تقرير أميركا الخطير.. هل ستكون الصين المتهم الأول عن نشأة كورونا المستجد؟
في لحظة مفصلية تترقب الحكومات، بل العالم، تقرير الولايات المتحدة الأمريكية حول نشأة كورونا المقرر الإعلان عنه في غضون أيام للعامة، بحسب ما ذكره الرئيس الأمريكي جو بايدن، في بيان رسمي صدر عن البيت الأبيض.
لم يأت الإعلان الأمريكي عن نشأة كورونا على لسان "بايدن" عادياً، بل حمل العديد من الألفاظ، التي تُنبأ عن أن شيئاً ضخماً سيحدث، وهو ما تصوره كلمات بيان واشنطن الذي تضمن لفظيا قائلاً: "أمريكا طلبت الليلة من العالم أن يترقب حدثا جلل".
نسخة غير سرية للرأي العام
البيان الرسمي الذي أصدره البيت الأبيض، أوضح أيضا أن خبراء أمريكيين يكملون التقرير العلمي حول نشأة فيروس كورونا المسبب لعدوى "كوفيد-19"، فيما أوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي، أن الرئيس الأمريكي "بايدن" سيكون أول من سيطلع على التقرير بنسخته الكاملة، وبخلاف ذلك ستنشر نسخة غير سرية للرأي العام خلال بضعة أيام.
حملة دعائية صينية
في غضون التحضير الأمريكي لإصدار هذا البيان الذي يبدو أنه سيحمل قنبلة، نقلت "بي بي سي" البريطانية في تقرير على موقعها تقول: "مع اقتراب خروج تقرير المخابرات الأمريكية إلى النور حول منشأ فيروس كورونا المستجد، اتخذت الصين موقفا هجوميا، وقامت مصادر صينية تروّج لفكرة أن كوفيد-19 صُنع في الولايات المتحدة.
وأضافت "بي بي سي"، أن الصين استعانت بكل الوسائل والمنصات، من موسيقى الراب إلى منشورات عبر صفحات مفبركة على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن القائمينعلى الحملة الدعائية، ركزوا على فكرة واحدة وهي أن "كوفيد-19 صُنع وتسرب من منشأة عسكرية بمدينة فريدريك في ولاية ماريلاند الأمريكية، على مسافة نحو 80 كيلو مترا إلى الشرق من العاصمة واشنطن".
إحصائية مخيفة من القتلى والمصابين.. في ازدياد
بناءً على ما تقدم طرحنا سؤالاً عميقاً، ربما لا يأتي على أذهان الكثيرين، أو يطرحه البعض دون إجابات شافية، وفي الحقيقة ذهبنا إلى الوراء قليلاً، نبحث عن إجابات لفرضية من نوع مسؤولية الصين عن منشأ النسخة الحديثة من هذا الفيروس القاتل، الذي قتل 4 ملايين و624390، بينما تخطت الإصابات أكثر من 213.07 مليون نسمة على مستوى العالم.
وتأتي أرقام وفيات وإصابات كورونا في العالم، بحسب إحصاء لـوكالة "رويترز" البريطانية، التي أكدت أيضا ضمن إحصاءها أن الفيروس وصل إلى أكثر من 210 دول ومناطق، منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة بالصين، في ديسمبر 2019.
حرب بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية
وعلى الرغم من إنكار الصين المستمر في مسؤوليتها عن الجائحة، إلا أنه وبالرجوع إلى ما حدث بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، بخصوص البحث عن منشأ كورونا، فلقد كشفت التقارير عن حدوث احتكاكات بين واشنطن وبكين جعلت الكثير من التقارير تصفها بالحرب الباردة بين الدولتين، وأن مطالب أمريكا من الصين ستشعل حرباً بين الجانبين.
