السبت 04 مايو 2024 الموافق 25 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل

حصة السيارات الخضراء الصينية تقفز من1.1%عام2000 إلى8% حاليا بسوق المركبات الكهربائية الأوروبية

الأربعاء 20/سبتمبر/2023 - 10:21 م
أصول مصر


قفزت حصة العلامات الصينية من السيارات الخضراء في سوق المركبات الكهربائية الأوروبية من ما يقرب من 1.1% في عام 2000 إلى أكثر من4.1 % العام الماضي وحتى مايزيد عن  5.6% هذا العام حتى نهاية يوليو الماضي ومن المتوقع أن ترتفع إلى 8% خلال الشهر الجاري الذي يشهد معرض فرانكفورت الضخم للسيارات والذي يمتد من 12-22 سبتمبر الحالي ويتميز بحضور قوي للصين والذى تنافس فيه بقوة المنتجات الرخيصة القادمة من الصين بفضل مجموعة من الشركات الصينية أنتجت طرازات موجهة للأسواق الأوروبية بأسعار تقل بحوالي 25% إلى 60% عن مثيلتها الغربية.


وتواجه الشركات الأوروبية التى تنتج السيارات الكهربائية العديد من العلامات الصينية من السيارات الخضراء التى تتكلف ما يقل عن 25 % من المنتجات الأوروبية كما أكد كارلوس تافاريس المدير العام لمجموعة شركات ستيلانتيس الإيطالية والفرنسية والأمريكية. 


الشركات الصينية تصدر سيارات خضراء إلى أوروبا بسعر رخيص


وذكرت وكالة جاتو دايناميكس العالمية لأبحاث أسواق السيارات أن بعض الشركات الصينية تصدر سيارات خضراء إلى أوروبا بسعر رخيص يصل إلى 20 ألف يورو فقط للسيارة الكهربائية أو ما يقل عن أرخص سيارة في ألمانيا والتي يبلغ ثمنها 25 ألف يورو.


وتقدّم العلامة التجارية الصينية MG الكهربائية الأكثر مبيعًا في أوروبا سيارات خضراء تباع بحوالى 30 ألف يورو بدون احتساب الحوافز البيئية، تبعًا للطرازات في الفئات الأولية لستحوذت العلامات التجارية الصينية على 8% من سوق المركبات الكهربائية في أوروبا الغربية، بينما كانت هذه الحصة  قريبة من الصفر في عام ماقبل وباء فيروس كورونا. 


سايك  SAIC الصينية تشتري شركة MG بعد إفلاسها


وقال فيليبي مونيوز محلل أسواق السيارات في وكالة جاتو دايناميكس أن شركة MG تأسست في بريطانيا عام 1924 ولكن بعد إفلاسها في عام 2005 اشترتها شركة السيارات الصينية العملاقة سايك  SAIC، وطرحت منتجاتها بنفس اسم ام جي لتستفيد من شهرتها كعلامة تجارية قديمة ومشهورة في أوروبا فضلًا عن القدرة التنافسية للسوق الصينية.


ومن المتوقع أن توجه سوق السيارات الخضراء الأوروبية منافسة شديدة من شركات صينية عديدة ومنها شركة  "بي واي دي" BYD الصينية الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية والتى بدأت في إغراق السوق الأوروبية بمنتجاتها منذ النصف الثاني من العام الجاري وتربع طراز "أتو 3" (Atto 3) على صدارة مبيعات السيارات الكهربائية منذ يوليو في السويد، حيث استحوذ على نسبة تفوق 25% من إجمالي السيارات الكهربائية المسجلة في السويد.


تعقيدات تعترض مشاريع إنتاج سيارات كهربائية أوروبية


وترى شركات السيارات الأوروبية أن هناك تعقيدات تعترض مشاريع إنتاج سيارات كهربائية أوروبية الصنع بالكامل وبأسعار مقبولة وهذا يعني أن الشركات الصينية التي تعتمد استراتيجيات جريئة لطرح السيارت الخضراء ستطيح بالماركات المسيطرة عادة على السوق الأوروبية.


غير أن صناعة السيارات الأوروبية قادرة حتى الآن على الإفلات من منافسة المنتجات الصينية الرخيصة على عكس صناعة النسيج أو الموبايلات السمارت ولكنّ المراقبين يتفقون على أن هذا الوضع لن يستمر مع اتجاه مجموعة علامات تجارية صينية على إعداد طرازات موجهة للأسواق الأوروبية، كما يتضح من الحضور القوي للصين في معرض ميونيخ للسيارات الذي ينتهي بعد غد الأحد.


الشركات الصينية تجمع بين التقدم التكنولوجي وتكاليف العمالة الرخيصة


وتجمع الشركات الصينية الوافدة الجديدة بين التقدم التكنولوجي وتكاليف العمالة الرخيصة مع تكثيف استثمارات الصين في صناعة السيارات الخضراء والمركبات الكهربائية على مدى الأعوام العشرة الماضية غير أن الحكومات الأوروبية تشجع الشركات المصنعة في القارة على جعل التنقل بالمركبات الكهربائية متاحًا بصورة أكبر وحظر المركبات التي تعمل بالوقود التقليدي اعتبارا من عام 2035.


وطالب المستشار الألماني أولاف شولتس الذي يدشن رسميًا معرض ميونيخ للسيارات الشركات الأوروبية ببذل قصارى جهدها لتقليل تكاليف إنتاج السيارات الخضراء وتقديم نماذج أرخص من المركبات الكهربائية مما جعل شركة مرسيدس، التي أعادت تركيز استراتيجيتها على الرفاهية، تتعهد بطرح نموذج يهدف إلى جعل السيارات الكهربائية متاحة لفئات أوسع بسعر أرخص.


