقتصاد هبوطًا سلسًا" التي أدت إلى ارتفاع الأسهم خلال الأشهر الستة الماضية.
أضاف سينيك: "ومع الأسف، شعورنا هو أن المتفائلين بأداء الأسهم لن يستطيعوا الحصول على مغنمهم وتناوله أيضا، فما زلنا نتوقع تضخما أشد رسوخًا مما تتوقع السوق في دوامة مستمرة بين الأسعار والأجور، وارتفاع أسعار النفط، وقوة سوق الإسكان، وأن (اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة) سترفع سعر الفائدة في نوفمبرأو ديسمبر أو في كليهما".