الولايات المتحدة.. انضمام متأخّر لنداء مكافحة التطرّف عبر الإنترنت
من المنتظر أن تنضم الولايات المتحدة إلى حركة دولية لمكافحة التطرّف على الإنترنت، بعد أكثر من عامين على رفض الرئيس دونالد ترامب المشاركة فيها.
وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، إن واشنطن ستنضم إلى نداء كرايست تشيرش، للتحرك ضد الإرهاب والتطرّف العنيف على الإنترنت، وهو التزام دولي لحكومات وشركاء في مجال التكنولوجيا للعمل معاً، من أجل مكافحة المحتويات الإرهابية والمتطرفة العنيفة على الإنترنت.
وأعلن البيت الأبيض أنه يواصل الدفاع عن حرية التعبير، وقالت المتحدثة في بيانها: «الولايات المتحدة ترحب ببنود نداء كرايست تشيرش، التي تشير إلى أهمية احترام حقوق الإنسان ودولة القانون، خصوصاً حماية حرية التعبير».
وأضافت: «بانضمامها إلى نداء كرايست تشيرش، لن تتخذ الولايات المتحدة تدابير تنتهك حرية التعبير، وإنشاء جمعيات المحمية بموجب التعديل الأول للدستور الأمريكي، ولن تنتهك التطلعات المعقولة المتعلقة بخصوصية الأفراد».
وأُطلق «نداء كرايست تشيرش» بعد مجزرة أسفرت عن سقوط 51 قتيلاً في مسجدين في هذه المدينة الواقعة في جنوب نيوزيلندا، وبثّ منفذها بشكل مباشر على الإنترنت مشاهدها، التي انتشرت على نطاق واسع.
ويهدف النداء إلى منع نشر المشاهد والمضامين، التي تنتجها التنظيمات الإرهابية أثناء هجمات وأفضى خصوصاً إلى إصلاح منتدى الإنترنت العالمي لمكافحة الإرهاب، الذي أسسته في البدء «فيسبوك» و«مايكروسوفت» و«تويتر» و«يوتيوب»، وبات وسيلة تبادل بين الحكومات والجهات الفاعلة على الإنترنت، للحد من نشر المضامين الإرهابية.
وأشارت جين ساكي إلى أنّ مكافحة استخدام الإرهابيين والمتطرفين العنيفين للإنترنت من أجل تجنيد أشخاص آخرين هي أولوية كبرى بالنسبة للولايات المتحدة، مشيرة إلى أن الانضمام إلى تحالف الحكومات والشركات التي دعمت نداء كرايست تشيرش يعزز الحاجة إلى التحرك الجماعي.
وفي 2019، برّرت الولايات المتحدة قرارها عدم الانضمام إلى النداء، الذي أطلقته رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أردرن، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، برغبتها في حماية حرية التعبير، مؤكدة أنها تدعم أهداف هذه المبادرة.
ورحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالإعلان الأمريكي، وقال في مؤتمر صحافي أثناء القمة الأوروبية في بورتو البرتغالية: «بعد عامين تقريباً، قررت الولايات المتحدة الانضمام إلينا وأنا أرحب بذلك».
وأوضح أنّ هذه المبادرة باتت تضم 52 دولة، والمفوضية الأوروبية وعشر شركات ومنصات كبيرة للإنترنت العالمي، وعشرات من منظمات المجتمع المدني، ومن المقرّر أن تعقد قمة افتراضية في 14 مايو، بمشاركة واشنطن.