الأحد، 22 ديسمبر 2024 10:53 م
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
مقالات

سياحة المؤتمرات والمعارض مستقبل الساحل الشمالى

الأربعاء، 12 أغسطس 2020 10:56 م

يخطئ من يظن أن مشكلة إشغال الساحل الشمالي خلال أشهر الصيف الثلاثة فقط وليس على مدار العام هي ظاهرة مصرية خاصة بها، بل على العكس من ذلك، فقد مرَّت معظم سواحل البحر الأبيض المتوسط منذ أكثر من خمسين عامًا بتلك المشكلة، وكان ذلك هو الشاغل الأكبر لها، وحتى الآن تعاني سواحل اليونان وقبرص وفرنسا وإسبانيا من المشكلة نفسها باستثناء المدن الكبرى.

وهناك تجربة جديرة بالدراسة لنجاحها في خلق إشغال على مدار العام، بل ونجحت في أن يكون دخلها السياحي في أشهر الشتاء أعلى بكثير من أشهر الصيف، وهي تجربة مدينة «كان» على الساحل الفرنسي.

بدأت التجربة مع انعقاد أولى دورات مهرجان «كان» السينمائي في عام 1946 في شهر مايو بعيدًا عن أشهر الصيف، وبدأ الرواج السياحي يزداد عامًا بعد عام، وبدأ التفكير في قدرة المهرجانات والمؤتمرات والمعارض على خلق إشغال عالٍ خلال أيام انعقادها حتى قررت الحكومة الفرنسية في نهاية السبعينيات إنشاء قصر المهرجانات ليكون متخصصًا في إقامة مثل تلك الفعاليات على شاطئ البحر، وبالفعل تم افتتاحه عام 1982 لتبدأ مدينة «كان» تاريخًا جديدًا لها، وتزداد الفعاليات كل عام بدءًا من شهر أكتوبر وحتى شهر مايو، لتستقبل تلك الفترة سنويًّا أكثر من ثلاثين فعالية ما بين معارض ومؤتمرات ومهرجانات، يأتي على رأسها مهرجان «كان» السينمائي و»ميبيم» العقاري وغيرهما.

وبعد أن كانت مدينة «كان» تعاني من الوحشة والركود في أشهر الشتاء أصبحت معدلات إشغال الفنادق -ليس في «كان» فقط ولكن على طول الساحل حتى مدينة «نيس»- أعلى من مثيلاتها في أشهر الصيف، وبمعدلات أسعار مرتفعة.

هذا بالإضافة إلى الرواج الكبير للعقارات، حيث يستثمر كثير من المؤسسات والأفراد في شراء العقارات بغرض تأجيرها خلال أيام الفعاليات بعائد كبير.

أعتقد أن تجربة «كان» جديرة بالدراسة، ويمكن أن تصبح مدينة العلمين الجديدة في بضعة أعوام مركزًا للفعاليات المختلفة على مدار العام.

ولتحقيق هذا الهدف نحتاج إلى سرعة إقامة مركز عالمي للمؤتمرات والمعارض، والتعاقد مع كبرى الشركات العالمية في هذا المجال لجذب فعاليات متنوعة وتنظيمها، خاصة في أشهر الشتاء، مما يحقق للدولة وللأفراد العديد من المكاسب، وعلى رأسها:

1 - تنشيط سياحة المؤتمرات في الساحل الشمالي ومركزه العلمين.

2 - زيادة الدخل من العملة الصعبة.

3 - خلق العديد من فرص العمل في المنطقة طوال العام مما يؤدي إلى انتقال العديد من الأسر للإقامة الدائمة هناك.

4 - الاستفادة من الثروة العقارية الراكدة خلال أشهر الشتاء من خلال تأجيرها خلال أيام الفعاليات.

5 - تشجيع المستثمرين على الاستثمار في إنشاء الفنادق المختلفة، حيث سيضمنون إشغالًا عاليًا على مدار العام وليس كما يحدث الآن من إشغال موسمي.

تجربة «كان» جديرة بالدراسة، ويمكن أن تصبح مدينة العلمين الجديدة في بضعة أعوام مركزًا للفعاليات المختلفة على مدار العام

رئيس المجلس التصديري للعقارات