الإثنين، 04 نوفمبر 2024 08:08 م
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
اقتصاد

برنامج الإصلاح الاقتصادى يصمد أمام كورونا.. ملف كامل

الأحد، 26 أبريل 2020 09:39 م
الملف الكامل لبرنامج الإصلاح الاقتصادى يصمد أمام كورونا
الملف الكامل لبرنامج الإصلاح الاقتصادى يصمد أمام كورونا

«مع بعض هنعدى»، كلمة كبيرة ومعناها عميق للغاية، دعوة للعمل الجماعى، وأن الجميع فى مركب واحدة يجب أن تنجو بالتكاتف والتلاحم والعمل، تلك كانت رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية للشعب المصرى، أثناء تفقده لتجهيزات ومعدات القوات المسلحة لمواجهة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19».

يعلم الرئيس السيسى جيدًا أن الشعب المصرى يثق فيه، منذ الوهلة الأولى لظهوره منتصرًا لإرادة الشعب فى 30 يونيو، وصدقه الشديد فى خطاباته، وكشفه عن حجم التحديات وضرورة المواجهة والعبور منها، وهو ما حدث.

الإصلاح الاقتصادى رغم صعوبته فى البداية، إلا أن المصريين عبروا مراحله الصعبة، ومع الأزمة الأولى ورغم شدتها وقسوتها، إلا أن ما فعله الإصلاح أتى بثماره، وصارت مصر اليوم قادرة على عبور الأزمة اقتصاديًا بشكل كامل.

وجه الرئيس السيسى، العديد من الرسائل للشعب المصرى، كاشفًا عن استراتيجية الدولة لمجابهة فيروس كورونا وتداعياته على الاقتصاد المصرى، مؤكدًا قدرة مصر بالتعاون مع مواطنيها على تجاوز هذا التحدى الجديد.

إسقاط الضريبة العقارية على المنشآت الفندقية والسياحية لـ 6 أشهر

وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، باستمرار العمل بالمشروعات المختلفة ذات الصلة بالنشاط السياحي، وإسقاط الضريبة العقارية على المنشآت الفندقية والسياحية لمدة 6 أشهر، وإرجاء سداد جميع المستحقات على المنشآت السياحية والفندقية لمدة 3 أشهر دون غرامات أو فوائد تأخير، بناءً على ما تم التوافق عليه بين وزارتى السياحة والآثار والمالية، كما كلف الرئيس البنك المركزى بدراسة تقديم تمويل من البنوك للمنشآت السياحية والفندقية، بحيث يخصص لتمويل العملية التشغيلية بهدف الاحتفاظ بالعمالة، على أن يكون بفائدة مخفضة.

وطالب السيسى فى ذات السياق برفع كفاءة البنية التحتية للمنشآت السياحية، بحيث تكون جاهزة على أكمل وجه لاستقبال الزائرين من المصريين والسائحين فور انحسار أزمة كورونا.

مساندة قطاع الطيران المدني

كما وجه الرئيس السيسي، بتوفير قرض مساند لقطاع الطيران المدنى بفترة سماح تمتد لعامين، ودراسة تحمل وزارة المالية بعض الأعباء على قطاع الطيران المدنى لمساندته فى التعامل مع تداعيات الظروف الراهنة، بالإضافة إلى سداد 30% من مستحقات المصدرين لدى صندوق دعم الصادرات بما لا يقل عن 5 ملايين جنيه لكل مصدر، وذلك قبل نهاية العام المالى الجاري.

وتبنى الرئيس السيسى حزمة إجراءات لمساندة الشركات والمنشآت بالقطاعات المتضررة، بتقسيط الالتزامات الضريبية على تلك الشركات والمنشآت على 3 أقساط تنتهى فى 30 يونيو من العام الجاري. وتأجيل سداد وتقسيط الضريبة العقارية على تلك الشركات والمنشآت لمدة 3 أشهر، مع عدم احتساب أى غرامات أو فوائد تأخير على المبالغ المؤجلة أو المقسطة خلال تلك الفترة.

