مكاسب الدولار الأمريكي لتراجع الرهان على خفض أسعار الفائدة وتزايد هجمات الحوثيين

ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات 0.253% ليزداد إلى 102.90 نقطة صباح اليوم الثلاثاء 16 يناير مع هبوط رهان المستثمرين على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة في المدى القريب في أعقاب تصريحات متشددة من مسؤولي البنك المركزي الأوروبي، بينما أثرت المخاوف من وقوع المزيد من الهجمات على السفن في البحر الأحمر على الرغبة في المخاطرة لتتكبدت أسعار الذهب خسائر طفيفة، خلال تعاملات المبكرة، متأثرة بارتفاع العملة الخضراء وعوائد سندات الخزانة الأمريكية.

مؤشر الدولار الأمريكي اليوم يصعد مقابل سلة من العملات لأعلى مستوى في 10 أيام

وصعد مؤشر الدولار الأمريكي اليوم مقابل سلة من العملات إلى أعلى مستوى له خلال عشرة أيام، في حين ارتفعت العائدات على سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل عشر سنوات لتستقر قرب مستويات 4%. وانخفضت أسعار الذهب في المعاملات الفورية 0.36% إلى 2049.35 دولار للأوقية بينما يترقب المستثمرون تعليقات مجموعة من مسؤولي البنك المركزي الأمريكي هذا الأسبوع لاستجلاء المزيد عن مسار أسعار الفائدة.

ويتوقع العديد من المحللين استمرار صعود مؤشر الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات حتى يعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) في نهاية اجتماعه يومي 30 و31 يناير الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، في وقت يراهن متعاملون على ستة تخفيضات في أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في كل مرة هذا العام مما سيؤثر أيضا على أسعار الذهب.

التوقعات الاقتصادية ستؤثر على مؤشر الدولار الأمريكي وعلى أسعار الذهب

وذكرت وكالة بلومبرج أنه من المقرر أن يتحدث مجموعة من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) هذا الأسبوع ومن بينهم كريستوفر والر عضو مجلس محافظي البنك المركزي والذي سيلقي كلمة حول التوقعات الاقتصادية أمام معهد بروكينجز مما سيؤدي إلى التأثير على مؤشر الدولار الأمريكي وعلى أسعار الذهب.

وزاد مؤشر الدولار الأميركي مقابل سلة من العملات أثناء الليل في تعاملات هادئة خلال عطلة عامة في الولايات المتحدة أمس الاثنين وتراجع اليورو 0.3% إلى 1.09185 دولار متجها صوب أكبر انخفاض بالنسبة المئوية في يوم واحد خلال أسبوعين بينما هبط الجنيه الاسترليني في أحدث تداول إلى 1.2681 دولار منخفضا 0.36% خلال اليوم ومبتعدا عن أعلى مستوى في خمسة أشهر تقريبا عند 1.2825 دولار والذي سجله في أواخر ديسمبر الماضي وانخفض الين 0.20% إلى 146.07 للدولار بعد أن أظهرت البيانات أن مؤشر أسعار المنتجين ظل ثابتًا في ديسمبر ولكنه تباطأ للشهر الثاني عشر على التوالي.

التسارع في التضخم سوف يعتدل في الأشهر المقبلة

وتشير البيانات إلى أن التسارع في التضخم سوف يعتدل في الأشهر المقبلة وسيخفف الضغط عن بنك اليابان المركزي للتخلص التدريجي من برامج التحفيز الضخمة وعززت توقعات تحول السياسة النقدية الخاصة ببنك أوف يابان المركزي قرب نهاية عام 2023، وارتفعت العملة 5% مقابل الدولار في ديسمبر ومنذ ذلك الحين انخفض الين بشكل حاد وتراجع 3% حتى الآن في يناير الجاري.

وألقت تعليقات مسؤولي البنك المركزي الأوروبي التي تعارض التخفيضات المبكرة في أسعار الفائدة بظلالها على توقعات أسعار الفائدة على مستوى العالم ليرتفع مؤشر الدولار الأمريكي وتتراجع أسعار الذهب وخصوصا أن ديوتش بنك الألمانى توقع أن يقفز الدولار الأميركي هذا العام التوترات الجيوبوليتيكية مع تصريح مسؤول من حركة الحوثي اليمنية إن الجماعة ستوسع أهدافها في منطقة البحر الأحمر لتشمل السفن الأمريكية، وتعهدت الجماعة بمواصلة الهجمات بعد الضربات الأمريكية والبريطانية على مواقعها في اليمن.

قوة الدولار من تأخر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في تبني السياسة النقدية التيسيرية

ويرى جورج سارافيلوس رئيس أبحاث الفور(البنك المركزي الأمريكي) في ديوتش بنك الألمانى إن قوة الدولار ستنبع من تأخر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في تبني السياسة النقدية التيسيرية وأن الدولار الأمريكي يتجه نحو عام صعودي، على الرغم من توقعات خفض البنك المركزي الأمريكي معدل الفائدة وأنه في الوقت الذي تواجه فيه واشنطن أقل قدر من الإلحاح لتيسير السياسة النقدية، فإن معدلات الفائدة الأعلى لفترة أطول ستوفر المزيد من الدعم للعملة الخضراء الأمريكية.

واستبعد سارافيلوس أن يخفض الفدرالي الأميركي معدلات الفائدة بنفس السرعة المتوقعة لأنه بمجرد أن يخفض الفائدة فإن ذلك لن يستدعي بالضرورة تراجع في سعر الدولار علاوة على أن الدورات الست الماضية للتيسير النقدي كان يتبعها في الأغلب ارتفاعًا في أسعار العملات بينما كانت الحالة الوحيدة التي ستؤدي إلى تراجع الدولار هي انزلاق الولايات المتحدة في حالة ركود اقتصادي وسيتلقى الدولار الدعم من حالة عدم اليقين العالمي، والتي يتسبب فيها الانتخابات الأمريكية والتوترات الجيوبوليتيكية.