الجمعة، 22 نوفمبر 2024 01:58 م
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
مصر

مستقبل مصر.. خطوة لتحقيق طفرة في الإنتاج الزراعي بتكنولوجيا مبتكرة وأيادٍ مصرية

الإثنين، 14 يونيو 2021 09:14 ص

يعد مشروع «مستقبل مصر» أحد أهم المشروعات الكبرى التي تنفذها الدولة المصرية لتنمية المنتجات الزراعية وسد الفجوة الغذائية وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وكذلك لتوظيف الآلاف من الأيادي العاملة.

بدأ العمل بمشروع «مستقبل مصر» في أكتوبر 2017 بعد أن وجه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بتنفيذ المشروع بدعم كامل من الدولة لما يمثله من أهمية قصوى لمصر، فهو بمثابة حلم سينقل مصر إلى عالم التنمية بشكل أسرع، وكان يهدف إلى استصلاح 200 ألف فدان، وتمت إضافة 100 ألف فدان أخرى ليصل إجمالي المساحة المستصلحة إلى 350 ألف فدان، وتم الانتهاء من زراعة 100 ألف فدان منها.

الدولة تسير بخطوات سريعة نحو التنمية الشاملة.. ولا نعلن عن مشروع إلا بعد قطع مشوار طويل فيه

الرئيس يوجه الشركات بزيادة حجم استثماراتها.. ويستفسر عن التحديات لحلها

موقع المشروع

ويقع مشروع «مستقبل مصر» في نطاق المشروع العملاق «الدلتا الجديدة» على امتداد محور (روض الفرج – الضبعة) الجديد، وذلك بالقرب من مطاري سفنكس وبرج العرب وميناءي الدخيلة والإسكندرية، مما يساعد على سهولة توصيل مستلزمات الإنتاج والمنتجات النهائية ويجعل المشروع مقصدًا زراعيًّا جاذبًا للمستثمرين، حيث يهدف إلى تنمية منطقة الساحل الشمالي الغربي من خلال إنشاء مجتمعات زراعية وعمرانية جديدة تتسم بنظم إدارية سليمة، فضلًا عن إقامة مجمعات صناعية تقوم على الإنتاج الزراعي المكتمل الأركان، وتتم جميع المراحل من زراعة المحاصيل وحصادها بأحدث الآليات ثم الفرز والتعبئة والتصنيع، ويوفر مشروع «مستقبل مصر» مئات الآلاف من فرص العمل الجديدة.

وبدأت بشائر «مستقبل مصر» في زيادة المنتجات الزراعية الاستراتيجية خلال 2020، وهو ما أسهم بشكل كبير في توفير احتياجات المواطنين من الخضراوات والفواكه وعدم حدوث أي زيادات سعرية خلال العام الماضي على الرغم من تأثير جائحة كورونا التي ساهمت في رفع أسعار السلع في جميع دول العالم، واستطاعت مصر تقليل ما يتم استيراده من الخضراوات والفواكه من الخارج بما ساهم في صمود الاقتصاد المصري ومواجهة سلبيات جائحة كورونا.

والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي -رئيس الجمهورية- عددًا من رؤساء الشركات الزراعية المتخصصة المشتركة في مشروع «مستقبل مصر» للإنتاج الزراعي بالصحراء الغربية، وقام بالاطلاع على تطورات الموقف التنفيذي والاقتراحات المختلفة لتطوير الإنتاج.

وتفقد الرئيس السيسي المشروع بمناسبة بدء موسم الحصاد للمحاصيل الزراعية المختلفة الذي يتم وفق أحدث الوسائل الزراعية التكنولوجية الحديثة.

توجيهات الرئيس للقطاع الخاص

دعا الرئيس السيسي الشركات إلى زيادة استثماراتها في المشروع، موجهًا بتذليل أي عقبات قد تطرأ في هذا الصدد، وذلك من خلال تعزيز التنسيق والتعاون بين مختلف جهات الاختصاص لتوفير عناصر الجدارة التنفيذية وزيادة الإنتاج الزراعي لمشروع «مستقبل مصر» بالنظر إلى رقعته الجغرافية الشاسعة.

واستفسر الرئيس السيسي من المستثمرين المساهمين في المشروع عن سير العمل، حيث إنه يقوم بزيارة المشروع بنفسه للوقوف على أي عقبات لتذليلها، مشددًا على اهتمامه بنجاح المستثمرين الكامل وتحقيق أفضل إنتاجية بأقل تكلفة ممكنة وبترشيد استهلاك المياه من خلال وسائل الري الحديثة.

