التدفقات الاستثمارية على الأسهم والسندات بالأسواق الناشئة تخطت 10 مليارات دولار في 2023
ارتفعت الأسهم بقيمة 1.7 تريليون دولار، وشهدت السندات أقضل مكاسب خلال عام بالأسواق الناشئة، ما زاد ثقة المستثمرين بصناديق المؤشرات المتداولة بالدولار الأميركي، وشهدت الأسواق تدفقات تخطت 10 مليارات دولار خلال عام 2023.
التدفقات الاستثمارية على الأسهم والسندات بالأسواق الناشئة تخطت 10 مليارات دولار فى2023
وفقًا للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ"، فإن صافي الودائع في صناديق الاستثمار المتداولة بالدول الناشئة، وكذلك تلك التي تستهدف دولًا محددة، بلغ 766.1 مليون دولار في الأسبوع المنتهي في 24 نوفمبر، ما يضيف إلى مكاسب قدرها 1.57 مليار دولار في الأسبوع السابق. بلغ إجمالي التدفقات الداخلة حتى الآن هذا العام 10.1 مليار دولار.
تتجه أصول الأسواق الناشئة نحو تحقيق أكبر مكاسب شهرية منذ يناير الماضي، منذ أن عزز تراجع التضخم في الولايات المتحدة الرهانات على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي وصل إلى ذروة دورة التشديد النقدي، وربما يخفض أسعار الفائدة في عام 2024.
ارتفعت الأسهم لأربعة أسابيع متتالية، في حين قفزت السندات السيادية، وتراجعت العائدات بمقدار 84 نقطة أساس في المتوسط منذ أواخر أكتوبر. كما تتحسن عائدات تجارة الفائدة (التجارة بفوارق معدلات الفائدة) حيث تتجه 19 عملة من 30 عملة للدول النامية المتداولة على نطاق واسع، إلى تحقيق ارتفاعات شهرية.
قال نيناد دينيتش، الخبير الاستراتيجي في "بنك جوليوس باير آند كو" (Bank Julius Baer & Co) في زيورخ: "على الرغم من ضعف أداء الأسواق الناشئة لفترة طويلة مقارنة بمؤشر إس أند بي 500، فإن أسهم الأسواق الناشئة قد تشهد تحولًا كبيرًا في عام 2024، مدعومة بأساسيات اقتصادية قوية، ومسار إيجابي لنمو الأرباح"، مضيفًا أنه "بعد الانخفاض في عام 2023، يُتوقع أن تنمو أرباح السهم بضعف معدل الأرباح المحققة في الأسواق المتقدمة على مدى العامين المقبلين، وهو محفز رئيسي تاريخيًا للأداء المتفوق النسبي".
عودة المخاوف بشأن التعافي الاقتصادي في الصين
لم تشهد أسواق الأسهم تغيرًا يُذكر مع عودة المخاوف بشأن التعافي الاقتصادي في الصين، وتقييم المستثمرين ما إذا كان الارتياح بشأن سياسة الاحتياطي الفيدرالي وتخفيف التضخم لهما ما يبررهما.
مع ذلك، فإن المعنويات تتحسن بالنسبة لأسهم الأسواق الناشئة، بعد عام متقلب انزلقت خلاله إلى مستوى قياسي منخفض مقابل الأسهم الأميركية. في ظل تزايد الرهانات على اتباع بنك الاحتياطي الفيدرالي لسياسة نقدية أقل تشددًا في عام 2024، رفع المحللون تقديرات أرباح الشركات المدرجة في مؤشر "إم إس سي آي" لمدة ثمانية أسابيع متتالية، وهي أطول فترة منذ فبراير 2022. وقد أدى ذلك إلى انخفاض تقييم أسهم الأسواق الناشئة بنسبة 39% مقابل نظيراتها الأميركية، لتقترب من أوسع مستوى خلال عام.
حقق صندوق المؤشرات المتداول في البورصة التابع لشركة "بلاك روك" (BlackRock Inc)، والذي يشتري الأسهم خارج الصين، صافي ودائع لسبعة أسابيع متتالية، حيث اجتذب ودائع بإجمالي 2.1 مليار دولار. أدى ذلك، إلى جانب مكاسب الأسهم، إلى ارتفاع مكاسب أصول الصندوق بنحو 50% خلال هذه الفترة.
في الوقت نفسه، يتزايد التفاؤل بشأن عودة تركيا إلى السياسة النقدية التقليدية. قفز مؤشر البنوك في البلاد بأكبر مستوى خلال شهر بعد أن أصدر "بنك أوف أميركا" توصيات شراء على أسهم كبار المقرضين بالقطاع الخاص.