الأربعاء، 23 أبريل 2025 02:00 ص
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
فنون و منوعات

نصيحة مصيرية غيرت مجرى حياتها...تعرف على «ميليندا جيتس» اغنى نساء أميركا

الثلاثاء، 22 أبريل 2025 11:11 م
ميليندا فرينش جيتس
ميليندا فرينش جيتس

تلقّت ميليندا فرينش جيتس، واحدة من أغنى نساء أمريكا وأكثرهن تأثيرًا، نصيحة مصيرية غيّرت مجرى حياتها بالكامل. فبينما كانت على وشك قبول عرض عمل من شركة IBM العملاقة في بداياتها المهنية، جاءت المفاجأة من مديرة التوظيف التي نصحتها برفض العرض، وتوجّهها بدلًا من ذلك إلى شركة ناشئة صغيرة تُدعى “مايكروسوفت” في سياتل.

لم تكن “مايكروسوفت” حينها اسمًا معروفًا، في حين كانت IBM في قمة مجدها، وهو ما جعل القرار مليئًا بالمخاطر والشكوك. لكن ميليندا، التي لم تكن تعرف أحدًا في الساحل الغربي حيث مقر الشركة، اختارت المغامرة، استنادًا إلى حدسها وتشجيع المديرة التي رأت فيها إمكانيات كبرى تستحق تجربة جديدة.

وتتذكر ميليندا تلك اللحظة بوضوح، قائلة: “صُدمت من نصيحتها، لكنها قالت لي: إذا حصلتِ على عرض من مايكروسوفت، فخُذيه.”

رحلة الصعود داخل مايكروسوفت

قررت ميليندا الانضمام إلى مايكروسوفت، وهناك تدرّجت سريعًا في المناصب حتى أصبحت المديرة العامة لمنتجات المعلومات، وساهمت في تطوير أدوات ومنتجات بارزة مثل Microsoft Publisher وEncarta وMicrosoft Bob. وعلى مدار تسع سنوات، كان لها دور محوري في بناء إمبراطورية مايكروسوفت، وأسهمت في تحويل الشركة إلى واحدة من عمالقة التكنولوجيا في العالم.

المخاطرة تصنع الفارق

تنظر ميليندا اليوم إلى هذا القرار كأهم نقطة تحوّل في حياتها المهنية، مشيرة إلى أن المخاطرة ضرورية لتحقيق التقدّم، لا سيما للنساء في بيئات يغلب عليها الطابع الذكوري. وتقول: “يمكنكِ تغيير مساركِ المهني. يمكنكِ الانتقال. ليس هناك طريق واحد فقط للنجاح، حتى لو كانت لديكِ خطط مسبقة.”

وتؤمن ميليندا بأن المرونة والقدرة على التكيّف هي مفاتيح النجاح، وتحث النساء على عدم الخوف من المجهول، وخوض تجارب جديدة حتى وإن بدت محفوفة بالمخاطر.

من مايكروسوفت إلى أكبر مؤسسة خيرية

وُلدت ميليندا في 15 أغسطس 1964 في دالاس، تكساس، ودرست علوم الحاسوب والاقتصاد قبل أن تحصل على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ديوك. التقت ببيل جيتس خلال عملها في مايكروسوفت، وتزوجا عام 1994، وأنجبا ثلاثة أبناء.

وفي عام 2000، أسسا معًا “مؤسسة بيل وميليندا جيتس”، التي أصبحت واحدة من أكبر المؤسسات الخيرية في العالم، تركز على الصحة والتعليم ومكافحة الفقر حول العالم.

وبعد انفصالهما في 2021، أعلنت ميليندا في عام 2024 استقالتها من المؤسسة، مع حصولها على منحة قدرها 12.5 مليار دولار لتمويل مشروعاتها الخيرية الخاصة، وخاصة تلك التي تدعم النساء والعائلات.

رائدة في العمل الاجتماعي والسياسي

أسست ميليندا في 2015 مؤسسة Pivotal Ventures، وهي منظمة تهدف إلى تسريع التقدم الاجتماعي في الولايات المتحدة، وقد خصصت مؤخرًا مليار دولار لدعم قضايا المرأة. كما شاركت في دعم حملة كامالا هاريس الرئاسية عام 2024، وتُعرف بمواقفها السياسية المنحازة لقضايا العدالة والمساواة.

وقد حصلت ميليندا على عدة جوائز عالمية، أبرزها وسام الحرية الرئاسي، تقديرًا لإسهاماتها الكبيرة في العمل الخيري والدفاع عن حقوق النساء.

وتبلغ ثروة ميليندا فرينش جيتس اليوم نحو 15.2 مليار دولار، وتُعدّ نموذجًا لامرأة غيّرت مصيرها بقرار واحد، واعتمدت على حدسها أكثر من السيرة الذاتية، لتصنع أثرًا يتجاوز حدود المال والتكنولوجيا.