بالصور.. تفاصيل زيارة ماكرون لمصر خلال يومي الأحد والإثنين

في توقيت بالغ الأهمية إقليميًا ودوليًا، جاءت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر لتؤكد على عمق العلاقات الإستراتيجية بين القاهرة وباريس، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مجالات الاقتصاد والدفاع والتعليم.

شهدت الزيارة سلسلة من اللقاءات والفعاليات التي عكست توافق الرؤى بين البلدين تجاه قضايا إقليمية كبرى، في مقدمتها الأزمة في غزة، فضلًا عن دفع مسارات التنمية المشتركة وتعزيز الاستثمارات الفرنسية في السوق المصرية.

وترصد "أصول مصر" فيما يلي تفاصيل زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر خلال يومين:

استهل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارته لمصر، عبر فيديو قام بنشره على صفحته الرسمية على موقع "إكس" يظهر طائرات الرافال المصرية وهي تصاحب الطائرة الرئاسية، وكتب قائلاً: "وصلنا إلى مصر برفقة طائرات رافال المصرية، فخورون بهذا لأنه يعد رمزا قويا للتعاون الاستراتيجي بيننا".

وتستغرق زيارة الرئيس الفرنسي لمصر 3 أيام، حيث تعتبر هذه الزيارة هي الرابعة في تاريخ زياراته إلى مصر، مما يؤكد العلاقة الخاصة التي تربط بين الرئيسين الفرنسي والمصري وبلديهما.

يوم الأحد:

وبدأ الرئيس الفرنسي زيارته الرسمية لمصر بجولة داخل المتحف المصري الكبير، حيث شاهد القطع الأثرية وتفقد قاعات العرض الرئيسية.

وبعد ذلك أصطحبه الرئيس عبد الفتاح السيسي في جولة بخان الخليلي بالقاهرة، حيث صافح الرئيس السيسي عددًا من المواطنين المصريين أثناء سيره في شوارع القاهرة، والتقط الصور التذكارية معهم، كما أدَّى الرئيس الفرنسي التحية للمصريين ورفع يده بابتسامة على وجهه، وصافح عددًا من المصريين.

ثم تناولوا العشاء في أحد مطاعم منطقة خان الخليلي في القاهرة.

وتوجه الرئيس الفرنسي بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي والشعب المصري على الاستقبال الحار، مؤكدًا في تغريدة له على موقع "إكس": "شكرًا لهذه الحماسة، وهذه الأعلام، وهذه الطاقة التي تليق بخان الخليلي. تحية نابضة للصداقة التي تجمع بين مصر وفرنسا".

يوم الاثنين:

وفي اليوم الثاني استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية وسط مراسم استقبال رسمية، حيث تم عزف النشيد الوطني للبلدين.

وشهد الرئيسان توقيع اتفاقيات بقيمة مئات الملايين من اليوروهات.

كما شهدا على توقيع الإعلان المشترك لترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.

ووجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الشكر للرئيس السيسي والدولة المصرية على حفاوة الاستقبال لدى وصوله إلى القاهرة، وقال: "أشكر السيسي شكراً حارًا على استضافته لنا وعلى السخاء في هذا البلد، ويسعدني أن أكون بجانبكم في مصر هذا البلد العظيم والشريك لفرنسا".

وأضاف: "مصر هي شريك استراتيجي لنا ويسعدني أن أرى أن هذه العلاقة الوثيقة قد تجسدت اليوم في التوقيع على اتفاق للشراكة الاستراتيجية، ومن جهتي سوف أستمر في العمل لتعزيز هذه الشراكة".

وتابع ماكرون: "أود أن أعيد التأكيد على حرص فرنسا على استقرار مصر وخاصة في ظروف إقليمية متدهورة، وبينما هناك تحديات يواجهها الاقتصاد المصري، فرنسا ستستمر في دعم حوار مصر مع صندوق النقد الدولي والمفوضية الأوروبية من أجل تقديم المساعدة للاقتصاد الكلي وتسهيل تنفيذ الإصلاحات الضرورية".

وأشار إلى أن هناك إرادة ثابتة في المساهمة في التنمية ورخاء مصر والشعب المصري، وقال: "فرنسا تقف دائمًا إلى جوار مصر لدعم أجندة 2030 للتنمية من خلال استثمارات الشركات الفرنسية والمساعدة الثنائية الأوروبية والمتعددة الأطراف".

