الأحد، 22 ديسمبر 2024 01:13 م
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
مصر

بعد تدمير قطاع غزة

بعد حرب غزة الشرق الأوسط يشتعل.. إسرائيل تقصف اليمن والسعودية تنفي المشاركة

الأحد، 21 يوليو 2024 11:03 ص

تشهد منطقة الشرق الأوسط أحداث ملتهبة، وصراعات سياسية، منذ اعلان الاحتلال الصهيوني الحرب على غزة بعد هجمات 7 أكتوبر 2023 والتي نفذتها حركة حماس على بعض المدن المحتلة في غلاف غزة، فمنذ ذلك التاريخ والمنطقة العربية تشهد حالة من الصراع.

طوفان الأقصى

بدأت بعد هجوم نوعي منسق ومُفاجئ شنته حركة حماس على إسرائيل والذي أسمته بعملية طوفان الأقصى، وذلك بإطلاق ما لا يقل عن 3000 صاروخ من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس باتجاه إسرائيل.

بالموازاة مع اختراق حوالي 2500 مسلح فلسطيني الحاجز بين غزة وإسرائيل بِشَنِّهِم لهجوم عبر السّيارات رُباعيّة الدّفع والدّراجات النّارية والطّائرات الشّراعيّة وغيرها على البلدات المتاخمة للقطاع، والتي تُعرف باسم غلاف غزة، حيث سيطروا على عددٍ من المواقع العسكريّة خاصة في سديروت، ووصلوا أوفاكيم، واقتحموا نتيفوت، وخاضوا اشتباكاتٍ عنيفة في المستوطنات الثلاثة وفي مستوطنات أخرى كما أسروا عددًا من الجنود والمواطنين واقتادوهم لغَزَّة فضلًا عن اغتنامِ مجموعةٍ من الآليّات العسكريّة الإسرائيليَّة. أدى الهجوم إلى مقتل ما لا يقل عن 1400 إسرائيلي بما في ذلك 260 شخصًا في مهرجان رعيم الموسيقي.

الحرب على غزة

ردًا على ذلك، بدأت قوات الاحتلال الصهيوني هجومها باستعادة السيطرة على المستوطنات التي سبق لقوات حماس السيطرة عليها، وشن هجمات انتقامية قبل أن تعلن الحرب رسميًا على حماس في اليوم التالي.

وشن الاحتلال غارات جوية على قطاع غزة، وأعلنت حالة الحرب وشددت حصارها وشنت واحدة من أكثر حملات القصف دموية وتدميرًا في التاريخ الحديث، بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر من الحرب، ارتفع عدد قتلى هذا الهجوم الوحشي إلى أكثر من 37،000 فلسطينيًا غالبيتهم من النساء والأطفال، حيث بلغ عدد الأطفال القتلى أكثر من 15،500 من أطفال غزة، مما أدى إلى إدراج إسرائيل ضمن القائمة السوداء للدول التي تقتل الأطفال.

وبلغ عدد المصابين إلى أكثر من 84،400. بالإضافة إلى أكثر من 10،000 آخرين في عداد المفقودين ومحاصرون تحت الأنقاض. وأفادت الأمم المتحدة أن جميع السكان الفلسطينيين في قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريبًا قد نزحوا داخليًا.

ويشهد قطاع غزة أزمة إنسانية بعد أن قطعت إسرائيل إمدادات الغذاء والمياه والكهرباء والوقود عن غزة، التي كانت بالفعل محاصرة من قبل حكومة إسرائيل التي هددت بقصف اي مساعدات إنسانية تدخل إلى القطاع.

الحرب على اليمن

قصفت طائرات الاحتلال الصهيوني، أمس السبت، أهدافًا عسكرية لجماعة الحوثيين بمنطقة ميناء الحديدة في اليمن، ما أودى بحياة 3 وإصابة 87 على الأقل، بعد سقوط شخص في هجوم تبناه الحوثيون بطائرة مسيرة على تل أبيب، الجمعة، فيما تعهدت الجماعة بـ"رد مؤثر" على الهجوم.

