الثلاثاء 27 أغسطس 2024 الموافق 23 صفر 1446
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
مقالات

أولاد الأصول - بقلم مها سالم

الثلاثاء 16/يوليو/2024 - 12:07 م

أحب الأصول، وأقدر ما تعطيه من دلالات على الشرف والقيم والأخلاق الرفيعة، وأراها أساس كل نجاح ورفعة. دون اتباع الأصول تصبح الحياة عشوائية وفوضوية، مثل الذهب المزيف الذي يبهر بريقه، لكنه بلا قيمة حقيقية، وأقتنع أن أغلى ما يميز مصر هو أصولها، سواء كانت مادية أو معنوية، وهي الأهم حضاريًّا، فنحن أبناء دولة جاءت قبل التاريخ، لذلك نحن حقًّا وصدقًا «أولاد أصول»، أصحاب جذور ثابتة وقيم متوارثة وانتماء عميق.

قد نختلف في اللون واللهجة والثقافة، لكننا نتفق في حب الوطن واعتبار ترابه أغلى من كل الثروات. هذه هي الأصول التي أحب أن نُحيِيها ونحتفي بها، لتعود للشخصية المصرية هويتها الحقيقية.

على مر العصور، لم تُغيِّر المصائب والشدائد من معدن المصريين النفيس. قد يخبو وهجه أحيانًا، لكنه يظهر في الأوقات الصعبة، كما ينهض طائر الفينيق من رماده مُحلِّقًا من جديد.

قد نختلف في اللون واللهجة والثقافة، لكننا نتفق في حب الوطن واعتبار ترابه أغلى من كل الثروات. هذه هي الأصول التي أحب أن نُحيِيها ونحتفي بها، لتعود للشخصية المصرية هويتها الحقيقية.

وفي معاجم اللغة العربية، تعني «الأصول» الأساس الذي يُقام عليه الشيء؛ أوَّل الشيء ومادته، كما نستخدم كلمة «أصل» بمعنى «جذر»، كما وردت في القرآن الكريم: «أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ». نستخدمها أيضًا لوصف النسب والحسب، كقول الشاعر: «لَعَمْرُكَ مَا يُغْنِي الْفَتَى طِيبُ أَصْلِهِ»، في إشارة إلى أهمية استمرار العمل وترك الأثر الشخصي لكلٍّ منا، ونُعبِّر عن التقدير بكلمة «الأصيل»، فهو النسخة الأولى المعتمدة؛ المرجع والأساس الذي يُقارَن به ويُعتَد بالاحتكام إليه.

وهكذا «الأصول»؛ قد تكون مادية مثل المباني أو الاستثمارات والممتلكات، أو معنوية مثل القيم الإنسانية.

في مصر، لدينا من «الأصول» ما سجل حضارة وبنى تاريخًا، كالأهرامات والمعابد والقصور التي حُفِرت لتكون أساسًا لأصول مصر، ولدينا عادات وتقاليد ورثناها جيلًا عن جيل، والأصيل دومًا قاطع ومحدد، كقولنا: «ما فعلته أصلًا»، وهذا وعدنا؛ ألا نخرج عن قيمنا المصرية التي نعتز بها وتشكل هويتنا المتميزة.

هكذا سيكون هذا المقال احتفاءً بكل ما يُمثِّل «أصالةً» وبكل شخص «أصيل»، وكل ما هو «أصيل» وفريد نسخة أصلية حتى لو تعددت منه صور طبق «الأصل»، سنبحث عن «أصل» كل موضوع وتطوره ونتيجته.

فكرت كثيرًا في فكرة هذا المقال، وفخورة لخروج كلمات «أولاد الأصول» للنشر ضمن صفحات مجلة «أصول مصر» بدعوة كريمة من صديقتي بدور إبراهيم، التي شهدت معها رحلة تأسيس جذور مجلتها المتخصصة، وأتمنى أن تظل تجني من ثمارها التميز والمكانة المستحقة.

طوال حياتي لا أجد في وصف شخص مهما بلغت مكانته أغلى وأعز من كونه «ابن أصول» أو كونها «بنت أصول»، فأهلًا بكم جميعًا في مساحة مخصصة لكم أنتم «أولاد الأصول».
مدير تحرير جريدة الأهرام