ترامب يضع المسمار الأخير في نعش الاقتصاد العالمي
محيي الدين: النظام الاقتصادي العالمي ينهار.. والدول الصاعدة أمام فرصة تاريخية

أكد الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية، أن التغيرات السياسية التي طرأت على قواعد التجارة العالمية وثقة الأسواق في الدولار، أدت إلى وجود تحولات جذرية في النظام الاقتصادي العالمي واصفًا بأنها "المسمار الأخير في نعشه".
وأضاف أن هذه التغيرات ليست مجرد تقلبات سياسية أو اقتصادية مؤقتة، بل هي إعادة تشكيل شاملة للنظام الدولي، بدأ منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008 وتعمق بعد فترة حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أطلق العنان لإجراءات حمائية وزيادات جمركية قلبت موازين التعاون الدولي.
مكانة الدولار
ترامب يضع المسمار الأخير في نعش الاقتصاد العالمي
أوضح محيي الدين أن تراجع مكانة الدولار يرتبط بعاملين أساسيين:
الأول: استخدام الدولار كسلاح في العقوبات الدولية، خصوصًا عبر نظام "SWIFT"، مما أضعف حياديته كمحور للتبادل المالي.
الثاني: تراجع الثقة في الاقتصاد الأمريكي، بسبب تقلب السياسات والشكوك حول استقرار الأسواق الأمريكية على المدى الطويل.
وأضاف أن ما نعيشه الآن يمكن تسميته رسميًا بـ"حرب تجارية عالمية"، في ظل انهيار قواعد منظمة التجارة العالمية وزيادة القيود إلى أكثر من 3400 قيد على حركة التجارة بين الدول.
الدول الصاعدة
وبالرغم من هذه التحديات، أكد محيي الدين وجود فرصة كبيرة للدول الصاعدة، خاصة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، لإعادة تموضعها ضمن النظام الجديد، خاصة باستثمارها في تنويع اقتصادها، والتحول الرقمي السريع، وأيضًا تعزيز التعاون الإقليمي والمرونة الاقتصادية.
وأشار إلى القمة المرتقبة بين دول جنوب شرق آسيا، والصين، ودول مجلس التعاون الخليجي، معتبرًا أن أهمية هذه المبادرات الإقليمية أصبحت مضاعفة في ضوء الأوضاع الراهنة.
وأكد محيي الدين أن ما يحدد مستقبل الاقتصاد العالمي ليس فقط القوة، بل الثقة والاستقرار والقدرة على التكيف السريع مع المتغيرات.