العمالة غير المنتظمة

كما وجه الرئيس بتخصيص منحة للعمالة غير المنتظمة المتضررة من تداعيات أزمة كورونا مقدارها 500 جنيه شهرياً لمدة 3 أشهر، فضلاً عن بدء صندوق الطوارئ بوزارة القوى العاملة فورًا فى اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان صرف مرتبات العمالة المنتظمة المتضررة، موضحًا أن قرار صرف المنحة مازال فى طور التقنين، وذلك ليس تقصيرًا من الدولة ولكن؛ لأن المستهدف من هذه المنحة يقدر بالملايين، وفى ذات الوقت تستهدف الدولة إيصال المنحة للمستحق دون أن يكون هناك حشد فى أماكن الصرف مثل البنوك ومكاتب البريد تطبيقاً للتوصيات الصحية بعدم التجمعات الكثيفة.

الإسراع فى تنفيذ المخططات العمرانية

وأكد الرئيس السيسي، أن الدولة تسعى جاهدة لاستمرار العمل فى المشروعات وزيادتها، ويتضمن ذلك الإسراع فى بناء 250 ألف وحدة إسكان اجتماعى زائدة عن المخططات العمرانية التى كانت تستهدفها الدولة؛ سعيًا لتوفيير احتياجات محدودى الدخل من الإسكان المناسب وتوفير لهم بيئة حياة جيدة، مشيرًا إلى الانتهاء من بناء 100 ألف وحدة إسكان بديل لسكان المناطق غير الآمنة، وبافتراض أن تكلفة الوحدة تصل إلى 200 ألف جنيه فإن الـ 100 ألف وحدة تتكلف 20 مليار جنيه بخلاف تكلفة الأرض والمرافق بما يجعل التكلفة الإجمالية لـ 100 ألف وحدة 40 مليار جنيه. وحذر السيسى من اتجاه بعض الأفراد نحو البناء المخالف دون تراخيص، متصورين أن الدولة غافلة عنهم لانشغالها فى إجراءات وقف انتشار الفيروس، موضحًا أن الدولة تعالج حاليًا ملفات العشوائيات التى تكونت بمرور السنين، ولن تسمح بتجدد هذه المشكلات، مشددًا على أنه أعطى تعليمات صارمة للتعامل مع هذه المخالفات سواء فى الأراضى أو البناء غير المرخص.

تقسيط ضريبة الإقرارات الضريبية

وجه الرئيس بحزمة إجراءات لمساندة الشركات والمنشآت بالقطاعات المتضررة، بتقسيط ضريبة الإقرارات الضريبية على تلك الشركات والمنشآت على 3 أقساط تنتهى فى 30 يونيو من العام الجاري، وكذا تأجيل سداد وتقسيط الضريبة العقارية على تلك الشركات والمنشآت لمدة 3 أشهر، مع عدم احتساب أى غرامات أو فوائد تأخير على المبالغ المؤجلة أو المقسطة خلال تلك الفترة.

ووجه الرئيس بتقسيط الرسوم المستحقة نظير تقديم الخدمات الإدارية للشركات والمنشآت بالقطاعات المتضررة لمدة 3 أشهر بدون فوائد، فضلاً عن تأجيل سداد اشتراكات التنمية الاجتماعية على تلك الشركات والمنشآت لمدة 3 أشهر بدون احتساب أى مبالغ إضافية أو غرامات تأخير.

قادرون على عبور الأزمة

وشدد السيسى أن مصر قادرة على عبور أزمة كورونا كما عبرت ثلاث تحديات كبيرة سابقًا، وهى ثورة 30 يوينو ومحاربة الإرهاب والإصلاحات الاقتصادية، مضيفًا: «كنا دايما مع بعض فى مواجهة التحديات، بفكر نفسى وبفكركم بـ30 يونيو، مكانتش ممكن تنجح إلا وكلنا مع بعض، وعبرناها بفضل الله سبحانه وتعالى، وإن شاء الله هانعبر، بتعاوننا كلنا مع بعض، هذا التحدى وننجح فى مواجهته، وتنجو مصر وشعبها».

