26 مليار درهم إنفاق الإمارات المتوقع على التعليم الإلكتروني 2023
توقع كيفين هولاند، الرئيس التنفيذي لشركة «إنفست نورثرن آيرلند»، أن توسع دولة الإمارات من نطاق إنفاقها على مبادرات التعليم الإلكتروني بنسبة 60% ليصل إلى 7.1 مليارات دولار (26 مليار درهم) بحلول 2023، بزيادة كبيرة بالمقارنة مع القيمة المسجلة في 2017 التي تم استثمارها في قطاع الشركات الناشئة العاملة في مجال تكنولوجيا التعليم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأضاف هولاند ، أن الاعتماد واسع النطاق على التعلم عبر الإنترنت والزيادة الكبيرة في الطلب على الحلول الرقمية خلال الجائحة قد ساهما في تسريع وتيرة استيعاب الحلول الإلكترونية، موضحاً أنه بناءً على تقارير صادرة عن شركة فالوسترات للاستشارات في الشرق الأوسط، يُتوقع أن تصل قيمة السوق العالمية لتكنولوجيا التعليم إلى 40 مليار دولار بحلول 2022.
جهود الحكومة
وأوضح أنه بحسب البيانات الصادرة عن ألبن كابيتال، ومقرّها دبي، يُتوقع أن يصل إجمالي عدد الطلاب في دول مجلس التعاون الخليجي إلى 14.5 مليون طالب في عام 2021، مشيراً إلى إن تنامي عدد الطلاب، وجهود الحكومات الرامية إلى تنمية اقتصاد قائم على المعرفة، يوفر للشركات العاملة في مجال تكنولوجيا التعليم فرصة كبيرة للنمو على نطاق واسع وعلى الأمد البعيد في المنطقة.
وقال هولاند إن الجائحة تركت أثراً كبيراً على 91% من الطلاب في مختلف أنحاء العالم وفقاً للبيانات الصادرة عن منظمة اليونيسكو، الأمر الذي أدى إلى إحداث خلل غير مسبوق في قطاع التعليم على الصعيد العالمي. وقد كانت المدارس والجامعات في كثير من الأحيان من بين أول الأماكن التي تم إغلاقها في العديد من البلدان، مما تسبب بتعطيل حياة ملايين الطلاب.
وأشار إلى أن تأثير الجائحة طال النظم التعليمية في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى إغلاق المدارس والجامعات بشكل مؤقت على نطاق واسع، حيث لم يعد ثمة خيار آخر سوى الاعتماد على المنصات الرقمية والتحوّل السريع إلى ممارسات التعلّم عن بُعد. وقد أدى ذلك إلى إحداث تغير هائل في نمط التعليم والتعلّم عما اعتدنا عليه في السابق.
ومع ذلك، فقد أتاح هذا التغيير العديد من الفرص في قطاع التعليم كما ساهم في تعزيز الابتكار لإيجاد حلول فعّالة للتحديات التي رافقت الجائحة، وبالتالي يبرز الدور الواضح للتكنولوجيا في تحويل المشهد الحالي للتعليم نحو اتجاهات أكثر ابتكاراً.
تقنيات تعليمية
وذكر أنه من الضروري بالنسبة للمؤسسات والمرافق التعليمية حول العالم أن تقوم بتحديث تقنياتها التعليمية لتتلاءم مع احتياجات أجيال الطلاب القادمة، وأن تقوم بتزويدهم بالمهارات الرقمية والبراعة التكنولوجية اللازمة لسوق العمل في المستقبل، مما سيساهم في تعزيز قيمة وكفاءة البيانات والتحليلات والتكنولوجيا.
وتابع: «قبل انتشار الجائحة، أدركت الحكومات في دولة الإمارات ومنطقة الخليج أهمية التعلم الإلكتروني والخدمات الرقمية لزيادة فرص الحصول على التعليم وتنويع تنمية المهارات لجيل المستقبل. ولتعزيز عملية التعلم التقليدية، تعكف هذه الحكومات بالفعل على إدماج الحلول الرقمية والتكنولوجيا في المناهج الدراسية القائمة».
تعلم رقمي
وأشار إلى إن الاعتماد المبكر على تكنولوجيات التعلم في الشرق الأوسط أتاح للمنطقة ميزة أساسية تتمثل في قدرتها على التحول بسرعة وفعالية لمواجهة التحديات التي فرضتها جائحة كورونا والبيئة الجديدة التي أوجدتها.
مشيراً إلى أن الإغلاق أدى إلى تحول كامل إلى التعلم الرقمي كشرط مسبق حاسم لاستمرار خدمات التعليم. وقد أدت إجراءات الإغلاق إلى التحول الكامل نحو التعلم الرقمي كشرط أساسي لضمان استمرارية العملية التعليمية.
وتابع هولاند قائلاً: «في حين أن العديد من الدول لا تزال تواجه آثار الجائحة والضغوط الناتجة عن تداعيات العمل عن بُعد، فقد أثبت الشرق الأوسط قدرة منفتحة على التكيف والابتكار ما ساهم في تسهيل انتشار الخدمات التعليمية التي تقودها التكنولوجيا في المنطقة بسرعة وسلاسة فاقت إلى حد بعيد قدرات الدول المجاورة».
تحول إيجابي
وقال الرئيس التنفيذي لشركة «إنفست نورثرن آيرلند»، شهدنا في السنوات الأخيرة ازدهار قطاع تكنولوجيا التعليم في الشرق الأوسط، عن طريق زيادة الاستثمار في هذا القطاع لتزويد الشركات الناشئة بما تحتاج إليه من رأسمال ضروري لتحقيق النمو والنجاح.
وأفاد بأن الابتكار في نظام التعليم في الشرق الأوسط لا يزال في مراحله المبكرة وهو بعيد كل البعد عن الانتهاء. وهذا دليل على الدور الكبير الذي يلعبه قطاع تكنولوجيا التعليم في المنطقة.
وتابع: «من المتوقع أن نمط التعليم لن يعود إلى ما كان عليه في المدارس والجامعات قبل بدء الجائحة، بل من المرجح أن يشهد تحولاً إيجابياً نحو الأفضل. وطالما استمرت الحكومات والقطاعات في الانفتاح على الشراكات والابتكارات في مجال تكنولوجيا التعليم، فمن الممكن أن نتطلع إلى أنظمة تعليمية أوسع وأكثر ثراءً وتطوراً وشمولاً».
واستدرك قائلاً: «لقد شهدنا على التحوّل الذي تم تحقيقه في قطاع الخدمات المالية وقطاع التجزئة على مستوى العالم بفضل التكنولوجيا، وإن الفرصة متاحة في مجال التعليم».