بعد نجاح الاستثمار في الذهب.. هل السوق مستعد لاستقبال صناديق الفضة؟
بعد الارتفاعات القياسية التي حققها المعدن الأصفر خلال الفترة الماضية نتيجة لارتفاع سعر الصرف في السوق الموازي والناتجة من بعض التوترات الجيوسياسية التي أثرت على اقتصاديات العالم بشكل كبير؛ يتوجه بعض المتعاملين للاستثمار في الفضة باعتبارها معدن ثمين بأسعار هينة عن أسعار الذهب.
وزاد الطلب المصرى على الفضة بنسبة 119.4% منذ عام 1999، وقد بلغت صادرات الفضة المصرية 228.65 كيلوجرامًا خلال عام 2018، في حين احتلت مصر المرتبة 29 فى عام 2021 من حيث الواردات.
تهيئة المناخ العام والبيئة
وقال الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، إن الهيئة نجحت في تهيئة المناخ العام والبيئة المناسبة التي سمحت بإطلاق أول صندوق للاستثمار في الذهب كأحد البدائل الاستثمارية التي تتيح للمواطنين فرص استثمارية متنوعة، بداية من إصدار القرار رقم 50 لسنة 2023 بتعديل ضوابط تعامل صناديق الاستثمار في المعادن كإحدى القيم المالية المنقولة.
أوضح أن الهيئة أصدرت عدة قرارات بشأن ضوابط قيد وشطب مقدمي خدمات حفظ المعادن كإحدى القيم المالية المنقولة بسجل الهيئة، والقيد والشطب بسجل الهيئة للجهات التي يجب على صناديق الاستثمار التعامل معها في شراء وبيع المعادن.
يرى خبراء سوق المال أن الاستثمار في الفضة مماثل للاستثمار في الذهب ويحقق عوائد عالية على المدى الطويل وأصبح خلال الآونة الأخيرة ملاذا قويا للتحوط ضد مخاطر التضخم لفئة كبيرة من المستثمرين.
أكد الخبراء أن التوجه لإطلاق صناديق للذهب قد يعقبه إطلاق صناديق للاستثمار في الفضة نظرا لملائمة السوق المحلي لإطلاق مثل تلك الصناديق، مشيرين إلى إقبال الفئات أصحاب الملاءة المالية القصيرة والغير قادرين على الاستثمار في المعدن الأصفر.
الاستثمار في الفضة ملائم لذوي الملاءة المالية المتوسطة والصغيرة
قال محمد عطا، خبير أسواق المال بشركة يونيفرسال لتداول الأوراق المالية، إن اتجاه المستثمرين لشراء سبائك الفضة ارتفع خلال الفترة الماضية بعد ارتفاع أسعار الذهب وتحقيقه مستويات قياسية حتى أصبحت الفضة من الملاذات الآمنة في الاستثمار.
أشار إلى أن الفضة قادرة على الحفاظ على قيمة الأصول ضد مخاطر ارتفاع التضخم لقدرته على تحقيق عوائد مجزية منه لأنه معرض للارتفاع كالمعدن الأصفر نظرا لاعتماده على قوى العرض والطلب وارتفاع في الأسواق العالمية والاعتماد عليه في الكثير من الصناعات.
ولم يستبعد التوجه لإطلاق صناديق تستثمر في الفضة بعد النجاح الذي حققته صناديق الذهب في السوق المصري خلال الفترة الماضية، منوها إلى لجوء المدخرون إلى المعادن النفسية ومنها الفضة لتحقيقها ارتفاعات كبيرة على المديين المتوسط والكبير خاصة مع تذبذب الأوضاع الاقتصادية التي تؤثر بدورها على العملة المحلية.
ارتفاع أسعار الذهب دافع قوي للمستثمرين التوجه نحو الفضة
من جانبها ترى حنان رمسيس، أن الاستثمار في الذهب غير مناسب لصغار المستثمرين، مرجحة التوجه للاستثمار في الفضى التي لا تقل في الأهمية عن الذهب لكونها لا تقتصر على شكل مصوغات أو سبائك بل تدخل في كثير من الصناعات المهمة الأخرى.
كما رجعت تداول صناديق الفضة في البورصة وشركات التعدين كيفما يحدث في بعض الدول لتزايد قيمتها كونها تدخل في كثير من الصناعات فهي قادر على الحفاظ على قيمة المدخرات مع رخص قيمتها كمعدن مقارنة بغيرها.
وقالت إن الاستثمار في الفضة طويل الأجل مع أموال ليست كثيرة كالاستثمار في الذهب الذي يحتاج إلى أموال كثيرة، مضيفة أن الاستثمار في الفضة استثمار مربح لما حققه مؤشر الفضة خلال السنوات الماضية خاصة بعد 2020.
واللي وضح أن سعر الفضة بيرتفع مع الوقت، ونقدر نحقق مكاسب من خلاله على المدى الطويل، ودا ارتباطًا بحالة الطلب على المعدن بأشكاله المختلفة.
كما أشارت إلى ارتفاع أسعار الفضة خلال جائحة كورونا مدفوعا بزيادة الطلب، موضحة أن عوامل التوجه للفضة تعتمد على زيادة وعي المتعاملين بأهمية وقيمة المعدن ومدى جاذبيته الاستثمارية مع ارتفاع سعر المعدن الأصفر.
العائد المحقق من الذهب موازي لفوائد الاستثمار في الفضة
اتفق معهما إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات، الذي يرى أن الفضة ترتفع بنفس ارتفاعات الذهب حيب مؤشرات البورصات العالمية، قائلا: «العائد الاستثماري لكلاهما واحد».
وأوضح أن شراء كميات مختلفة من المعدنيين بنفس المبلغ يحقق نفس العائد لأن كلاهما متوازيين في الأسواق العالمية، مشيرا إلى أن الاستثمار في سبائك الفضة لم يكن موجودًا لكنه تم استحداثه في أواخر النصف الثاني من العام الماضي.
وقال إن السوق المحلي يعاني نقص المعروض من كل المعادن الثمينة لذلك يعتبر إطلاق صناديق متعددة للاستثمار فيه ذات نفع على الاقتصاد المصري ويخدم تلبية احتياجات كافة المستثمرين من جميع المستويات.