وأضاف أنّه حريص على عدم إثارة الفزع لدى الناس أو إخافتهم، مؤكدا أنّه وجّه الحكومة بذلك أيضًا، قائلاً: «كنا حريصين إننا منخوفش الناس، ولما اتكلمت فى يوم المرأة اللى فات كنت حريص إنى مخوفكمش، الإعلام العالمى وتناوله للموضوع فى كل المحطات تقريبًا مفيش غير الموضوع ده، وبالتالى تأثيره عميق على الناس، فحاولت مكونش عامل إضافي، ولكن ده مش معناه إننا كمصريين ما ننتبهش أكتر، ومنخدش حذرنا أكتر، ونبذل جهدا أكبر فى مواجهة الفيروس».

بعض الأفراد غير ملتزمين بالإجراءات الصحية

وأعرب الرئيس السيسي، عن استيائه من سلوك بعض المواطنين؛ مؤكدًا أنه يتجول فى الشوارع بشكل غير المتعارف عليه، ولاحظ عدم التزام بعض الأشخاص بالإجراءات الطبية والضمانات الصحية لعدم انتشار الفيروس، قائلًا: «لما بنزل مش بحس من إجراءات الناس إنها مخلية بالها، بشوف ميكروباص والناس قاعدة فيه، ومحدش حاطط الكمامات، ده مهم، يا ترى المواقف بيتم تطهيرها، لكن اتطمنت على السكة الحديد والمترو، وأتمنى إن كل مؤسسات الدولة يبقى فيها تعقيم وتطهير، وده دور الدولة والجيش، وإذا كنا عاوزين منوقفش حال مصر لازم نبذل هذا المجهود»، ووجّه الشكر والتقدير لرجال القوات المسلحة وأجهزة الدولة على الجهد المبذول فى مواجهة الأزمة التى تواجهها مصر.

مستعدون لتوزيع الكمامات بنصف التكلفة أو مجانًا

طالب الرئيس السيسى بمزيد من الانضباط فى تطبيق الإجراءات الوقائية، مؤكدًا: «لو ارتفاع سعر الكمامات سبب عدم التزام البعض، هنوزع الكمامات بسعر التكلفة أو بدون تكلفة نهائيًا»، مشيرًا إلى أنه حرص على الظهور بالكمامة لتوجيه رسالة للجميع بخطورة الموقف، قائلًا: «لحد دلوقتى ربنا مساعدنا، لكن ده مش كفاية على جهدنا، لازم نخلى بالنا أكتر، والحزم هو إجراءات بنعملها مع بعضنا، لأن المعمول ده معمول عشان بلدنا وصحتها، مش خوف من الموت أو الاستعداد له، لأن حرص المواطن هينعكس على مستقبل البلد ومستقبل شبابها وأحفادها، وفيما يخص الأقنعة، من فضلكم نوسع حجم التوزيع حتى لو كان بببلاش ومن غير تكلفة، أدوا للناس عشان اللى داخل السكة الحديد يبقى معاه ماسك يحطه لحمايته، طلعوا ده كله للناس كده».

لا مساس بمرتبات الجهاز الحكومي.. وعلى القطاع الخاص عدم خفض المرتبات

أكد الرئيس السيسى أنّ الدولة لن تقترب بأى شكل من الأشكال من رواتب الجهاز الإدارى الحكومي، موجهًا بالاستمرار فى خفض أعداد العاملين مع إمكانية إراحة كل كبار السن، منبهًا على القطاع الخاص بذلك الأمر دون المساس بالمرتبات، موضحا أنّ الدولة لم تطالب أحدا بتخفيض قيمة المرتبات بنسب متفاوتة، مشيرًا إلى أن القطاع الخاص «مسؤول معانا وإحنا هنساعده، وكل الكلام اللى تم خلال الفترة اللى فاتت وحتى الآن ممكن نزود عشان نساعده ونخفف عنه ما أمكن فى ظل الظروف اللى موجودين فيها».

