الإثنين، 25 نوفمبر 2024 05:08 ص
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
بورصة واستثمار

نيكاي يقلص مكاسبه مع تلاشي توقعات رفع الفائدة في اليابان

الثلاثاء، 12 ديسمبر 2023 11:00 ص
نيكاي يقلص مكاسبه مع تلاشي توقعات رفع الفائدة في اليابان
نيكاي يقلص مكاسبه مع تلاشي توقعات رفع الفائدة في اليابان

سجل المؤشر نيكاي الياباني مكاسب متواضعة اليوم وسط تلاشي التوقعات بتحرك وشيك من جانب بنك اليابان في اجتماع السياسة المقرر الأسبوع المقبل.

نيكاي تنهى تداولات اليوم مرتفعا 0.16% عند 32843.70 نقطة

وأنهى نيكاي تداولات اليوم مرتفعا 0.16% عند 32843.70 نقطة، ليسجل مكاسب لليوم الثاني على التوالي. وقفز المؤشر 1.16% عند الفتح لكنه قلص المكاسب بشكل مطرد مع ارتفاع الين. ويضر ارتفاع الين بتوقعات الأرباح للعديد من أسهم الشركات المدرجة على المؤشر وتصدر منتجاتها.

نيكاي.. ارتفاع أسهم شركات التمويل وسط مخاوف بشأن استمرار أسعار الفائدة المنخفضة


أما المؤشر توبكس الأوسع نطاقا فخسر 0.23% خلال اليوم، متأثرا بارتفاع أسهم شركات التمويل وسط مخاوف بشأن استمرار أسعار الفائدة المنخفضة لفترة طويلة.


ونقل تقرير لـ"بلومبيرج" عن مصادر أمس الاثنين أن مسؤولي بنك اليابان لا يرون ضرورة ملحة للخروج من أسعار الفائدة السلبية هذا الشهر وسط غياب مؤشرات كافية على نمو في الأجور يبرر تضخما مستداما.

أسهم شركات الرقائق ذات الوزن الثقيل بقاء المؤشر نيكاي في المنطقة الموجبة


ودعمت أسهم شركات الرقائق ذات الوزن الثقيل بقاء المؤشر نيكاي في المنطقة الموجبة، رغم انخفاض 137 من مكوناته البالغ عددها 225 مقابل ارتفاع 86 واستقرار سهمين.

وحصلت أسهم التقنيات الفائقة على دعم من الأداء القوي لنظيراتها الأمريكية خلال الليل، مما دفع قطاع التكنولوجيا لقمة المؤشر نيكاي.

وكان مؤشر شركة طوكيو إلكترون العملاقة لمعدات تصنيع الرقائق الداعم الأكبر للمؤشر نيكاي إذ أضاف وحده 34 نقطة بعد ارتفاعه 1.48%. وكان سهم رينيساس إلكترونيكس الرابح الأكبر بالنسبة المئوية على المؤشر بقفزة 4.37%.

تحليل اقتصادي.. بالين الضعيف.. اليابان تنجو من ركود الرفاهية

بالين الضعيف.. اليابان تنجو من ركود الرفاهية

في إحدى زوايا حي جينزا الجذاب في طوكيو، يصطف المتسوقون المتلهفون أمام واجهة عرض زجاجية في الطابق العلوي من متجر لويس فويتون المكون من سبعة طوابق.

