الأربعاء 01 مايو 2024 الموافق 22 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
عقارات

حكم بالإعدام على إمبراطورة العقارات ترونج ماي لان بتهمة اختلاس12مليار دولار بأكبر عملية احتيال في فيتنام

الجمعة 12/أبريل/2024 - 03:05 م
أصول مصر


تعرضت إمبراطورة العقارات ترونج ماي لان البالغة من العمر 67 عاما رئيسة شركة فان تينه فات جروب والتي تنحدر من إحدى أغنى العائلات الفيتنامية وأبرز سيدة أعمال لحكم بالإعدام من محكمة في مدينة هوشي منه أكبر مدن فيتنام  بتهمة اختلاس أكثر من 12 مليار دولار في أكبر عملية احتيال مالي في البلاد ومزاعم الكسب غير المشروع وارتكاب جرائم ذات عواقب وخيمة وبدون إمكانية استرداد الأموال المفقودة والتي أدت أيضا إلى تآكل ثقة الجمهور في قيادة الحزب الشيوعي الحاكم والدولة.


وأدانت محكمة في مدينة هوشي منه أكبر مدن فيتنام إمبراطورة العقارات ترونج ماي لان ورئيسة مجموعة فان تينه فات جروب Van Thinh Phat Group للتطوير العقاري، وهي واحدة من أكبر إمبراطوريات العقارات في فيتنام ملاءةً، بتهم الرشوة والاختلاس وإساءة استخدام السلطة بعد محاكمة بدأت الشهر الماضي غير أنها أنكرت التهم الموجهة إليها.


محكمة في مدينة هوشي منه تحكم بالإعدام على إمبراطورة العقارات ترونج ماي لان بتهمة اختلاس 304 تريليون دونج


وجاء في تقرير نشرته صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية أن محكمة في مدينة هوشي منه أكبر مدن فيتنام حكمت بالإعدام على إمبراطورة العقارات ترونج ماي لان بتهمة اختلاس 304 تريليون دونج (12 مليار دولار) من بنك سايجون التجاري المساهم  SCB Saigon Joint Stock Commercial Bank  من خلال السيطرة بشكل غير قانوني على البنك عن طريق وكلاء واستخدام شركات وهمية للحصول على قروض، وتقديم رشاوى بملايين الدولارات لمسؤولين حكوميين وتم توجيه الاتهام أيضًا إلى 85 شخصًا آخرين في القضية، بما في ذلك مسؤوليين في البنك المركزي.


أفادت وسائل إعلام رسمية أن محكمة في مدينة هوشي منه أكبر مدن فيتنام قضت على إمبراطورة العقارات الشهيرة بالبلاد ترونج ماي لان بالإعدام وأضعفت حملة مكافحة الفساد بعض جاذبية العقارات لدرجة أن المسؤولين في الحكومة يترددون  في الموافقة على التراخيص والمشاريع العقارية خوفا من الوقوع في تحقيقات الفساد مما يؤدي إلى ما وصفه المحللون بالشلل البيروقراطي.


قضية إمبراطورة العقارات ترونج ماي لان وأيقونة العقارات في فيتنام القضية الأكبر في تاريخ فيتنام


وتعد قضية إمبراطورة العقارات ترونج ماي لان التي يطلق عليها أيقونة العقارات في فيتنام القضية الأكبر في تاريخ فيتنام لاختلاسها أكثر من 12 مليار دولار في أكبر عملية احتيال مالي في البلاد وتثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على حماية النظام البنكي وسط موجة إثراء المطورين العقاريين في البلاد لدرجة أن سلطات ستيجون جمدت أكثر من 700 وحدة تابعة لشركة ترونج ماي لان وأخضعت 156 من مشروعاتها لسيطرة الحكومة وصادرت السلطات ملايين الدولارات نقدًا وعددًا من السيارات الفارهة واليخوت والعقارات من لان وغيرها من المتهمين، فيما جمدت أكثر من 1.8 تريليون دونج في حسابات بنكية.


واستطاعت إمبراطورة العقارات ترونج ماي لان أن تقترض من بنك سايجون التجاري SCB قروضًا تزيد قيمتها عن 44 مليار دولار بين عامي 2012 و2022 من أجل شركة فان تينه فات جروب  Van Thinh Phat  وشركات أخرى تسيطر عليها لان بما يمثل 93% من إجمالي القروض التي منحها البنك، والتي تم وضعها تحت سيطرة البنك المركزي بعد اعتقال إمبراطورة العقارات.


قضية إمبراطورة العقارات ترونج ماي لان تسبب شن الحملات في فيتنام لمكافحة الفساد


وأدت قضية إمبراطورة العقارات ترونج ماي لان إلى شن الحملات التي يقودها الحزب الحاكم في فيتنام لمكافحة الفساد والتي طالت أعلى المستويات في الحكومة لدرجة أن تطهير ثقافة فيتنام من الفساد يضغط على النمو الاقتصادي وسيتطلب سنوات للقضاء عليه لأن تهم الفساد الموجهة ضد لان هي جزء من حملة واسعة النطاق ضد الفساد والتي أبطأت موافقة الحكومة على المشاريع وأثارت تساؤلات حول الاستقرار السياسي في فيتنام أحد أسرع الاقتصادات نموا في العالم.