وذكر الجيش الإسرائيلي، في بيان: "شنّت طائرات حربية من طراز F-15 قبل قليل غارات استهدفت أهدافًا لنظام الحوثي في منطقة ميناء الحديدة في اليمن.. جاءت هذه الغارات ردًا على مئات الهجمات ضد إسرائيل طيلة الأشهر الماضية".

وقال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، في مؤتمر صحفي: "طائرات سلاح الجو أغارت على أهداف لنظام الحوثي في ميناء الحديدة في اليمن.. في الدقائق الأخيرة عاد طيارو سلاح الجو إلى أرض الوطن بسلام".

وزعم: "على مدار الأشهر الماضية أطلق الحوثيون نحو 200 تهديد جوي مختلف نحو إسرائيل بتمويل وتوجيه إيراني.. تم اعتراض أو إسقاط معظم التهديدات من قبل التحالف الدولي بقيادة القيادة المركزية الأميركية ومن قبل قوات الجيش الإسرائيلي العاملة جوًّا وبحرًا وبرًّا"، مشيرًا إلى أن الطيارين الإسرائيليين "قصفوا أهدافًا في منطقة ميناء الحديدة على بعد أكثر من 1700 كيلومتر. قمنا باستهداف منطقة الميناء لأنها تعتبر مصدر تموين لنقل وسائل قتالية إيرانية الصنع من إيران إلى اليمن ويعتبر مصدر اقتصادي مهم للحوثيين.. لقد استهدفنا في منطقة الميناء بنى تحتية مزدوجة الاستخدام ومن بينها بنية تحتية في مجال الطاقة".

من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن الميناء الذي هاجمه الجيش الإسرائيلي في اليمن "ليس ميناءً بريئًا بل يستخدم في أغراض عسكرية، ولدخول أسلحة من إيران، مضيفًا أن الغارة، التي وقعت على بعد حوالي 1800 كيلومتر من إسرائيل، هي تذكير "للأعداء بأنه لا يوجد مكان لا يمكن لإسرائيل الوصول إليه".

وقال وزير الدفاع، يوآف جالانت، السبت، إن إسرائيل قصفت الحوثيين في اليمن لتوجيه رسالة معينة بعد أن ألحقوا الضرر بمواطن إسرائيلي، مشيرًا إلى أن "النيران المشتعلة حاليًا في الحديدة يمكن رؤيتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط.. المغزى واضح".

وتابع جالانت: "الحوثيون هاجمونا أكثر من 200 مرة. وفي المرة الأولى التي ألحقوا فيها الأذى بمواطن إسرائيلي، قصفناهم، وسنفعل ذلك في أي مكان إذا اقتضت الضرورة".

وقال وزير الخارجية، يسرائيل كاتس: "وجه طائرات سلاح الجو ضربة قوية لذراع إيران.. سنضرب كل من يؤذينا". وأضاف: "نفذت إسرائيل هجومًا دقيقًا على ميناء الحديدة ردًا على الهجوم الحوثي على تل أبيب، الجمعة، الذي أسفر عن سقوط مدني وإصابة آخرين، على الرغم من أن إسرائيل تصرفت بضبط النفس لفترة طويلة تجاه الهجمات المتكررة من الحوثيين على إسرائيل".

10 طن متفجرات

القناة 13 الإسرائيلية، قالت، إن الهجوم نفذ بواسطة 18 طائرة مقاتلة معظمها من طراز إف-35 وإف-15، مشيرةً إلى أنها أسقطت أكثر من 10 طن متفجرات على أهداف للحوثي في منطقة ميناء الحديدة، مشيرة إلى أن الهجوم تسبب في وقوع أضرار جسيمة للرافعات المستخدمة لتفريغ حمولة حاويات ذخيرة، فضلا عن إتلاف العديد من خزانات النفط.

