أثرياء كوريا الجنوبية ينتهزون فرصة انهيار البورصات لتوريث أبنائهم

أدى انهيار الأسواق إلى تكبد أصحاب أكبر الثروات في العالم خسائر كبيرة لكن الأسر الغنية في كوريا الجنوبية كان لها رأي آخر حيث أقبلت على شراء الأسهم وزيادة حصص الملكية في الشركات.

ربما يكون السبب وراء لجوء الأثرياء في كوريا الجنوبية إلى هذا الخيار هو الرغبة في الهروب من سداد ضريبة باهظة على التوريث، حسب تقرير لوكالة بلومبرج.

وقال بارك جي-جن رئيس شركة سيو سكور البحثية في سيول:" الوضع الحالي يمنحهم فرصة جيدة لأنه يتيح لهم إنفاق أموالا أقل نظير الهيمنة بشكل أكبر على الشركات."

وأقبل يوسين تشانج ابن ووريث رئيس مجلس إدارة شركة هيونداي موتور جروب تشانج مونج-كو على سداد 41.1 مليار دولار وون (بما يعادل 33.9 مليون دولار) الأسبوع الجاري نظير الحصول على حصة بنسبة 0.32% في شركة هيونداي موبس القابضة.

لم يكن يوسين يمتلك أية أسهم في الشركة التي هبطت أسهمها بنسبة 34% العام الجاري.

واشتري يوسين كذلك حصة بنسبة 0.3% في شركة هيونداي موتور نظير 40.6 مليار وون. وأدت الصفقة إلى زيادة حصة يوسين إلى 2.6% بعد أيام قليلة من تعيينه رئيسا لمجلس إدارة الشركة.

وقال جوون سنج المحلل لدى شركة ميرتز سيكيورتيز للأوراق المالية أن الصفقة ربما تكون " مفيدة له لدورها في تعزيز عمليات إعادة هيكلة المجموعة الجارية على قدم وساق. شراء حصص في شركة هيونداي موبيز سيساعد يوسين على السيطرة على شركة هيونداي موتور بغض النظر عن موعد وطريقة إستكمال عمليات إعادة الهيكلة."

وقال المتحدث باسم شركة هيونداي في رسالة عبر البريد الإلكتروني أن الصفقة تكشف عن اضطلاع يوسين بدوره كمدير تنفيذي للشركة في ظل تصاعد انعدام اليقين في البورصات العالمية والأسواق المالية.

لا تعد كوريا الجنوبية هي المكان الوحيد الذي يشهد استغلال جائحة فيروس كورونا من قبل الأثرياء لتوريث أبنائهم ومنحهم حصص ملكية أكبر في شركاتهم، حسب بلومبرج.

وفي ظل تراجع أسعار الفائدة وانهيار أسعار الأسهم يقبل أغنياء الولايات المتحدة على تفادي سداد ضرائب على العقارات والتوريث عن طريق إقراض الأصول إلى أبنائهم ومنحهم وضعية تتيح لهم الاستفادة من أية تعافي قادم.

وأقبل كذلك أفراد الشركات العائلية في كوريا الجنوبية على شراء أسهم في الشركات التي يمتلكونها. وقام تشانج يو-كيانج بشراء 50 ألف سهم في شركة شينسجا العملاقة لتجارة التجزئة نظير 13.7 مليار وون لترتفع حصته في الشركة إلى 10.3%. وهبطت أسهم الشركة خلال العام الجاري بنسبة 22%.

تعد شركة هيونداي موتور ثاني أكبر شركة عائلية في كوريا الجنوبية بعد سامسونج. ومن المهم توريث يوسين البالغ من العمر 49 عاما وتمكينه من الاستحواذ على حصص والده، حسب تقرير بلومبرج.

ويرجع السبب إلى أن الأخ الأكبر في عائلة تشانج يمتلك حصص في شركة هيونداي موتور وهيونداي موبيز بنسب 5.3 و 7.1% على التوالي. وتصل قيمة ممتلكات الأخ الأكبر في الوحدات المدرجة في البورصة التابعة للمجموعة إلى 2.2 مليار دولار. وتصل قيمة الضريبة المقررة حال التوريث إلى 60%.

وتتزايد أهمية زيادة حصص أفراد العائلة في شركات المجموعة في الوقت الراهن أكثر من أي وقت سابق بعد أن قامت هيونداي بإلغاء خطة اصلاحية بقيمة 8.8 مليار دولار كانت تستهدف فتح الطريق أمام استكمال توريث الابن يوسين. وذلك بعد ضغوط مارسها الملياردير بول سنجر رئيس شركة اليوت مانجمنت لإدارة الأصول.

ويرى بارك سانجن الأستاذ في جامعة سيول الوطنية أن التقلبات السوقية تؤدي عادة إلى تعزيز الطلب على الأصول الأكثر أمانا مثل الكاش. لكن الأمر مختلف فيما يتعلق بالأسر الغنية.

وتابع:" لا تقتصر صفقات مجموعة هيونداي على تلبية هدف المستثمرين المعتاد المتمثل في تعظيم الأرباح حيث أن الهدف من شراء الأسهم هذه المرة هو مساعدة أفراد الشركة العائلية على زيادة الهيمنة واستكمال التوريث بشكل سلس."