لكنهم لا ينتظرون لشراء حقائب اليد أو الساعات من العلامة التجارية الفرنسية الفاخرة، بل الشوكولاتة ذات العلامات التجارية. تباع علبة مكونة من ثمانية قطع مقابل 18 ألف ين (112 يورو) في مقهى لويس فويتون في المبنى ذي الألوان الفنية، الذي يتنافس لجذب الانتباه وسط صف من أقوى العلامات التجارية الفاخرة في العالم. ويريد كل منهم جني فوائد ضعف الين الذي يساعد على تعزيز مبيعات السلع الفاخرة في اليابان.
وفي الجوار في مجمع ماتسويا التجاري، وهو أحد أكبر المتاجر الفاخرة في المدينة، تجاوزت مبيعات العلامات التجارية بما في ذلك غوتشي، وديور ومانولو بلانيك الأرقام القياسية. وقال نوبوهيرو هاتوري، رئيس استراتيجية العملاء في متجر ماتسويا: "يتمتع السياح الأجانب بميزة من الين الأضعف في الماضي، كان هناك فرق كبير بين شراء الأشياء في طوكيو أو باريس، لكن الآن تضاءلت الفروق".
وتتكرر قصة مشابهة حول طوكيو. في شينجوكو، تزيد المبيعات في تاكاشيمايا، وهو متجر راق آخر، بنحو 1.5 مرة عما كانت عليه عام 2019 - ما يؤدي إلى تحقيق أرباح لشركات السلع الفاخرة العالمية.
بالنسبة إلى شركة إل في إم إتش، أكبر مجموعة فاخرة في العالم ومالكة لويس فويتون، تعد اليابان المنطقة الأسرع نموا عبر علاماتها التجارية الـ75، حيث سجلت نموا في المبيعات بنسبة 31 في المائة في البلد في الأشهر التسعة الأولى من العام رغم التباطؤ العالمي بالنسبة إلى هذه الصناعة بعد انتعاش دام ثلاثة أعوام.
كانت اليابان، وهي وجهة سياحية مرغوبة يضم عدد سكانها البالغ 126 مليون نسمة كثيرا من المستهلكين الأثرياء، دائما سوقا قوية يمكن الاعتماد عليها للعلامات التجارية الفاخرة. لكن العملة الضعيفة، إضافة إلى موجة نشطة من الزوار الصينيين - بكين من بين آخر الدول التي أزالت قيود السفر بسبب الجائحة - تعمل على تحفيز النمو، تماما كما يكبح المتسوقون في الولايات المتحدة وأوروبا الإنفاق.
تركب شركة لويس فويتون هذه الموجة. العلامة التجارية الأولى في مجال المنتجات الفاخرة التي تتجاوز مبيعاتها السنوية 20 مليار يورو هي إلى حد بعيد أكبر العلامات التجارية مبيعا في اليابان، وذلك وفقا للمسؤولين التنفيذيين والمحللين في شركة إل في إم إتش، الذين يقولون إن مبيعاتها تبلغ ضعفي مبيعات أقرب منافسيها، شركة هيرميس.
قال إدوارد أوبين، محلل السلع الفاخرة في بنك مورجان ستانلي، إن نمو السلع الفاخرة في اليابان "يتمتع بقاعدة عريضة للغاية لكنه يعتمد في الغالب على السياح".
وبينما نمت المبيعات إلى السوق المحلية اليابانية منذ بداية العام، فقد تباطأت هذه الوتيرة بل وتحولت إلى سلبية في بعض العلامات التجارية في الربع الأخير. "في المتوسط بالنسبة إلى اللاعبين الكبار - مثل إل في إم إتش وشركة كيرينغ المالكة لعلامة غوتشي - تحقق الآن نحو ثلث المبيعات للأجانب".
وفي كل مجموعات السلع الفاخرة تقريبا، تتفوق اليابان في الأداء على المناطق الأخرى. وكانت الزيادة التي حققتها شركة برادا بنسبة 41 في المائة في مبيعاتها في اليابان في الربع الأخير في صدارة المجموعة، بينما نمو شركة مونكلير الذي يقدر بنسبة 16 إلى 17 في المائة كان من بين الأبطأ، وفقا لبنك مورجان ستانلي.