وأضافت: "ويصل عبر هذا الميناء نحو 80% من الوسائل الحربية التي تنقلها إيران للحوثيين، وبحسب تقديرات في إسرائيل سيستغرق الحوثيون ما بين 6-12 شهرا لاستعادة الميناء والأضرار التي لحقت به".

ونقلت عن مصدر أمني قوله إن "الهجوم الذي وقع في أقل من 48 ساعة هو لأننا جمعنا معلومات لفترة طويلة، وكما ذكرنا كنا ننتظر الفرصة المناسبة فقط". وأضاف: "حتى لو كانت هناك أسابيع من الضربات المتبادلة مع الحوثيين، فهي أفضل كرادع من الضرر الناجم إذا لم نهاجم".

الحوثي يتوعد


وفي سياق آخر، قال العميد يحيي سريع، المتحدث العسكري للجماعة: "سنواصل عملياتنا المساندة لغزة مهما كانت النتائج والتداعيات، ونؤكد ما ورد في بياناتنا السابقة باعتبار منطقة تل أبيب غير آمنة".

وأضاف في تسجيل مصور عبر منصة "إكس": "الجماعة لن تتردد في ضرب أهداف حيوية في إسرائيل، وأعدت العدة لحرب طويلة الأمد، ردًا على إعلان الجيش الإسرائيلي أن طائراته نفذت سلسلة غارات على منشآت عسكرية في ميناء الحديدة".

وأوضح سريع، أن الجيش الإسرائيلي استهدف محطة الكهرباء، والميناء، وخزانات الوقود، وجميعها أهداف مدنية.

وقال كبير المفاوضين والمتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثي، محمد عبد السلام، في بيان عبر منصة "إكس": "عدوان إسرائيلي غاشم على اليمن باستهداف منشآت مدنية، خزانات النفط ومحطة الكهرباء في الحديدة بهدف مضاعفة معاناة الناس، والضغط على اليمن للتوقف عن مساندة غزة... وما نؤكد عليه أن هذا العدوان الغاشم لن يزيد الشعب اليمني وقواته المسلحة الباسلة إلا إصرارًا وثباتًا واستمرارًا".

وذكرت قناة "المسيرة" التابعة لجماعة الحوثيين، أن الغارات الإسرائيلية استهدفت منشآت نفطية في الميناء وتسببت في اندلاع حرائق ضخمة ووفاة 3 وإصابة 87 مصابًا على الأقل.

ونقلت القناة عن وزير النفط والمعادن بحكومة الحوثيين قوله إن "الوضع التمويني مستقر ولدينا مخزون كافي من المشتقات النفطية".

تحذير يمني ونفي سعودي بالمشاركة


وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية العميد تركي المالكي، اليوم الأحد إن المملكة ليس لها أي علاقة أو مشاركة باستهداف ميناء الحديدة اليمني، مضيفًا في بيان نشره حساب الوزارة عبر منصة "إكس": أن "المملكة لن تسمح باختراق أجواءها من أي جهة كانت"

من جانبه قال مصدر بالحكومة اليمنية في بيان نقلته وكالة أنباء "سبأ" إن "إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن أي تداعيات جراء الغارات الجوية، بما في ذلك تعميق الأزمة الإنسانية التي فاقمتها جماعة الحوثي بهجماتها الإرهابية على المنشآت النفطية وخطوط الملاحة الدولية، فضلًا عن تقوية موقف الجماعة المتمردة المدعومة من إيران، وسردياتها الدعائية المضللة".

وجدد المصدر تحذيره للحوثيين من استمرار رهن مصير اليمن وأبناء شعبه والزج بهم في معارك الجماعة «العبثية»، «خدمة لمصالح النظام الإيراني ومشروعه التوسعي في المنطقة».

كما حذر المصدر إيران وإسرئيل من أي محاولة لتحويل الأراضي اليمنية "عبر المليشيات المارقة" إلى ساحة لـ"حروبهما العبثية ومشاريعهما التخريبية" في المنطقة.