الأحد، 22 ديسمبر 2024 12:52 م
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
مقالات

جيل جديد من المطورين

الثلاثاء، 10 نوفمبر 2020 12:24 م

لا شك أن الدولة اتخذت على مدار السنوات الأخيرة إجراءات داعمة للاستثمارات ومحفزة للشركات الصغرى والمتوسطة، تأكيدًا لرغبتها في خلق أجيال جديدة من الشركات في مختلف القطاعات ولتشجيع الجميع على العمل وبدء نشاط استثماري يحقق إفادة للدولة والمواطنين على حد سواء.

وقامت وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية باتخاذ إجراءات عديدة لتحفيز شركات الاستثمار العقاري وإزالة العقبات التي واجهتها في السنوات الماضية، ولعل أبرز المشكلات التي قامت الوزارة بتوفير عدة آليات لحلها هي الأراضي (المادة الخام الأساسية للنشاط العقاري)، حيث انتهجت وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية استراتيجية عالجت سلبيات الماضي، فأصبحت الآن تطرح الأراضي بصورة شهرية وليست سنوية كما كان يحدث في السابق، فلم يعد هناك تعطش بالصورة التي عانيناها لسنوات وأسهمت في تضاعف أسعار الأراضي وفقًا لتأثير عامل الندرة والطلب المتراكم .

كما نوَّعت هيئة المجتمعات العمرانية آليات الطرح لتتلاءم مع شريحة كبرى من الشركات، لتتيح «التخصيص الفوري» الذي يمكِّن المستثمر من التقدم على قطعة الأرض التي تتوافق مع طموحه وأولوياته في الاستثمار، وكذلك آلية «الشراكة» التي تمثل صورة جديدة للتعاون بين الوزارة والمطوِّرين .

ورغم رؤيتي أن آلية التخصيص الفوري واحدة من أهم الآليات التي اتبعتها الهيئة في طروحات الأراضي وعالجت العديد من السلبيات التي عانت منها السوق فإنني أرى أهمية إعادة النظر في تطبيق نظام التزايد على الدفعة المقدمة الذي يعيد عمليات السمسرة والمضاربة من جديد .

فوفقًا للتخصيص الفوري يلتزم المتقدم للحصول على أرض بدفع مقدم 25% من ثمن الأرض، وذلك في حال عدم وجود منافسين أمامه، أما إذا وُجدوا فيتم التزايد على من يسدد أعلى دفعة مقدم، وهو الأمر الذي يحد من قدرة الشركات الصغرى والمتوسطة على المنافسة لصعوبة قيامها بدفع أعلى نسبة من ثمن الأرض كمقدم مع الالتزام بالجدول الزمني لتنمية الأرض، كما يتيح ذلك إمكانية دخول السماسرة، فمن الممكن أن يؤسس مجموعة من السماسرة شركة ويحصلوا على الأراضي ثم يقوموا بإعادة بيعها بفارق سعر .

فيجب -من وجهة نظري- تحفيز الشركات المتوسطة التي ترغب في التوسع وتحديد نسبة ثابتة للمقدم الخاص بالأراضي، على أن يتم تقييم الرؤية الفنية للشركات المتقدمة، ففتح المجال لشركات جديدة للدخول إلى السوق سيفيد القطاع ككل من حيث إدخال أفكار جديدة وتنويع المنتج العقاري ودفع التنافسية بين الجميع للخروج بمنتجات مميزة تمثل إضافة للسوق .

فالوقت الحالي، مع الطفرة العظيمة التي تشهدها الدولة في مجال التشييد والبناء، فيه فرصة كبرى لاكتشاف كوادر جديدة من المطوِّرين العقاريين.

رئيس مجلس إدارة شركة أدفا للتطوير العقارى