قالت سارة ويلرسدورف، الرئيسة العالمية لقسم السلع الفاخرة في شركة بي سي جي الاستشارية: "كانت اليابان على الدوام مهمة للسلع الفاخرة، حتى مع صعود الصين وتحولها إلى نسبة كبيرة من المبيعات".
يعد الطلب الأجنبي القوي أمرا بالغ الأهمية وقد دفع شركة إل في إم إتش، التي تشمل علاماتها التجارية شركة ديور وشركة تيفاني للمجوهرات، إلى الاستثمار في الخدمات والتسويق في اليابان.
لكنه يأتي على أساس قوي من الطلب المحلي حيث تلعب العملة الأضعف أيضا دورا عبر إبقاء مزيد من السياح اليابانيين في منازلهم بعد الجائحة، لكي ينفقوا مزيدا في متاجر جينزا.
قال نوربرت لوريت، رئيس شركة إل في إم إتش في اليابان: "الدوافع الأساسية هي شيخوخة السكان الأثرياء، وعدد النساء في القوى العاملة، وجاذبية المنتجات المستدامة وحقيقة أن اليابانيين يبقون في أماكنهم ويستهلكون في بلدهم. كل هذه العوامل مجتمعة توجد سوقا فاخرة، مزدهرة ومتنامية للغاية".
حتى العلامات التجارية الأكثر تعرضا لما يسمى بالمتسوقين الطموحين - المشترين الأكثر حساسية لضغوط تكلفة المعيشة، والذين ربما كانوا قد أنفقوا كثيرا في السابق بمدخرات الجائحة - كانت أكثر مرونة في اليابان من أي مكان آخر.
وفي شركة جوتشي الرائدة في مجال الموضة، انخفضت مبيعات التجزئة العالمية بنسبة 7 في المائة في الربع الثالث لكنها نمت بنسبة 32 في المائة في اليابان. وفي شركة بيربري، المزود البريطاني للمعاطف الكلاسيكية الواقية من المطر والتي عانت ضعف المبيعات في الوقت الذي تتطلع فيه إلى إعادة تنظيم نفسها، تشير تقديرات بنك مورجان ستانلي إلى أن مبيعات التجزئة في اليابان في الربع الثالث من العام الماضي ارتفعت بنسبة 60%.
قال أوبين: "منذ عام حتى الآن، هناك تباين هائل بين العلامات التجارية الموجودة في أعلى الهرم والعلامات التجارية الموجودة في أسفله حول العالم. في اليابان، هذه الاختلافات أقل وضوحا بكثير".
وقد يلعب التسعير دورا مهما. من المعروف أن المشترين الصينيين على وجه الخصوص متفهمون للغاية لاختلافات الأسعار، وهو جزء من سبب سفرهم للتسوق. حاليا، تكلفة شراء منتجات غوتشي في اليابان وأوروبا متكافئة تقريبا بسبب مزيج من ضعف الين والأسعار التي تحددها الشركة، بينما تزيد تكلفتها نحو 30 في المائة في الولايات المتحدة و20 في المائة أو نحو ذلك في الصين.
بالنسبة إلى لوريت، فإن نجاح العلامات التجارية التي عانت في أماكن أخرى يمكن أن يرتبط أيضا بثقافة الولاء للعلامة التجارية بين المستهلكين اليابانيين. وقال: "اليابان هي البلد الذي لا تموت فيه العلامات التجارية أبدا. إذا اشتريت من شركة فويتون، فإنك تشتريه طوال حياتك، وإذا اشتريت من ديور أو علامة تجارية من مجموعة أخرى، فالأمر نفسه".
يتجلى الاستهلاك الواضح بشكل كامل حيث يتجمع المتسوقون في شوارع جينزا. لا تزال أعداد السياح في اليابان أقل من مستويات 2019، لكن كثيرا من السياح القادمين ينفقون أكثر بكثير، وفقا لهاتوري.
وأظهرت البيانات الحكومية أن 19.9 مليون سائح أجنبي زاروا اليابان في الأشهر العشرة الأولى من العام، مقارنة بـ26.9 مليون في الفترة نفسها من 2019.
