أثرياء العقارات يعوضون خسائرهم بالقطاع بالاستثمار في التكنولوجيا 

بنى الشقيقان إيان وريتشارد ليفنجستون امبراطورية عقارية تقدر قيمتها بمليارات الدولارات تمتد من دور السينما في لندن والفنادق في فلوريدا والمنتجعات في الكاريبي.

وعلى الرغم من أن جائحة كوفيد-19 قد ألحقت أضرارا بأملاكهما العقارية لكن حظوظهما من الإثراء لم تتبدد بسبب المراهنة طويلة الأجل على المقامرات عبر الإنترنت، حسب تقرير لوكالة بلومبرج.

استثمر الشقيقان في شركة إيفولوشن جيمنج جروب للقمار منذ فترة طويلة تصل إلى أكثر من 15 عاما، مما دفع الأخيرة لإدراج واحدا منهما – ريتشارد – ضمن المؤسسين في نشرة الاكتتاب.

وصعدت أسهم الشركة التي تتخذ من استوكهولم مقرا لها والتي تعد واحدة من أكبر منصات الكازينوهات على الانترنت في العالم بأكثر من 200 % منذ مطلع عام 2020 عندما تسببت الإغلاقات المرتبطة بجائحة كوفيد-19 في تسريع نمو المراهنات عبر الإنترنت.

وتقدر مكاسب الشقيقان من شركة إيفولوشن جيمنج بأكثر من 3 مليار دولار مما أدى إلى رفع قيمة ثروتهما إلى 7.2 مليار دولار، حسب مؤشر بلومبرج للمليارديرات.

وحقق الشقيقان عوائد لا تقل عن 5,000% من الشركة التي تتوسع في الولايات المتحدة وسط اتجاه المزيد من الولايات لتقنين المراهنات عبر الإنترنت.

وقال بوبي كونسول فيرما أحد مؤسسي شركات التكنولوجيا المالية :" اشتهر الأخوان ليفنجستون دائما بمهارة تشغيل فائقة في مجال العقارات لكن رغبتهما في التنويع بعيدا عن العقارات أثبتت نجاعة هذا التصرف وقدرته على مضاعفة الأرباح. تسببت الجائحة في دفع الكثير من الأثرياء إلى إدراك خطورة الامتناع عن تنويع محافظهم."

مسيرة الشقيقان ليفنجستون نحو الإثراء

الشقيقان إيان وريتشارد اللذان تتراوح أعمارهما بين 58 و 58 عاما شق طريقهما نحو الثروة بإنشاء شركة لندن& ريجنال بروبرتيزخلال تسعينات القرن الماضي وممارسة نشاط الاستحواذ على الأصول التي انخفضت قيمتها بفعل موجة انهيار ضربت الأسعار في ذلك الوقت. وأسس طبيب العيون إيان شركة للنظارات الطبية في لندن في الوقت ذاته، ثم باعها لاحقا لمجموعة لاكسيتكا.

وقالت ناتلي زوجة إيان في حديث لمجلة جويش كرونكل :" هو لم يرث النجاح بل صنعه بنفسه."

ولم يستفد الشقيقين لفينجستون وحدهما من ميزة تنويع محافظهم، بل استفاد أيضا الكثير من كبار الأثرياء في العالم ممن حرصوا على الاستثمار في التكنولوجيا.

وتشمل النماذج الأخرى لهؤلاء الأثرياء، الملياردير لي كا-شنج أغنى رجل في هونج كونج الذي كون ثروته بفضل الاستثمار في التصنيع والعقارات، لكنه استثمر أيضا في شركة زووم فيديو كميونكشين.

الملياردير المصري محمد منصور

وقام الملياردير المصري محمد منصور بضخ الأرباح التي تحصل عليها من نشاط عائلته الأساسي في تصدير الأقطان في شركات تكنولوجيا مثل Airbnb وتويتر وسنوفليكس.

وقال منصور في حوار نشر حديثا: " أنت في حاجة للاستثمار في القطاع الصحيح. أنت تحتاج لاتخاذ قرارات حكيمة بشأن الشركات الجيدة والكبيرة التي تحافظ على نفسها وتصمد في وجه موجات الركود أو انعدام الاستقرار."

وحقق الشقيقان ليفنجستون توزيعات أرباح بقيمة 700 مليون جنيه استرليني من شركة لندن&ريجنال بروبرتيز، حسب بيانات جمعتها وكالة بلومبرج.

وتكشف أحدث نتائج مالية لأعمالهما إلى توخيهما الحذر بشأن سحب السيولة من أعمالهما العقارية التي تضررت بفعل الجائحة.

وحذرت شركات تابعة لشركة لندن& ريجنال بروبريتز من انعدام اليقين وتقرر إغلاق الكثير من أملاك الشركة مثل فندق هارد روك في لندن وفندق ريتا سويت في لاس فيجاس أو اكتفت بتقديم خدمات محدودة في اعقاب تزايد إصابات كوفيد-19.

وعلى الرغم من أن الجهود التي يتم بذلها على صعيد توزيع اللقاحات تسهم في إنعاش آمال ملاك المكاتب والعقارات، لكنه ليس من الواضح الميعاد الذي ستبدأ عنده بعض الحكومات في السماح للعمال والمستهلكين بالتحرك بحرية مجددا، كما يصعب تحديدتداعيات الجائحة على الطلب طويل الأجل على العقارات التجارية.

وقال محلل بلومبرج جيفري لانجبوم:" إذا اعتقدت بأن الشركات ستسمح لموظفيها بالعودة مجددا إلى المكاتب عندما تصبح هذه الخطوة مأمونة الجانب، فهذا يكفل نجاة العقارات من المصير الأسوأ للجائحة."

كانت شركة إيفلوشن جيمنج بمثابة المصدر الرئيسي للسيولة المتاحة للأخوين ليفنجستون خلال الجائحة. وباع ريتشارد أسهما في الشركة العام الماضي بأكثر من 500 مليون دولار.

ومنذ ذلك الحين، برزت شركة لندن&ريجنال كشاري محتمل لفنادق تكساس في اوستن ودالاس نظير 150 مليون دولار وسط سعيها لتدعيم وجودها في الولايات المتحدة.

وفي نوفمبر الماضي، وقعت شركة إيفلوشن جيمنج اتفاقا بهدف الشراكة مع شركة سيزر انترتنمنت بهدف عرض ألعاب القمار في بث مباشر في بنسلفانيا ونيوجيرسي بعد أن أعلنت في وقت مبكر الشراكة مع مشروع للمراهنة عبر الانترنت التابع لشركة واين ريزورتس.

ومن المتوقع أن يتوسع سوق القمار الأمريكي بأكثر من 15% سنويا حتى عام 2025، حسب شركة ريسرتش اند ماركتس دوت كوم.

وقال مارتن ارنيل محلل الأسهم لدى شركة دي.إن.بي ماركتس :" يتجه سوق القمار لممارسة نشاطه الرئيسي عبر الإنترنت... هذا هو التخصص الصحيح في الوقت الراهن في نطاق أعمال القمار على مستوى العالم."