ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة: الحكومة المصرية تُولِي اهتمامًا كبيرًا بتمكين المرأة اقتصاديًّا وقياديًّا
شهد ملف تمكين المرأة المصرية طفرة غير مسبوقة محليًّا ودوليًّا خلال السنوات التسع الأخيرة باعتباره من الأسس الضرورية اللازمة لإحلال السلام والاستدامة في العالم، حيث إنه يعتبر الهدف الخامس من «أهداف التنمية المستدامة 2030»، إلى جانب تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات.
الكثير من الاستثمارات التي جرى إنفاقها على الشركات الناشئة تقودها سيدات
وفي هذا الصدد قالت السيدة كريستين عرب – ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر – إن الحكومة المصرية تُولِي اهتمامًا شديدًا بتمكين المرأة اقتصاديًّا وفي المناصب القيادية، وهو ما يحقق أهداف الاستدامة؛ حيث إنهن يمثلن قوة دافعة رئيسية لخطة البلاد الاقتصادية، كما تبذل الحكومة المصرية جهودًا توعوية لتأكيد أن المرأة تستطيع أن تحقق كل شيء، حتى النساء غير العاملة.
تأهيل المرأة
وأضافت لـ «أصول مصر» أن هيئة الرقابة المالية والبنك المركزي والبورصة المصرية بدأت بمطالبة الشركات التي لا تديرها سيدات بأن يكون من بين أعضاء مجالس الإدارات نساء، مؤكدة أن هيئة الأمم المتحدة للمرأة والحكومة المصرية والمنظمات غير الحكومية تبذل الكثير من إجراءات التأهيل لكي تصبح المرأة قادرة على أن تكون عضوًا في مجالس إدارات الشركات وأن تتم تنمية قدراتها للتأهل للإدارة التنفيذية.
وأكدت ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر أن هناك الكثير من الاستثمارات التي جرى إنفاقها على الشركات الناشئة التي تقودها سيدات في القطاع العام، وكذلك السيدات اللاتي يحصلن على التمويل المصغر اللازم لإنشاء شركات.
الدعم في قطاع التكنولوجيا المالية
وقالت كريستين عرب إن هناك أعدادًا كبيرة ومتزايدة من النساء يذهبن إلى قطاع تكنولوجيا المعلومات والخدمات المالية والصناعات المالية، وتعيين هذه الأعداد ليس صعبًا، ولكن التحدي يكمن في الاستمرار في تعيينها ومعالجة التصورات والسيناريوهات المتوقعة.
وقالت: «التصور الذي كان يشغل الكثير من عقول أرباب الشركات وأصحاب الأعمال في قطاع التكنولوجيا المالية خلال تسعينيات القرن الماضي أن هذا عمل شباب، ولكن إذا نظرنا حولنا الآن نجد أن الوضع تغير وأن الشابات والشباب من طلاب الجامعة لديهم نفس الاهتمام ونفس القدرات ومستوى التأهيل».
95% من الشركات المصرية التي تتعاون معها الهيئة تقودها سيدات
وأكدت كرستين عرب أن هيئة الأمم المتحدة للمرأة تعمل مع 95% من الشركات في مصر التي تقودها سيدات للمساعدة على تغيير هذا التصور والمساعدة بقوانين مكافحة التحرش الجنسي التي ازدادت بقوة في السنوات الأخيرة.
ولفتت إلى أن جميع الأبحاث تؤكد أن أرباح الشركات في مصر تتضاعف إذا كان فيها تنوع في القوى العاملة، والعديد من الشركات الناشئة حاليًّا يعمل بها الرجال والنساء، ولا يوجد تحيز أو تعصب جنسي، وأصبح التصور السائد حاليًّا هو عدم الاهتمام إن كان مؤدي العمل المطلوب رجلًا أو امرأة ما دام يقوم بأداء مهامه كما ينبغي.
وقالت إن مصر لديها الآن العديد من النساء الصانعات القرار، ونرى ذلك بالمدينة والقرية، وإذا لم يكن هناك سيدات كثيرات يذهبن إلى البنوك أو يسجلن مشروعات أو شركات، أو مهما كانت الأعمال التي يؤدينها في بيوتهن، فإنهن يساعدن في زيادة النمو.
دعم الأسرة ومساندتها
أول مطلب من تلك النساء هو دعم الأسرة ومساندتها
وأشارت إلى أن أول مطلب من تلك النساء هو دعم الأسرة ومساندتها، وإن لم يحدث ذلك فلن يتحقق النمو، حيث إن المرأة إذا لم تدعمها أسرتها وتساندها فإنها لن تستطيع بدء مشروع أو إنشاء شركة.
وأضافت أنه حتى الآن يوجد عدد صغير جدًّا من سيدات الأعمال المسجلات رسميًّا في مصر، ولكن هناك أعدادًا كبيرة من النساء المهتمات تنتظر التسجيل.
جميع الأبحاث تؤكد أن أرباح الشركات في مصر تتضاعف إذا كان فيها تنوع كبير في القوى العاملة
وتابعت: «أعتقد أن الناحية الجاذبة في كونك سيدة أعمال في أي مكان في العالم هي فكرة أن سيدة الأعمال رئيسة نفسها ولديها مرونة للعمل خارج المنزل وداخله؛ فتجيد المرأة توزيع وقتها، وتتمتع بالكثير من المرونة، وتؤدي أنشطتها اليومية وأعمالها بكفاءة».
وأوضحت أنه لا توجد دولة في العالم نجحت في فصل التمكين الاقتصادي للمرأة عن دورها بالمنزل، ولكن توجد دائمًا بلاد تنفق استثمارات كبيرة في دور رعاية الأطفال بجودة عالية، وهو ما يمكن النساء من العمل.
قمة «تكني»
وعن دور منظمة الأمم المتحدة للمرأة خلال قمة «تكني» التي أقيمت منذ أيام، أفادت كريستين عرب بأنهم بمنزلة مستثمرين لقيادة قمة «تكني»، وتم التحدث عن إجراء المزيد من الحوارات مع النساء المديرات للشركات الناشئة التي ندعمها.
إقرأ أيضا