حلول لتسيير العمل

أكد الرئيس السيسي، أن وزارة الداخلية وقوات الأمن المدنية قادرة تمامًا وبمفردها على تطبيق حظر التجوال بقوة وكفاءة تامة، خاصة فى ظل التعاون المتوقع من الشعب والمواطنين، موضحًا أنه كانت هناك بعض المطالبات بنزول الجيش للمساعدة فى تطبيق الحظر إلا أنه رفض لأن وزارة الداخلية قادرة على ذلك.

وشدد السيسى أنه ليس مع تعطيل عمل الدولة ووقف الحياة بشكل كامل، خاصة وأن ذلك له آثار سلبية شديدة للغاية ولكن يمكن دراسة بعض الحلول لتسيير العمل وفق ضوابط مشددة ووعى وثقافة الأفراد للخروج من الأزمة، مطمئنًا طلاب المراحل الدراسية المختلفة والجامعات، قائلاً: «بالنسبة للجامعات والمدارس إوعوا تفتكروا إن الدولة مش حريصة على مستقبل أبنائها، أومال إحنا قاعدين بنعمل إيه، إحنا متلزمين تجاه كل أب وأم، متقلقوش خالص، مستعدين ناخد أى إجراء بس مش هنضيع ولادنا أبدًا».

وطمأن الرئيس الشعب بتوافر السلع الغذائية بأسعار جيدة، مؤكدًا أنه يعقد اجتماعات دورية ومستمرة مع أجهزة الدولة المختلفة لضمان توافر السلع الاستراتيجية، وأن مصر تمتلك مخزوناً استراتيجياً يغطى احتياجات مصر بأكلمها لمدة 3 أشهر، وهذه المخزون لم يقل عن الثلاثة أشهر منذ توليه مسؤلية البلاد.

وأضاف الرئيس: «الأمور ماشية خايفين من إيه؟ وفى أبريل هيبدأ حصاد القمح، ونص الإنتاج من إجمالى 9 ملايين طن بيوردوه للدولة، ونفس الكلام بالنسبة للأرز، متخفوش من حاجة ومحدش أبدًا يهز ثقتكم أو يفزعكم، إحنا واخدين بالنا كويس، ولو الأمر محتاج تعاقدات أكبر هنعملها».

وعن الاستعداد الصحى لمصر للتعامل مع تطورات فيروس كورونا المستجد، أكد السيسى أن مصر قادرة تمامًا على التعامل مع الأزمة بمختلف تطوراتها، كاشفًا فى عن امتلاك القوات المسلحة 6 مستشفيات جديدة تحتوى على أجهزة تنفس صناعي، وأنها جاهزة للتشغيل، غير مستشفيات وزارة الصحة.

كما أوضح الرئيس السيسى أن تقديم يد العون للدول الشقيقة والصديقة يهدف للتضامن مع ما تتعرض له هذه الدول، قائلاً: «لما نقدم يد العون لدول شقيقة وصديقة فالهدف منها إن إحنا نؤكد تضامن مصر مع شدة البأس اللى بتعانى منه هذه الدول، والعالم كله بيعانى لكن فيه بعض الدول بتعانى بقسوة والدعم هنا بيبقى مهم حتى لو كان الدعم رمزي».

احتياطات إضافية لمواجهة تطورات الأزمة

وأضاف الرئيس أن مصر خلال السنوات الستة الماضية شهدت جهداً كبيراً فى توفير احتياطات بجميع المجالات وليس مجال الصحة والقوات المسلحة فقط، وقال: «مسبناش قطاع من القطاعات غير لما اتدخلنا وبذلنا فيه جهد عشان نطور القطاع ونخليه يصل بالمستوى اللى بنتمناه لبلدنا مصر»، مشيراً إلى أنه بطبيعته يحرص على وضع بعض الاحتياطات الجانبية تحسباً لأى أزمة غير متوقعة، وأكد أن الاحتياطات لن تمس إلا بعض العرض عليه أولاً.