الخميس، 21 نوفمبر 2024 10:33 م
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
حول العالم

تكاليف الشحن تقفز 300% لتزايد الضربات الأمريكية والبريطانية مع استمرار هجمات الحوثيين

الخميس، 18 يناير 2024 10:14 ص


قفزت تكاليف الشحن بما يزيد عن 300% منذ شهر نوفمبر الماضي وحتى الآن وقد ترتفع أكثر وأكثر مع تزايد الضربات الأمريكية والبريطانية على مواقع الحوثيين في اليمن بسبب استمرار هجمات الحوثيين على الناقلات والسفن التي تمر عبر باب المندب إلى البحر الأحمر وتتجه نحو إسرائيل، وذلك تضامنا مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة التي تحاصرها إسرائيل منذ أكثر من 100 يوم وتشن عليها غارات جوية وبرية وحشية أدت إلى تدمير معظم مساكنها ومبانيها ومنشآتها.


وارتفعت تكاليف الشحن بأكثر من الضعف منذ أوائل ديسمبر الماضي وفرضت شركات تأمين أسعار أعلى لأقساط التأمين على مرور الشحنات عبر البحر الأحمر بسبب مخاطر الحرب الآخذة في الارتفاع لدرجة أن رؤساء العديد من شركات التصدير والنقل حذروا من أن تعطل الشحن في البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين في اليمن قد يؤثر على سلاسل الإمدادات لأشهر وقد يؤدي إلى نقص الناقلات اللازمة لنقل الوقود.


تباطؤ التجارة بين آسيا وأوروبا بسبب هجمات جماعة الحوثيين


وذكرت قناة CNBC أن الهجمات التي تشنها جماعة الحوثيين المتحالفة مع إيران على سفن وناقلات في البحر الأحمر منذ نوفمبر أدت إلى تباطؤ التجارة بين آسيا وأوروبا وأثارت قلق القوى الكبرى ومثلت تصعيدا للحرب التي تخوضها إسرائيل منذ أكثر من ثلاثة أشهر مع حركة حماس في غزة.


وأكد الحوثيون إنهم يشنون هجماتهم تضامنا مع الفلسطينيين على الناقلات والسفن التي تمر عبر باب المندب إلى البحر الأحمر وتتجه نحو إسرائيل ويهددون بتوسيع الهجمات لتشمل السفن الأمريكية ردا على الضربات الأميركية والبريطانية على مواقعهم في اليمن بينما قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي تدعم بلاده حماس في حربها مع إسرائيل، إنه يتعين إنهاء الحرب في غزة حتى تنتهي الأخطار التي تهدد حركة التجارة العالمية وترفع تكاليف الشحن.


بايدن يعيد الحوثيين في اليمن إلى قائمة الجماعات الإرهابية


وأعلن مسؤولون أمريكيون إن إدارة الرئيس جو بايدن أعادت الحوثيين في اليمن إلى قائمة الجماعات الإرهابية في أحدث محاولة من جانب واشنطن لوقف الهجمات على التجارة الدولية وتقليص تكاليف الشحن وأن تصنيف الحركة المتحالفة مع إيران على أنها جماعة إرهابية عالمية يهدف إلى قطع التمويل والأسلحة التي استخدمتها لمهاجمة أو خطف السفن في ممرات الشحن الحيوية في البحر الأحمر.


وأبلغ عبد اللهيان قادة العالم في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس إن انتهاء الإبادة الجماعية في غزة سيؤدي إلى نهاية الأعمال العسكرية والأزمات في المنطقة بينما قال مصدر حكومي إن الهند أجرت محادثات دبلوماسية مع إيران للحد من رفع تكاليف الشحن وتتخذ أيضا إجراءات أخرى للمساعدة في حماية شركاتها التي تصدر منتجاتها إلى دول في أوروبا من تأثير هجمات الحوثيين.


الابتعاد عن البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا أو التوقف مؤقتا حتى تتوافر سلامة السفن وتقل تكاليف الشحن


وأصدرت شركة ميرسك وخطوط شحن كبيرة أخرى تعليمات لمئات السفن التجارية بالابتعاد عن البحر الأحمر وسلوك الطريق الأطول عبر رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا أو التوقف مؤقتا حتى تتوافر سلامة السفن وتقل تكاليف الشحن بعد الهجمات التي شنها المسلحون الحوثيون المتحالفون مع إيران على السفن.


بينما قال فينسنت كليرك الرئيس التنفيذي لشركة ميرسك لمنتدى رويترز للأسواق العالمية في دافوس إن البحر الأحمر يمثل أحد أهم شرايين التجارة العالمية وسلاسل التوريد العالمية وهو مسدود حاليا وأن الضربات الجوية قد تستمر شهورا على الأرجح لأن اضطراب حركة الشحن العالمية نتيجة الهجمات التي يشنها المسلحون الحوثيون على سفن في البحر الأحمر من المتوقع أن تتعطل لأسابيع طويلة.


