تم إنشاء برنامج الإسكان في المملكة في عام 2018 لإصلاح حوكمة سوق الإسكان السكني
السعودية تشهد زيادة في الطلب على المساكن كل عام بنحو 115 ألف وحدة
أظهرت الأبحاث يوم الاثنين أن هناك حاجة إلى أكثر من 115 ألف منزل جديد كل عام حتى عام 2030 لتلبية الطلب من المواطنين السعوديين، بحسب وكالة بلومبرج.
وفقًا للورقة البيضاء الجديدة لشركة الاستشارات العقارية العالمية نايت فرانك، فإن ما يقرب من ثلث هذا الطلب المتزايد مدفوع بهدف الحكومة المتمثل في زيادة معدل ملكية المساكن بنسبة 70 في المائة، نظرًا لأن معدل ملكية المساكن بلغ 63.7 في المائة في نهاية عام 2023.
وقال الورقة إن المحرك الأكبر للطلب المتوقع على الإسكان، حوالي ثلثي الطلب، يرجع إلى تكوين الأسرة، حيث يختار الشباب السعوديون، سواء كانوا عازبين أو متزوجين، الانتقال إلى منازلهم الخاصة.
قال الدكتور كريستوفر باين، الشريك الاقتصادي الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "إن الطلب على الإسكان هو وظيفة السكان الشباب في المملكة العربية السعودية. حوالي 45 في المائة من المواطنين السعوديين تقل أعمارهم عن 20 عامًا و63 في المائة تقل أعمارهم عن 30 عامًا. وعلى مدار السنوات القادمة، سيرغب هؤلاء الشباب السعوديون، بطبيعة الحال، في العيش في منازلهم الخاصة وامتلاكها".
تزايد الطلب على الإسكان
يبلغ تقدير نايت فرانك المتحفظ للطلب على الإسكان بين عامي 2024 و2030 حوالي 825000 وحدة. اعتبارًا من نهاية عام 2023، أفادت وزارة الشؤون البلدية والقروية أن هناك 883562 متقدمًا لبرنامجها السكني، والذي يركز على منح السعوديين إمكانية الوصول إلى ملكية المساكن، والوسائل المالية، لشراء مساكنهم الخاصة.
تم إنشاء برنامج الإسكان في المملكة في عام 2018 لإصلاح حوكمة سوق الإسكان السكني وتقديمه وتوفيره ماليًا. ومن المبادرات الرئيسية للبرنامج برنامج سكني. ومنذ إنشائها، تم توقيع أكثر من 800 ألف عقد، منها 415 ألف عقد لمنازل جاهزة، و201 ألف عقد لمشاريع البناء الذاتي، و90 ألف عقد لمنتجات على الخارطة، و94 ألف عقد لمنتجات أرض وزارة الإسكان.
وكان أحد المؤشرات الرئيسية لنجاح برنامج الإسكان ومبادراته العديدة هو النمو المذهل للتمويل العقاري، والذي توسع من 121.9 مليار ريال سعودي في نهاية عام 2016 إلى 662.4 مليار ريال سعودي في نهاية الربع الثاني من عام 2024، بزيادة تزيد عن خمسة أضعاف في أقل من 8 سنوات.
ومن ناحية الطلب، استخدمت وزارة الإسكان منصات الخدمة عبر الإنترنت لتبسيط وتسريع طلبات الإسكان من قبل المواطنين السعوديين. وفي الوقت نفسه، من ناحية العرض، قدم برنامج "إتمام" للصناعة مركز خدمة عبر الإنترنت متكامل الخدمات للحصول على الموافقات والتصاريح اللازمة للتطوير.
كما تناولت شركة الإسكان الوطنية جانب العرض، حيث أعلنت بالفعل عن تطورات ضمن مخططاتها الرئيسية المجتمعية الجديدة والتي تضم حوالي 200 ألف وحدة سكنية. ومن المتوقع أن يصل هذا الإجمالي إلى 300 ألف وحدة بحلول نهاية عام 2025.
تتتبع شركة نايت فرانك حاليًا 1.04 مليون منزل جديد قيد الإنشاء أو مخطط له ومن المقرر تسليمه بحلول عام 2030.
وقال عمار حسين، الشريك المساعد للأبحاث في المملكة العربية السعودية: "بالنسبة للمطورين، سواء المحليين أو الدوليين، فإن حجم سوق الإسكان في المملكة العربية السعودية يمثل فرصة مغرية للمساعدة في تحقيق رؤية الحكومة في ما يمكن القول إنه سوق العقارات العالمية الجديدة الأكثر إثارة".
وقالت وكالة ستاندرد آند بورز العالمية للتصنيف الائتماني إن سوق العقارات السكنية المزدهرة في المملكة العربية السعودية تعكس أساسيات النمو القوية والسكان الشباب إلى حد كبير الذين يزيد عددهم عن 35 مليون شخص.
وقالت سابنا جاغتياني، محللة الائتمان في ستاندرد آند بورز جلوبال للتصنيف الائتماني: "نعتقد أن المؤشرات الاقتصادية ونمو السكان في المملكة العربية السعودية ستظل قوية، وأن تكوين الأسر الجديدة وانخفاض أسعار الفائدة سيدعم الطلب على الرهن العقاري السكني".
وأضافت: "نتوقع أن يظل الطلب على العقارات السكنية مرتفعًا، وخاصة في الرياض وجدة، وذلك بفضل النمو السكاني القوي بنسبة 3.3 في المائة في المتوسط خلال الفترة 2024-2027، مدفوعًا بالهجرة المحلية وجزئيًا بتدفقات المغتربين".