وأكمل ماكرون: "فرنسا هي المستثمر الأوروبي الأول خارج قطاع المحروقات في مصر، وهناك استثمارات بأكثر من 7 مليارات يورو، وأكثر من 50 ألف وظيفة خلقتها الشركات الفرنسية".

وتطرق ماكرون إلى عدة مشروعات مشتركة، منها مشروع مترو القاهرة الذي بدأ منذ عام 1984، وقال: "نحن ملتزمون إلى جانب مصر في بناء مترو القاهرة، حيث استمر الالتزام عن طريق تحديث القطارات للخط الأول، والتمويل وصل إلى 770 مليون يورو بقروض ميسرة".

 كما أكد ماكرون على مشروع بناء الخط السادس الذي يشكل أولوية للبلدين.

وأعرب ماكرون عن إعجابه بالمستوى المتقدم لقطاع النقل في مصر، مشيدًا بأعمال التحديث والتطوير التي شهدتها البنية التحتية ووسائل النقل، مؤكداً حرص فرنسا على المشاركة في مشاريع التطوير المستقبلية، وذلك خلال زيارته لمحطة عدلي منصور المركزية التبادلية لوسائل النقل الجماعي.

القضية الفلسطينية

فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد الرئيس الفرنسي توافق مصر وفرنسا على إدانة استئناف الهجمات الإسرائيلية على غزة، وقال: "ندعو إلى وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين". وأضاف: "يجب استئناف المفاوضات بشأن غزة دون تأخير.. ونثمن الجهود المصرية لدعم تهدئة الأوضاع في القطاع".

منتدى الأعمال المصري الفرنسي:

وحضر الرئيسان منتدى رجال الأعمال المصري الفرنسي، حيث تم عرض فيلم تسجيلي عن علاقات مصر وفرنسا. 

وقال ماكرون خلال المنتدى: "فرنسا كما تعرفون تحب مصر، وتثق بمصر، ونحن أول مستثمر خارج قطاع المحروقات في مصر بأكثر من 7 مليارات يورو من الاستثمارات الخاصة". وأضاف: "بالنسبة لنا الاستثمار في مصر هو استثمار في بلد مستقر، ونحن نثق في إمكانيات النظام المصري في إيجاد فرص عمل وليس كسوق فقط".

وأشار ماكرون إلى أن الاتجاه نحو الاستقلالية أمر مهم، وأن مصر وفرنسا يمثلان "بابًا للدخول إلى المناطق التي نتمنى إليها". كما أكد أن مصر تعد "قوة كبرى جيوسياسية وعسكرية وديموغرافية، مما يعكس قدراتها للتنمية".

ملتقى الجامعات المصرية الفرنسية

كما قام الرئيس الفرنسي بزيارة جامعة القاهرة، حيث شارك في فعاليات المؤتمر الفرنسي المصري للتعاون العلمي والجامعي. 

وأكد ماكرون أن مصر هي الأولى في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في مجال الطاقة، مشيرًا إلى أن فرنسا فخورة بشراكتها مع مصر في العديد من المجالات.

كما أشاد ماكرون بالتعاون الجامعي بين البلدين، وأكد زيادة عدد الطلاب المصريين الذين التحقوا بالدراسة في فرنسا، مشيرًا إلى أن فرنسا ستواصل دعم قطاع التعليم في مصر وتعزيز التعاون في مجالات البحث العلمي.

وأضاف ماكرون: "من خلال التعليم، نعمل معًا لتعزيز القيم الثقافية والإنسانية بين فرنسا ومصر". 

ولفت إلى أن مصر تعتبر نموذجًا للتنوع الثقافي والديني في المنطقة، حيث تضم الكنائس والمعابد اليهودية والمساجد، مما يعكس عمق تاريخها وقيمها في التعايش والتسامح بين مختلف الثقافات والأديان.

القمة الثلاثية

وأجرى قادة مصر وفرنسا والأردن مكالمة هاتفية مشتركة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث ناقشوا سبل ضمان وقف إطلاق النار بشكل عاجل في قطاع غزة، مؤكدين على ضرورة استئناف الوصول الكامل للمساعدات الإنسانية وإطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين.

 كما شددوا على أهمية تحقيق السلام في أوكرانيا بما يتماشى مع القانون الدولي.

وغرد ماكرون على موقع إكس قائلاً: "مصر وفرنسا والأردن يدًا بيد لنقول معًا إن صوت السلام هو الخيار الوحيد الممكن".