وأوضح كليرك خلال مداخلة في منتدى رويترز للأسواق العالمية في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي أن الابتعاد عن البحر الأحمر وسلوك الطريق الأطول عبر رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا يعني فترات عبور أطول وربما اضطرابات في سلسلة التوريد لبضعة أشهر على الأقل وقد تطول أيضًا لأنه لا يمكن التنبؤ بمدى تطور هذا الوضع فعليًا لدرجة أن القوات البحرية المشتركة تصدر توجيهات للسفن بتجنب العبور من مضيق باب المندب لعدة أيام مما يزيد من الضغوط التضخمية ويؤدي إلى تأخير خفض أسعار الفائدة.


هجمات الحوثيبن تهدد طريقا يمثل 15 - 20 % من حركة الشحن العالمية


وتستهدف هجمات الحوثيبن طريقا يمثل نحو 15 - 20 % من حركة الشحن العالمية ويعمل كقناة حيوية بين أوروبا وآسيا وأن التجارة العالمية التي تمر عبر مضيق باب المندب الذي يعد أحد أهم شرايين التجارة وسلاسل التوريد العالمية شبه متوقفة حاليا وكانت شركة التجارة اليابانية سوميتومو أحدث الشركات التي تتضرر من الهجمات بعد أن قالت إن بعض شحناتها في البحر الأحمر تأثرت بالوضع عند باب المندب.


وتفاقمت أسعار الشحن البحري خلال الأسابيع الماضية لتصل إلى 10 آلاف دولار لكل حاوية يبلغ طولها 40 قدمًا، حيث شرعت سفن الحاويات إلى اتباع مسارات جديدة تجنبًا للهجمات بسلوك ممر رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا، مما أدى إلى تحويل أكثر من 200 مليار دولار من البضائع بعيدًا عن شريان التجارة المتوتر لأن طريق الشحن البديل حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا يضيف ما بين 10 إلى 14 يوما إلى فترة الرحلة مقارنة بعبور البحر الأحمر وقناة السويس.


زيادة أسعار الشحن الجوي بعد تفاقم تكاليف الشحن البحري مع اقتراب عطلة رأس السنة الصينية


و من ناحية أخرى يتوقع محللون لأبحاث الشحن والموانئ ارتفاعًا في أسعار الشحن الجوي بعد زيادة تكاليف الشحن البحري خلال الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع المقبلة، خاصة مع اقتراب عطلة رأس السنة الصينية في فبراير المقبل حيث تتزايد عادة الصادرات من آسيا خلال فترة العطلة السنوية مع اتجاه الشركات لنقل كميات كبيرة من البضائع قبل توقف الأعمال لمدة أسبوعين لأن التأخير في التجارة البحرية قد يدفع بعض تجار التجزئة إلى التحول إلى الشحن الجوي، حيث ترغب الشركات التي تشحن بضائعها عادة عن طريق البحر في ضمان التسليم بشكل أسرع لتترك التوترات في البحر الأحمر آثارًا اقتصادية على حركة التجارة العالمية، فبعد ارتفاع تكاليف الشحن البحري سترتفع رسوم الشحن الجوي أيضًا، مع اتساع تعطل تدفقات التجارة العالمية.


وطالب أنطونيو تاياني وزير الخارجية الإيطالي من أعضاء الاتحاد الأوروبي الاتفاق الأسبوع المقبل على تكوين مهمة أمنية بحرية تابعة للاتحاد الأوروبي يكون بوسعها العمل في أقرب وقت ممكن لوقف الهجمات التي يشنها المسلحون الحوثيون على سفن في البحر الأحمر والتي تسببت في تعطل كبير للموانئ الإيطالية وتثير احتمال أن تجبر الأزمة، إذا طال أمدها، الشركات على الابتعاد بحركة الشحن عن البحر المتوسط لفترة أطول حتى تنتهي الهجمات وتقل تكاليف الشحن.


توقعات بانتعاش الشحن الجوي بسبب هجمات الحوثيين


ويعتقد خبراء الشحن البحري أن الشحن الجوي على وشك أن يلعب دورًا موسعًا في النظام البيئي لسلسلة التوريد لأنه يقلل أوقات التسليم إلى بضعة أيام فقط مقارنة بالأسابيع التي تستغرقها شركات النقل البحري ولذلك فإن شركة لوجستيات النقل تمنع توسيع الممرات الجوية التجارية الأساسية لتأمين استمرار انسيابية حركة الشحن وتحسبًا لضغوط تحويل حركة التجارة من البحر إلى الجو إذا استمر الوضع التهديدي في البحر الأحمر عند باب المندب.


وتلقت العديد من شركات الشحن الجوي ومنها شركة DHL الألمانية للخدمات اللوجستية العديد من الاستفسارات حول الشحن الجوي ولكن لم يتم إجراء عدد كبير من التحويلات من البحر إلى الجو حتى الآن ولكن من المتوقع أن تستفيد صناعة الشحن الجوي من الاضطراب الدولي المتصاعد بسبب الحرب في غزة رغم أن السعر الفوري الشامل للشحن الجوي تراجع في ديسمبر بحوالي 18٪ على أساس سنوي.