وعندما انتشرت توقعات الحكم بالإعدام على إمبراطورة العقارات ترونج ماي لان بتهمة اختلاس 304 تريليون دونج (12 مليار دولار) استقال فو فان ثونج من منصب رئيس فيتنام في مارس الماضي بعد عام واحد فقط في منصبه بسبب انتهاكات وأوجه قصور غير محددة واستقال أيضا سلف ثونج كرئيس ونجوين شوان فوك، في يناير من العام الماضي وسط إصلاح شامل في المناصب العليا في الحكومة والذي شهد أيضًا رحيل نائبين لرئيس الوزراء واعتقال المئات من كبار المسؤولين الحكوميين في حملة موسعة.


الاستثمار الأجنبي المباشر في فيتنام بلغ أعلى مستوى عند 36.6 مليار دولار العام الماضي


وشهدت فيتنام الواقعة في جنوب شرق آسيا تدفقات قياسية من الاستثمار الأجنبي، حيث وصل الاستثمار الأجنبي المباشر إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 36.6 مليار دولار العام الماضي لتصبح واحدة من أفضل الخيارات للمصنعين الدوليين الذين يقومون بتنويع عملياتهم بعيدًا عن الصين وسط التوترات المتزايدة بين بكين وواشنطن غير أن التوسع في حملة مكافحة الفساد والتدقيق ليشمل القطاع الخاص أدي إلى زيادة حالة عدم اليقين كما أدى اعتقال إمبراطورة العقارات ترونج ماي لان في عام 2022 إلى تباطؤ سوق العقارات وتجميد نشاط سندات الشركات.


تزعم شرطة فيتنام أن إمبراطورة العقارات ترونج ماي لان أدارت عملية احتيال وفساد بلغ حجمها 12 مليار دولار من مقر لها في الطابق 39 من برج  تايمز سكوير البراق في مدينة هو تشي منه، قلب مركز فيتنام التجاري، وفيه كانت تعقد اجتماعاتها وتدبر نشاطها من غرفة تحكم على مدى سنوات كما تزعم السلطات بوجود شركات وهمية ومدفوعات غير قانونية إلى مسؤولين حكوميين وإلى بنك كانت تسيطر عليه بحيازة غير قانونية وقدّم قروضا لها ولشركائها بلغ حجمها حوالي 11% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد خلال العامين الماضيين.


سائق إمبراطورة العقارات ترونج ماي لان الخاص كان ينقل ملايين الدولارات سرًا في رحلات مكوكية


وأكدت الشرطة إن سائق إمبراطورة العقارات ترونج ماي لان الخاص كان ينقل ملايين الدولارات سرًا في رحلات مكوكية عبر شوارع المدينة المزدحمة وأن 24 مفتشًا حكوميًا منوطًا بهم التحقق من سلامة النظام البنكي، قبلوا أموالًا من لان للتستر على الانتهاكات لتبدأ محاكمة أيقونة العقارات الفيتنامية في 5 مارس الماضي وأصدرت المكمة حكم بالإعدام هذا الأسبوع في أكبر قضية احتيال في تاريخ البلاد كما تثير هذه الفضيحة تساؤلات حول ما إذا كانت الحكومة قادرة على حماية النظام البنكي وسوق السندات والاقتصاد وسط تضخم في الثروات الفردية.


رفعت النيابة الشعبية العليا في فيتنام دعوى ضد إمبراطورة العقارات ترونج ماي لان رئيسة مجلس إدارة مجموعة فان تينه فات  بزعم أنها اختلست أكثر من 12 مليار دولار من بنك سايجون التجاري بين فبراير 2018 وأكتوبر 2022، وهو مبلغ يتجاوز القيمة السوقية لأغلب البنوك الفيتنامية وفي مزاعم تخصيص أصول بالاحتيال عبر إصدارات سندات مرتبطة بشركة التطوير العقاري.


فندق ريفيري سايجون تايمز سكوير يمثل جوهرة تاج شركة فان تينه فات


شملت مشروعات الشركة العقارات السكنية والمكاتب والفنادق ومراكز التسوق، ومن بينها مجمع تجاري مكسو بالرخام يمتد على طول مساحة تقع بين شارعين ويضم فندق ماندارين أورينتال الذي لم يُفتتح بعد، ومعرض سيارات رولز رويس ومتجر تيفاني آند كو أمام ميدان قرب مقر اللجنة الشعبية لمدينة هو تشي منه في مفارقة ظاهرة.


بينما كان فندق ريفيري سايجون تايمز سكوير يمثل جوهرة تاج شركة فان تينه فات ويتميز الفندق بمصاعد بها رخام وألواح مطلية بالذهب وببهو ارتفاع سقفه سبعة أمتار وكذلك بساعة بالدي مونيومنتال الزمردية اللون المصنوعة بقيمة 500 ألف دولار من أجل الفندق الذي يخصص سيارة رولز رويس من طراز فانتوم دراجون لنقل نزلاء أفخم جناحين لديه من المطار، وتبدأ أسعار المبيت فيهما من 12 ألف دولار في الليلة، كما يتيح النقل بطائرة مروحية لقاء 10 آلاف دولار إضافية.