ترامب يفتح النار على الصين
في عهد ترامب وقبل أن يتولى "جو بايدن" الرئاسة، كانت الاتهامات بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، يعلمها الجميع، ففي مايو 2020، أعلن مايك بومبيو وزير الخارجيّة الأمريكي، أنه يملك أدلة تؤكد أن فيروس كورونا المستجد جاء من مختبر في مدينة ووهان الصينيّة.
لم يتوقف الأمر عند وزير الخارجية "بومبيو"، بل اتهم "ترامب" الصين بتضليل العالم، مؤكدا أنها أخفت معلومات عن انتشار الفيروس، بينما وصفت هيئة التلفزيون والإذاعة الرسمية في الصين تصريحات "بومبيو" بأنها غير عقلانية.
حرب باردة تزداد فصولها
في وقت اشتعال التصريحات بين ترامب والصين، ذكرت صحيفة "رأي اليوم" اللندنية في افتتاحيتها تقول "إن الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين هذه الأيام، فصولها التصعيدية تتواصل، لا سيما من الطرف الأمريكي".
وأضافت آنذاك قائلة: "منذ أسابيع والحملة الأمريكية التي تستهدف الصين متأججة، فتارة يتهمونها بتصنيع الفيروس ونشره في العالم، وتارةً أخرى يهددون بفرض عقوبات اقتصاديّة عليها، وجرجرتها أمام المحاكم للحصول على تعويضات بمئات المليارات من الدولارات".
إصابات قبل الإعلام الرسمي لانتشار كورونا
وفي عهد "جو بايدن"، استمرت الحرب بين بكين والصين، ففي مايو الماضي، شدد الرئيس الأمريكي، على هيئات الاستخبارات الأمريكية، أن تضاعف جهودها كي تقدم تقرير خلال 90 يوما حول منشأ كورونا وعلاقة الصين بذلك.
وجاء ذلك في وقت كانت قد نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا استخباراتيا كشف عن ظهور أعراض مشابهة للإصابة بالفيروس، على ثلاثة باحثين في معهد ووهان الصيني قبل الإعلان الرسمي عن تسجيل أولى الحالات، لكن الصين انتقدت الموقف الأمريكي واعتبرته تجاهلا للحقائق والعلوم وخضوعا للخداع ونظريات المؤامرة.
تهديدات بعزل الصين
وفي يونيو الماضي، وبحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية، أعلن مستشار الرئيس الأمريكي للأمن الوطني، جيك سوليفان، أن الصين ستُعزل في حال لم تسمح للخبراء الدوليين بالقدوم لأجل دراسة منشأ فيروس كورونا المستجد.
وذكر "سوليفان" أنهم يعملون على توحيد العالم، من أجل أن نضع الصين أمام خيار: إما يتصرفون بمسؤولية وسيسمحون للمحققين بإجراء عمل حقيقي ومعرفة من أين أتى الفيروس، إما سيواجهون العزلة من طرف المجتمع الدولي".
أمريكا تُكذّب منظمة الصحة العالمية
وعلى الرغم من إصدار منظمة الصحة العالمية في تقرير لها مارس الماضي، عن نشأة كورونا بعدت كل أصابع الاتهام عن الصين، بعدما نشرت المنظمة العالمية حينها تقرير مجموعة دولية من خبراء المنظمة عن زيارتهم لمدينة ووهان الصينية للتعرف على منشأ فيروس كورونا، مؤكدة أن "تسرب فيروس "كوفيد-19" من المختبر الصيني، هو "أمر غير مرجح".
وتُصر الولايات المتحدة الأمريكية على أن الصين هي السبب في نشأة الفيروس، بل لا تعترف بتقرير منظمة الصحة العالمية، حيث قامت فور إصدار تقرير منظمة الصحة العالمية، الإعلان ومعها 14 دولة، في بيان مشترك، في 30 مارس الماضي، مخاوفها في أعقاب تقرير منظمة الصحة العالمية حول منشأ فيروس كورونا المستجد، وأكدت دعمها لتقييم ودراسة شفافة ومستقلة، حول منشأ النسخة المستجدة من الفيروس.