الأحد، 22 ديسمبر 2024 03:49 ص
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
مقالات

نصر أكتوبر والإصلاح الاقتصادي.. إرادة سياسية ورغبة شعب

الجمعة، 02 أكتوبر 2020 09:27 م

منذ أكثر من 10 سنوات بدأ مصطلحا مخطط «القاهرة 2050» و» مصر 2052» يترددان على الآذان، وذلك عندما ظهرا لأول مرة على لسان رئيس الهيئة العامة للتخطيط العمراني وقتها الدكتور مصطفى مدبولي. وقوبل المخطط الذي أُطلق عليه وقتها «حلم مدبولي» بموجة من الانتقادات وأنه مجرد طموحات يصعب تحقيقها، وما عزز من قوة هذه الانتقادات وكان السبب الرئيسي فيها هو عدم وجود إرادة سياسية قوية وقتها لتبني هذا المخطط.

ومع تولِّي الرئيس عبد الفتاح السيسي دفة البلاد، ومع إيمانه بقيمة العلم والأخذ به في تعظيم موارد الدولة وتحسين وضع المواطن، عاد «حلم مدبولي» إلى النور مرة أخرى، وتم إدخال تعديلات على المخطط ليتواكب مع العصر ومتطلبات المواطن المصري، وهو المشروع الذي عكف على إعداده نخبة من أساتذة التخطيط العمراني والمهندسين الاستشاريين والخبراء، مما أنتج في النهاية مخططًا رصينًا يخدم بحق الفرد المصري وينهض بالدولة واقتصادها.

كما وُجدت الإرادة الشعبية القوية التي تدعم كل الإجراءات والقرارات التي تتخذها الدولة، فلا ننسى نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي عجزت حكومات سابقة عن الاقتراب منه رغم أن كل المؤشرات كانت تؤكد حاجة الاقتصاد الماسة إلى تلك الإجراءات، ولولا إيمان المواطنين بقيادتهم لما كانت لتُحقَّق النتائج الإيجابية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي.

ومن هنا يمكن الربط بين الوضع خلال حرب أكتوبر 1973 والوضع الحالي، فلولا الإرادة الشعبية خلال حرب أكتوبر ودعمها والالتفاف حول جيشها لما تحقق هذا الإنجاز الذي سُطر بأحرف من نور في تاريخ مصر، وهو الأمر الذي دفع أعداء الوطن إلى التركيز في حروبها الخفية التي تستهدف دائمًا إرادة المواطن المصري وعزيمته.

والآن تشهد مصر بفضل دعم الشعب ووعيه واستعادته روح أكتوبر التي دائمًا ما تبهر العالم- طفرة عمرانية غير مسبوقة ومعدلات نمو اقتصادي متزايدة، فبالعودة للحديث عن مخطط «مصر 2052» سنجد الكثير منه قد تحقق على أرض الواقع. ونتيجة لحجم الدعم الهائل الذي يوليه الرئيس السيسي لعمليات التنمية والتطوير، وحرصه على الارتقاء بالدولة والمواطنين على حد سواء، فإن المخطط الذي كان يستهدف مدبولي إنهاءه في «مصر 2052» سيتم الانتهاء منه بحلول عام 2027 حسب تصريحات رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، أي في نصف المدة تقريبًا.

وهنا يجب على كل المستثمرين أن يدركوا حجم الإنجاز الذي يتم في مصر، وأن يبدؤوا من الآن في ترتيب أوراقهم والاستعداد للتعامل مع الطفرات العمرانية التي تحققها الدولة، فالإيقاع السريع الذي يسير به الرئيس والحكومة يجب أن يقابله مستثمر مستعد وجاهز للمشاركة في عملية التنمية، وإلا فلن يجد له مكانًا.

وخلال الافتتاحات الأخيرة للرئيس السيسي وجَّه رسائل خاصة إلى القطاع الخاص تؤكد الدعم الكامل ووجود العديد من المشروعات والاستثمارات التي ترغب الحكومة في تنفيذها، وذلك بالتعاون مع القطاع الخاص.

وعلى المستثمرين الوطنيين المشاركة في خطة الدولة التنموية والعمل نحو دفع الاقتصاد المصري، ولدينا مجموعة من النماذج المشرِّفة لرجال الأعمال الوطنيين الذين عملوا على مدار السنوات الماضية لصالح رفعة شأن الاقتصاد المصري وتوفير فرص عمل لملايين المواطنين، فلا ننسى رائد الصناعة الوطنية الراحل محمد فريد خميس الذي عكست جنازته تقدير معظم فئات الشعب وحبها له والإسهامات الكبرى التي قام بها في مجال الاقتصاد.