وشدد على اهتمام الدولة بكل احتياجات المستثمرين وتوفير البنية الأساسية اللازمة من مياه وكهرباء وطرق ومحاور وغيرها من خدمات.

المشروع سيضيف إلى الرقعة الزراعية 200 ألف فدان جديدة بنهاية العام ومثلها في 2022

وأشار الرئيس إلى أن الدولة في أواخر العام الحالي ستكون قد نجحت في إضافة 200 ألف فدان جديدة للرقعة الزراعية، ومثلها العام القادم، موضحًا أن تكلفة الفدان الواحد ليكون صالحًا للزراعة تصل إلى 200 ألف جنيه.

تكلفة الفدان الواحد ليكون صالحًا للزراعة تصل إلى 200 ألف جنيه

وقال الرئيس السيسي إنه يجب تعظيم الاستفادة من الموارد المائية في المشروع، مؤكدًا: «الأراضي في الدلتا القديمة معمولة بميل طبيعي، والمياه مش محتاجة حاجة عشان توصل للمحصول لأن فيه انحدار طبيعي خالص، فمش هتتكلف أموال، بعكس الفدان هنا اللي بيكلف من 200 لـ250 ألف جنيه من أجل أن يكون جاهزًا للزراعة وتصل له كهرباء ومياه».

الرئيس عبد الفتاح السيسي: «بنقول أهلًا بالمستثمرين المصريين والأجانب للاستثمار في المشروع»

وتابع الرئيس السيسي: «بنقول أهلًا بالمستثمرين العرب والأجانب في هذا المشروع، ونحن لا نعلن عن مشروع إلا لما نكون قطعنا فيه مشوار طويل».

وشدد الرئيس السيسي على أن الدولة تسير بخطى متسارعة على طريق التنمية الشاملة والمستدامة، ليس فقط على المدى القصير، وإنما أيضًا على المدى المتوسط والمدى البعيد.

استفادة كبرى للمواطنين

توجيهات بإيصال المنتجات الزراعية إلى المواطنين بأقل تكلفة

ودعا الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العمل على إيصال الحاصلات الزراعية إلى المستهلك بأقل تكلفة، حيث أوضح وزير التموين والتجارة الداخلية الدكتور على المصيلحي في هذا الصدد أن النقل وحده يمثل 15% من التكلفة النهائية للمنتج، كما يمر المنتج بـ3 أو 4 من سلاسل التوريد من تجار الجملة والتجزئة، لذا يسعى مشروع «مستقبل مصر» لفتح منافذ توزيع وبيع لمنتجاته لتقليل التكلفة على المستهلك.

الرئيس يشدد على ضرورة خلق مجتمع عمراني جديد حول المشروع يقيم فيه العاملون

كما دعا الرئيس السيسي إلى العمل على خلق مجتمع عمراني جديد حول المشروع يقيم فيه العاملون بالمشروع وأسرهم، مع توفير كل الخدمات اللازمة لهم، لافتًا إلى أن تكلفة إقامة مشروع مثل «مستقبل مصر» تكون مرتفعة في البداية، فمثلًا بلغت تكلفة الكهرباء للمشروع مليار جنيه، ولكن مع التوسع تتوزع التكلفة، وبالتالي تقل الحصة التي تتحملها الدولة والمستثمر وتصبح التكلفة معقولة.

الرؤية الاستثمارية

وأشاد المستثمرون بما قدمته الدولة لهم من خدمات وبنية تحتية على أعلى مستوى، مشيرين إلى أن الإنتاجية في الأرض الجديدة تزيد على ضعف الإنتاجية في الدلتا القديمة، واستهلاك المياه يقل إلى النصف بفضل طرق الري الحديثة، فمثلًا إنتاجية فدان البنجر في الأرض المستصلحة تصل إلى 36 طنًّا للفدان مقابل 16 طنًّا في الدلتا القديمة.

ويحصل المستثمر الراغب في المشاركة في مشروع «مستقبل مصر» على مساحة لا تقل عن 1000 فدان بنظام حق الانتفاع.

ويسهم المشروع في تحقيق فائض من منتج السكر خلال سنتين، حيث إنه يوفر 20% من إجمالي إنتاج بنجر السكر.

وقال مهندسو المشروع إنه تم الحرص على وضع مسافات بين الآبار للحفاظ على المخزون الجوفي، ويتم سنويًّا تطوير 200 ألف فدان، ومن المستهدف الانتهاء من المشروع في 2023.

وتمت تسمية الطرق بالمشروع بأسماء الدول العربية، كالسعودية والبحرين والإمارات، ومن المقرر إطلاق منفذ بيع للمنتجات الزراعية على طريق الضبعة في يوليو القادم.