فولكس فاجن تطرح سيارة ID.2 المستقبلية الخضراء بسعر يقل عن 25 ألف يورو


وقدمت العلامة التجارية الألمانية فولكس فاجن سيارة ID.2 المستقبلية الخضراء بسعر يقل عن 25 ألف يورو، والمتوقع طرحها في عام 2025  كما تخطط لتطوير طراز بأقل من 20 ألف يورو، وهو السعر الذي لم يصل إليه سوى عدد قليل من الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية في أوروبا.

 


وتركز مجموعة ستيلانتيس بشكل أساسي على سيارة "سيتروين سي 3" الكهربائية، والتي سيتم الكشف عنها في منتصف أكتوبر المقبل بينما ستطلق شركة رينو الفرنسية سيارة خضراء مخصصة للتنقلات في المدن من طراز "ار 5"، بسعر يقل عن 30 ألف يورو وتخطط العلامة التجارية أوبل التابعة للمجموعة أيضًا لتقديم نموذج بسعر يقرب من 25 ألف يورو بعد وقت قصير من عام 2025.


هبوط حصة السيارات الخضراء على خلفية التباطؤ الاقتصادي


وأكد أوليفر بلوم رئيس شركة فولكس فاجن في ميونيخ أنه كلما زاد عدد طرازات السيارات الخضراء  كلما زادت الوفورات لأن زيادة الكميات يؤدى لخفض الأسعار ولكن على خلفية التباطؤ الاقتصادي، فإن الحصة السوقية للسيارات الكهربائية، التي لا تزال باهظة الثمن، من المتوقع أن تظل منخفضة بالنسبة لإجمالي السيارات التقليدية.


ويرى أوليفر بلوم أن ألمانيا، بلد فولكس فاجن وبي إم دبليو ومرسيدس، ستدفع الشركات المصنعة إلى تسويق المزيد من السيارات الكهربائية بأسعار معقولة ولن تواصل منح مكافآت لشراء سيارات خضراء لأنها ليست حلا  مستدامًا كما خفضت الحكومة المكافأة البيئية هذا العام، وتعتزم إلغاءها تدريجيًا بحلول عام 2025 رغم أن هذا الوضع يمكن أن يؤثر على الهوامش المريحة التي حققتها المجموعات الأوروبية من خلال الاستفادة من التضخم لرفع الأسعار.


فرنسا تقدم إعانات لدعم السيارات الخضراء


ووعدت الحكومة الفرنسية بتقديم إعانات لدعم للسيارات الكهربائية مشروطة بمنحها علامة بيئية مما يساعد على الحد من الواردات الصينية كما عرض الرئيس إيمانويل ماكرون  مبلغ 100 يورو كل شهر للمستهلك الذى يتجه لتأجير السيارات الخضراء بأسعار معقولة لمنافسة الصادرات الصينية.


ومن المقرر أن يُطلق الاتحاد الأوروبي تحقيقا في الدعم الذي تقدمه الصين لمصنعي السيارات الكهربائية، مع تزايد المخاوف من أن المساعدات تضر بالشركات الأوروبية بينما وجهت الصين انتقادات إلى الاتحاد الأوروبي على خلفية تحقيقاته المزمعة في الدعم المقدم لشركات صناعة السيارات الخضراء الصينية بزعم أن ذلك عمل من أعمال الحماية وإن السلوك الحمائي للاتحاد الأوروبي من شأنه أن يعطل ويشوه بشكل خطير سلسلة صناعة السيارات العالمية كما حذرت بكين من أن التحقيق سيكون له أثر سلبي على العلاقات التجارية بين أوروبا وبكين.


الأسواق العالمية مغمورة بالسيارات الكهربائية الصينية الرخيصة


أعلنت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية أمام نواب البرلمان الأوروبي في ستراسبورج بفرنسا أن الأسواق العالمية الآن مغمورة بالسيارات الكهربائية الصينية الرخيصة، ويتم الحفاظ على أسعارها منخفضة بشكل مصطنع من خلال إعانات الدعم الضخمة من حكومة بكين مما يشوه سوق أوروبا. 


وتعتقد وزارة التجارة الصينية  أن إجراءات التحقيق التي يقترحها الاتحاد الأوروبي تهدف إلى حماية صناعته تحت شعار المنافسة العادلة. وسيكون لها تأثير سلبي على العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي وأن التحقيق يمثل تدبير حمائي صريح من شأنه أن يعطل بشكل حاد سلسلة التوريد العالمية لصناعة السيارات الخضراء ومنها منتجات  الاتحاد الأوروبي. 


قادة الصين يستثمرون مليارات الدولارات لدعم السيارات الخضراء


وكان  قادة الصين بذلول جهودا مكثفة في جعل البلاد أكبر سوق للسيارات الخضراء من خلال استثمار مليارات الدولارات في الدعم للحصول على الريادة المبكرة للمركبات الكهربائية باعتبارها صناعة واعدة لتواجه شركات صناعة السيارات العالمية منافسة متزايدة في مناطقها الأصلية من العلامات التجارية الصينية التي تستحوذ على حصص كبيرة في أسواقها.


وبدأت شركات تصنيع السيارات الخضراء الصينية ومنها BYD  وسيارتها الكهربائية أوتو  وكذلك وحدة زيكر التابعة لمجموعة جيلي جروب التي تمتلك أيضًا شركة فولفو للسيارات السويدية وعلامتها التجارية الفاخرة الكهربائية بالكامل بوليستار، تسويق مبيعاتها هذا العام في اليابان والعديد من دول أوروبا.