لا يقتصر دور الين على إبقاء المنفقين اليابانيين في طوكيو فحسب، بل إنه يجذب المسافرين الأثرياء من الولايات المتحدة والشرق الأوسط وأماكن أخرى في آسيا.
وفي الأشهر الستة حتى سبتمبر، اقتربت المبيعات المعفاة من الرسوم الجمركية - مشتريات السياح المؤهلين لاسترداد الضرائب- في ماتسويا من 14 مليار ين، مقارنة بنحو عشرة مليارات ين عام 2019.
وقد ساعدت هذه الزيادة على قيام المشترين من تايوان، وهونج كونج والولايات المتحدة بتعويض الركود من الصين. بالنسبة إلى السياح الصينيين، الذين كانوا أحد أكبر المحركات لنمو مبيعات السلع الفاخرة على مستوى العالم قبل الجائحة، كانت العودة إلى التسوق في باريس ونيويورك معقدة بسبب عمليات الإغلاق الحكومية القاسية التي كانت سارية حتى بداية هذا العام، وزيادة الصعوبة في الحصول على التأشيرات والزيادة البطيئة للرحلات الجوية بين الصين وأفضل الوجهات مثل فرنسا. وتقدم اليابان بديلا أسهل وأقرب مع وسائل راحة عالية الجودة.
وشكل السياح الصينيون 47 في المائة من مبيعات ماتسويا المعفاة من الضرائب في النصف الأول من العام، مقارنة بـ81 في المائة عام 2019، لكنهم يستعيدون الأرض المفقودة بسرعة خاصة وأن القادمين يميلون إلى أن يكونوا أكثر إنفاقا. وكانت المبيعات للعملاء الصينيين في مارس أقل بنسبة 70 في المائة من مستويات 2019، لكن بحلول أغسطس كانت أعلى بنسبة 51 في المائة من مستويات 2019.
وفي ماتسويا، يستعد المتجر للاستفادة بشكل أكبر من الإنفاق السياحي الصيني إذا تم تخفيف القيود على التأشيرات بشكل أكبر. وكانت قد أطلقت بالفعل مبادرات لجذب المشترين الأجانب قبل كوفيد مثل عقد صفقات مع البنوك في سائر أرجاء آسيا لتقديم خصومات على المشتريات، لكنه الآن يتجاوز ذلك، باستخدام منصة وي تشات لتسويق منتجاته للمسافرين من البر الرئيس.
وأضاف هاتوري أن المتجر سيبدأ خدمة التسوق الشخصية قريبا، بعد تعليق الخطط على هذا الصعيد بسبب الجائحة.
كما تستثمر شركة إل في إم إتش في المواعيد داخل المتجر وتستفيد من التقليد الياباني المتمثل في جايشو، وهي خدمة تسوق شخصية من المنزل، التي انتشرت بشكل كبير بعد الجائحة.
وقال لوريت: "إننا نعود إلى نموذج التسوق الشخصي الذي عرفناه في عالم السلع الفاخرة في الستينيات والسبعينيات ومع عملاء خدمة غايشو، شهدنا ارتفاعا في معدلات التحول إضافة إلى زيادة كبيرة في قيمة متوسط السلال".
وما إذا كانت الأوقات الجيدة يمكن أن تستمر فهذا سؤال آخر. وفي حين أن التسوق للسلع الفاخرة في اليابان لا يظهر سوى علامات قليلة على التراجع، كما أثبت مرونته خلال الفترات السابقة من ارتفاع الين، فإن النمو البطيء في الولايات المتحدة، وأوروبا والصين يمكن أن يلحق في النهاية بالمتسوقين الدوليين الأثرياء، الذين ظلوا معزولين إلى حد كبير في الوقت الحاضر.
قال ويلرسدورف: "بينما بعض هذه الاقتصادات ليست مزدهرة لهذه الدرجة، لا يزال هناك أفراد ممن يتمتعون بمستوى عال من الدخل المتاح سعداء بإنفاقه لكن اعتمادا على ما يحدث مع النمو الاقتصادي في بعض هذه المناطق، سيكون له تأثير في اليابان أيضا".