الأحد، 22 ديسمبر 2024 10:54 ص
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
حول العالم

هناك العديد من العقبات

هجمات البحر الأحمر تجبر الشركات على اختبار طرق برية جديدة عبر الإمارات والسعودية

الجمعة، 02 فبراير 2024 05:47 م

تم إجبار الشركات على إنشاء طرق برية جديدة تصل الإمارات بالسعودية مرورا بإسرائيل، وسط تصاعد هجمات الحوثيين للسفن المارة في البحر الأحمر، بحسب وكالة بلومبرج.

نجحت شركة تركنت انتربرايز الناشئة الإسرائيلية للبرمجيات في إيجاد مسار بديل للبحر الأحمر ورأس الرجاء الصالح.

وتولت واحدة من أكبر خطوط الشحن في العالم، هاباج لويد (Hapag-Lloyd AG ) إنشاء طرقًا تجارية تمر عبر قلب الشرق الأوسط لتجاوز البحر الأحمر الذي يهدده الحوثيون.

وقال حنان فريدمان، الرئيس التنفيذي للشركة، إن شركة تركنت انتربرايز (Trucknet Enterprise Ltd) تقوم بإرسال البضائع بما في ذلك المواد الغذائية والبلاستيكية والمواد الكيميائية والكهربائية من الموانئ في الإمارات العربية المتحدة والبحرين، عبر المملكة العربية السعودية والأردن، إلى إسرائيل ثم إلى أوروبا.

وتتطلع شركة هاباج لويد وهي شركة نقل الحاويات رقم 5 في العالم، إلى ربط جبل علي في دبي وميناءين شرقي السعودية بجدة على الساحل الغربي. وهناك خيار آخر يربط جبل علي بالأردن.

تجنب المنطقة الساحنة

وتوفر هذه الطرق حلًا فوريًا للشحنات التي تحاول تجنب المنطقة الساخنة التي يسيطر عليها الحوثيون حول مضيق باب المندب في جنوب البحر الأحمر، حيث أجبرت أشهر من الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار العديد من السفن التجارية على التحول إلى طريق أطول حول إفريقيا. لقد أدى ذلك إلى تعطيل التدفقات التجارية الحيوية، وزيادة تكاليف الشحن، وبدأ التأثير يتسلل إلى الاقتصاد العالمي.

واضطرت الشركات إلى البحث عن بدائل طموحة. لم تتم تجربة مسار تركنت من قبل على نطاق تجاري بسبب العلاقات المتوترة بين إسرائيل والدول العربية. وفي حين أن اتفاقات إبراهيم بين الإمارات والبحرين وإسرائيل قبل ثلاث سنوات خففت من حدة العلاقات بينهما، فإن محاولات تطبيع العلاقات بين السعودية وتل أبيب تعثرت بسبب الحرب في غزة.

وقال فريدمان إن البضائع من الهند وتايلاند وكوريا الجنوبية والصين تم إرسالها بالشاحنات في الأسابيع الأخيرة. كما تتحرك السلع المتجهة إلى آسيا في الاتجاه المعاكس، مما يساعد على خفض التكاليف الإجمالية.

حل قصير الأجل

ومع ذلك، فإن جدوى هذا الطريق على المدى الطويل ستعتمد على الاستقرار في المنطقة. كما أن الكميات التي يمكن أن تحملها الشاحنات أصغر بكثير من تلك التي تنقلها السفن. وقال فريدمان إن الطريق البري لا يزال يوفر بديلًا لبعض السلع.

واعترف المتحدث باسم شركة هاباج-لويد، نيلز هاوبت، بأن روابطها البرية هي حل قصير المدى لشركات الشحن التي تنقل كمية محدودة من البضائع - "وليس آلاف الحاويات".

وقال إن الجسر البري ليس سريعا ولا سهلا، لكنه قد يساعد في تعزيز تدفق التجارة عبر موانئ في المنطقة، مثل جدة، تعد مقطوعة فعليا عن روابطها المعتادة بالاقتصاد العالمي.

تستغرق الرحلة من ميناء جبل علي إلى بوابة التجارة الإسرائيلية في حيفا حوالي ثلاثة إلى أربعة أيام مقارنة برحلة مدتها 10 أيام أو أكثر حول رأس الرجاء الصالح في أفريقيا، الأمر الذي سيزيد من الجاذبية، وفقا لبحث أجرته شركة ستاندرد آند بورز جلوبال ماركت انتلجينس هذا الأسبوع..

وقال كريس روجرز، رئيس مجموعة أبحاث سلسلة التوريد في ستاندرد آند بورز جلوبال: "الجسر البري، على الرغم من أنه يحمل كمية لا يستهان بها من حركة المرور، سيظل حلًا متخصصًا للشحنات إلى إسرائيل على وجه التحديد".

رحلات تجريبية في نوفمبر

وتتعاون شركة تركنيت مع شركات من بينها بيورترانس إف زد سي أو في دبي، وكوكس لوجستكس في البحرين، ودبليو سي إس في مصر، وفقًا لموقعها على الإنترنت.

بدأت عمليات الاختبار من منطقة الخليج إلى إسرائيل في وقت سابق من هذا العام، وعندما بدأ الحوثيون في تهديد السفن في البحر الأحمر بعد حرب إسرائيل مع حماس، كانت تركنت مستعدة للمضي قدمًا في خطتها.

وقال فريدمان إن الشحنات الأولى مرت في ديسمبر، واردف: "لقد قمنا ببعض الرحلات التجريبية في نوفمبر."

ورفض فريدمان تحديد عدد الشاحنات التي قطعت هذا الطريق أو كمية البضائع التي تم نقلها. توفر الشركة منصة رقمية لمطابقة الشحن مع المساحة الفارغة على الشاحنات، مع إمكانية الرؤية في الوقت الفعلي للمسار بأكمله.

وقال فريدمان: "علينا فقط أن نطابق الشحنات المتجهة إلى أوروبا والشحنات المتجهة إلى آسيا".

تجربة الممر الاقتصادي

وقد تكون الطرق الجديدة أيضًا بمثابة اختبار تجريبي للممر الاقتصادي الأكبر بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا. وقد توقف التقدم في هذا المشروع الذي تدعمه الولايات المتحدة، والذي تم الإعلان عنه في قمة مجموعة العشرين في الهند العام الماضي، منذ الحرب بين إسرائيل وحماس.

ولكن هناك العديد من العقبات. لقد حاولت حكومة الولايات المتحدة وآخرون منذ فترة طويلة تعزيز الروابط التجارية والاقتصادية في جميع أنحاء الشرق الأوسط كوسيلة لتهدئة النزاعات. لقد جعلت الحرب الحالية وتداعياتها من الصعب التغلب على العقبات الدبلوماسية التي تعترض مثل هذا التعاون التجاري.

وكتب محللو "ستاندرد آند بورز جلوبال" في مذكرتهم البحثية: "قد تكون دول مجلس التعاون الخليجي مترددة في الترويج للمسار لأن الحوثيين لم يهددوا بعد الأصول البحرية الإماراتية أو السعودية".

وتابع: "إن الطريق البري عبر المملكة العربية السعودية والأردن من شأنه أيضًا أن يزيد من مخاطر الهجمات عبر الحدود على البضائع من قبل المسلحين المتحالفين مع إيران والمقيمين في العراق أو سوريا".