طفرة تكنولوجية

يتم استخدام أحدث المعدات والأساليب التكنولوجية في مشروع «مستقبل مصر»، وهو المشروع الأول من نوعه الذي تستخدم فيه معدات حرث الأراضي التي تقوم بحرث 25 فدانًا في 8 ساعات، بينما في الأساليب التقليدية نجد أن 10 أفراد يتمكنون من حرث فدان واحد في 8 ساعات.

كما يتم فصل بنجر السكر عن أوراقه، وتتم إعادة تدوير تلك الأوراق والاستفادة منها.

ويعتمد المشروع في توفير الموارد المائية على المحطات التي تمت إقامتها لمعالجة مياه الصرف الزراعي، كما تم الانتهاء من تنفيذ البنية الأساسية الخاصة به التي تشمل تمهيد الطرق الداخلية بإجمالي طول نحو 500 كم، وحفر آبار المياه الجوفية وإنشاء محطتين للكهرباء بقدرة 350 ميجاوات وشبكة كهرباء داخلية بطول 200 كم، ومخازن مستلزمات الإنتاج ومباني إدارية وسكنية.

وتبلغ مساحة «مستقبل مصر» على طريق الضبعة مليون فدان، ويعمل به 70 مستثمرًا زراعيًّا، ويوجد به 1200 جهاز ري محوري متركز في المشروع، ويستهدف المشروع زراعة 8 ملايين فدان من بداية طريق الضبعة حتى العلمين وحدود ليبيا، ما يوفر إنتاجًا زراعيًّا كبيرًا، ويوفر المشروع 7 آلاف فرصة عمل مباشرة وأكثر من 300 ألف فرصة عمل غير مباشرة، كما يطبق المشروع أعلى معايير السلامة والصحة المهنية في بيئة العمل لسلامة العمال والموظفين، وتقوم وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بتقديم الدعم الكامل ونقل الخبرات للمشروع، وتتم الاستفادة من خزانات المياه الجوفية (وهي 3 خزانات) لمنطقة وادي النطرون، وذلك بحفر الآبار الجوفية مع الوضع في الاعتبار المسافة البينية بين الآبار للحفاظ على الخزانات الجوفية والتنمية المستدامة، وجارٍ دخول مصدر مياه آخر لدعم الخزان الجوفي بمد ترعة بطول 63 كم من الرياح الناصري توفر 5 ملايين م3 يوميًّا.

نتائج على أرض الواقع

بالتعاون مع الشركات الزراعية الكبرى تم الانتهاء من تنفيذ البنية الأساسية لـ»مستقبل مصر» التي تشمل تمهيد الطرق الداخلية بإجمالي طول نحو 500 كيلومتر وعرض 10 أمتار، وحفر آبار مياه جوفية ومحطتين للكهرباء بقدرة 350 ميجاوات وشبكة كهرباء داخلية بطول 200 كيلومتر ومخازن مستلزمات الإنتاج ومباني إدارية وسكنية.

وتم الانتهاء من استزراع مساحة 300 ألف فدان باستخدام 1700 جهاز ري محوري مطور، وتتم زراعتها مرتين سنويًّا (موسم صيفي/ موسم شتوي)، وتنتج أجود المحاصيل الزراعية، وبالنسبة لمراحل التطور في مشروع «مستقبل مصر» فكانت كالتالي:

- تم الانتهاء من عمل البنية الأساسية من شبكات كهربائية وطرق رئيسية والانتهاء من استصلاح 120 ألف فدان وزراعتها في موسم 2019/2020، كما تمت زيادة الرقعة الزراعية إلى 200 ألف فدان في موسم 2020/2021.

- جارٍ الانتهاء من استصلاح 150 ألف فدان نهاية العام، فضلًا عن استصلاح أكثر من مليون فدان، ليصبح مشروع «مستقبل مصر» بمساحة 500 ألف فدان، ويعد مشروع «مستقبل مصر» هو الباكورة الزراعية لمشروع الدلتا الجديدة، ويمثل 60% من المساحة المستهدفة زراعتها.

وسيقوم المشروع بالتعاون مع وزارة الزراعة بعمل برامج تدريبية لأوائل خريجي كلية الزراعة وكلية الهندسة (كهرباء ميكانيكا) لتثقيف العناصر البشرية في محاولة لزيادة الأيدي العاملة تماشيًا مع دفع عجلة الإنتاج الزراعي وتعظيم الاستفادة من الخبرات الموجودة وتحقيق المستهدف من خطة الدولة في إنهاء مشروع الدلتا الجديدة في عام 2023.