السوق الأمريكية تستعد لاستقبال أسعار الفائدة الجديدة بارتفاع عوائد السندات وانخفاض الأسهم
ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية، وانخفضت أسعار الأسهم، قبيل إعلان قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة الجديدة، بينما يراهن المستثمرين على أسعار فائدة مرتفعة لفترة طويلة بهدف منع صعود معدل التضخم، فيما تجاوزت أسعار خام برنت مستوى 95 دولارًا للبرميل غير أنها لم تستمر طويلًا على ارتفاعها.
السوق الأمريكية تستعد لاستقبال أسعار الفائدة الجديدة بارتفاع عوائد السندات وانخفاض الأسهم
عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات ولأجل 5 سنوات سجلت أعلى مستوى لها منذ عام 2007. وانخفضت أسعار أسهم معظم الشركات الكبرى على مؤشر "ستاندرد آند بورز 500 "، غير أن المؤشر أغلق أعلى كثيرًا من أدنى مستوى بلغه خلال الجلسة بقيادة مكاسب أسهم بعض الشركات الكبرى مثل "أبل" و"تسلا".
وحلق سهم شركة "إنستاكارت" (Instacart) لتوصيل منتجات البقالة عبر الإنترنت في بداية التعامل عليها على مؤشر "ناسداك". وهبط سهم "والت ديزني" بسبب خطط لمضاعفة الإنفاق على مدينة الملاهي إلى 60 مليار دولار على مدى 10 سنوات قادمة.
وتتوقع الأسواق على نطاق واسع أن يبقي رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وزملاءه على أسعار الفائدة دون تغيير يوم الأربعاء. ورغم ذلك، فإن أزمات العرض، مثل ارتفاع أسعار النفط، تضع البنك المركزي في مأزق شديد، لأنها ترفع مستوى التضخم وفي نفس الوقت تحد من نمو الاقتصاد. وقد لعب ارتفاع أسعار الطاقة دورًا في دفع الولايات المتحدة إلى الركود في منتصف سبعينيات القرن الماضي، وفي بداية ثمانينياته وتسعينياته.
فائدة مرتفعة
قال إدوارد مويا، محلل أول السوق للأميركتين في شركة "أواندا": "إن مخاطر زيادة معدل التضخم العام في الشهرين القادمين آخذة في الارتفاع، وهذا من شأنه أن يعقد مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي. فهل أصبح صناع السياسة النقدية مقتنعين بأن ضغوط زيادة الأسعار ستستمر في تراجعها رغم قوة سوق العمل؟ إذا أظهر معدل التضخم الأساسي صعوبة في الاستمرار بالتراجع، فإن نظام سعر الفائدة المرتفع لفترة طويلة سيستمر مدة أطول بكثير مما تعتقد السوق".
في الواقع، بعد الرهان على بلوغ "ذروة" أسعار الفائدة في نوفمبر، غير المستثمرون هذا الموعد مؤخرا ليراهنوا على ديسمبر -مما يشير إلى أن السوق ربما تعطي مصداقية لإشارات البنك المركزي إلى وقفة مؤقتة واضحة عن رفع أسعار الفائدة، وفقا لكريستوفر جاكوبسون من مجموعة "سسكويهانا إنترناشيونال" (Susquehanna International Group).
يركز المستثمرون تركيزًا شديدًا على تحديث توقعات أسعار الفائدة الفصلية من قبل مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي -والمعروفة باسم المخطط النقطي الذي سيصدر يوم الأربعاء في ختام اجتماع السياسة النقدية. سيكون على رأس قائمة المتابعة مدى استمرار هذه التوقعات في الكشف عن متوسط آراء يدعم رفع أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة أخرى هذا العام، وما إذا كانت توقعات عام 2024 تقلل مقدار تخفيض أسعار الفائدة عن 100 نقطة أساس التي توقعها المسؤولون في يونيو الماضي.
بالنسبة إلى فواد رزاق زاده من شركة "سيتي إندكس" و"فوركس دوت كوم"، إذا قام بنك الاحتياطي الفيدرالي بمراجعة مخطط متوسط 2024 للإشارة إلى تخفيض في أسعار الفائدة أقل مما توقعه من قبل، فإن ذلك من شأنه أن يثبط الرهانات الهبوطية على قيمة الدولار.