خسائر النفط 4% في مستهل تعاملات أغسطس بسبب دلتا
هبطت العقود الآجلة للنفط الخام خلال تعاملات اليوم بنسبة تجاوزت 4% في أولى تعاملات شهر أغسطس، في ظل مخاوف من تراجع الطلب، بسبب الغيوم، التي فرضها «دلتا» على اقتصادات الدول الكبرى، مع إعلان الصين أن المتحول الجديد لفيروس «كورونا» يقف وراء زيادة عدد الإصابات المحلية.
وبعد ساعتين من بدء ذورة التعاملات الأمريكية، هبط خام غرب تكساس لمستوى 70.6 دولاراً للبرميل مقابل 73.9 دولاراً للبرميل في نهاية تعاملات يوم الجمعة لعقود شهر سبتمبر بتراجع تجاوزت نسبته 4%، وكذلك هبط خام برنت بالنسبة نفسها تقريباً ليصل إلى مستوى 72.4 دولاراً للبرميل لعقود شهر أكتوبر، ليمحو بذلك مكاسب الأسبوع الماضي كاملة.
كان تحالف «أوبك+» زاد من حجم الإنتاج المكبوح بنحو 400 ألف برميل يومياً اعتباراً من أول أغسطس، على أن تستمر تلك الزيادة لنهاية ديسمبر المقبل، لتصل الزيادة خلال تلك الفترة لنهاية العام الجاري إلى مليوني برميل يومياً.
وبحسب بلومبرغ، زادت روسيا من إنتاجها النفطي في شهر يوليو، وذلك للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر بعد زيادة حصص الإنتاج لدول تحالف «أوبك+».
ضخ المنتجون في روسيا 44.24 مليون طن من الخام، والمُكّثفات الشهر الماضي، وفقاً للبيانات الأولية من وحدة «سي دي يو- تيك» CDU-TEK بوزارة الطاقة، وهو ما يُمثل نحو 10.46 ملايين برميل يومياً، أي أعلى مما كان عليه في شهر يونيو بنسبة 0.3%، وفقاً لحسابات بلومبرغ المبنية على معدّل التحويل البالغ 7.33 براميل للطن.
وقال إد مورس، الرئيس العالمي لأبحاث السلع في «سيتي غروب»، إنَّ حجم الطلب في السوق يفوق العرض بشكل كبير، وسيتحوَّل العرض الإضافي بمقدار 400 ألف إلى إضافة زهيدة، مشيراً إلى أنَّ الطلب يرتفع بقوة برغم تفاقم جائحة «كورونا» في أجزاء من العالم، وقد ترتفع أسعار النفط أكثر بحلول نهاية فصل الصيف.
مجموعة «غولدمان ساكس» تَعتبر أنَّ الاتفاق يدعم وجهة نظرها واستنتاجاتها بشأن النفط، مُحذِّرة من إمكانية تقلُّب الأسعار على المدى القريب وسط المخاوف من مُتحوِّر «دلتا» لفيروس «كورونا»، على حدِّ قول المحللين في مذكرة، بمَن فيهم داميان كورفالين، كما ترى المذكرة أنَّ الزيادة المخطط لها في الإنتاج كانت معتدلة، وستُبقي السوق في حالة عجز.
تشير فاندانا هاري، مؤسِّسة شركة «فاندا إنسايتس» (Vanda Insights) في سنغافورة، إلى أنَّ الاتفاق يُثبت أنَّ تحالف «أوبك+» ليس متماسكاً فحسب؛ بل إنَّه أيضاً في طريقه لإدارة تقليص مُحكَم وحذر للخفض، وذلك بهدف تجنُّب أدنى المخاطر، التي قد تدفع السوق إلى زيادة في المعروض. مُضيفة أنَّه من المُرجَّح أن يظل خرق الحصص شوكة في خاصرة التحالف، خصوصاً عندما يبدأ الأعضاء في الشعور بالتعب من اضطرارهم لضبط النفس، مع طلب الأسواق للمزيد من النفط.
يتوقَّع ويل سونغشيل يون، كبير محللي السلع في«VI إنفستمنت» (VI Investment)، مقرّها سيوول، أن يتحوَّل التركيز الآن إلى الطلب في ظل اختفاء الشكوك المباشرة حيال العرض، مضيفاً أنَّه تمَّ إبرام الصفقة على افتراض أنَّ الوباء سينحسر بحلول العام المقبل، لكنَّ متحوِّر «دلتا» سريع الانتشار قد يستمر في التأثير على أسواق النفط لبعض الوقت.