الإثنين، 23 ديسمبر 2024 07:58 ص
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
حول العالم

بريطانيا تنقلب على الإخوان.. قرارات حاسمة لمواجهة أنصار الإرهابية بلندن

السبت، 18 سبتمبر 2021 06:03 م
الإخوان في بريطانيا
الإخوان في بريطانيا

ظلت بريطانيا لسنوات طويلة ملاذا آمنا لأعضاء جماعة الإخوان الإرهابية.. حتى أدركت عاصمة الضباب ما وصفته بـ"الخطر المحدق" الذي تتسبب فيه عناصر التنظيم الدولي المتشدد، في خطوة مفاجئة لأعضاء التنظيم الهاربين من دول عديدة على رأسها مصر، التي حاربت الإرهاب نيابة عن العالم.

ونشرت الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم، تفاصيل حزمة من الإجراءات تعكف الحكومة الإنجليزية على اتخاذها لتطويق تيارات ما يعرف بـ"الإسلام السياسي"، التي باتت تهدد الأمن والسلم في بريطانيا التي تعد الملجأ الأوروبي الأكثر احتواءا للمتشددين.

وتهدف الإجراءات البريطانية إلى التصدي للآلة الدعائية والإعلامية لدى تنظيم الإخوان، فضلا عن وضع قيود صارمة على نشاطه الاقتصادي ومصادر تمويله، وتأتي الإجراءات البريطانية، تماشيا مع الاستراتيجية الشاملة التي أقرتها عدة دول أوربية وبدأت في تنفيذها مطلع العام الماضي، بعد تنامي التحذيرات الأمنية والاستخباراتية بشأن نشاط التنظيم، وكذلك زيادة وتيرة العمليات الإرهابية في عدة عواصم.

علاقة معقدة

وبحسب دراسة أوروبية حديثة، صادرة عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، نقلته وكالة "سكاي نيوز الإخبارية، فإن العلاقة بين بريطانيا والإخوان باتت "معقدة"، وليست في أحسن الأحوال، كما كانت في السابق، لا سيما قبل ظهور تنظيم "داعش"، وفي الوقت نفسه، لم تصل قط إلى مرحلة العداء المباشر والتنافس، غير أن ضغوط جديدة برلمانية وشعبية سوف تغير الوضع تماما.

وبدأت بريطانيا في إعادة النظر في علاقتها مع الإخوان بسبب الهجمات الإرهابية على أراضيها، وقررت لندن التراجع عن دعمها لجماعة الإخوان بعد أن اكتشفت عددا من الحقائق حولها، وهي حقائق طالما تجاهلتها عمدا لعقود أو كانت جزءا من الخداع الذي تمارسه المنظمة على لندن وغيرها من العواصم الغربية.

وأشارت الدراسة إلى مؤشر في غاية الخطورة، ويمثل تهديداً مباشراً، وهو الآلة الدعائية للإخوان، وكيف يتم استخدامها لفرض صورة للجماعة ودعمها، وركزت على نشاطها خلال جائحة كورونا حيث يتفاخر التنظيم بهم على مواقع التواصل بكونهم قوة الفعل الحقيقي في المجتمع، وسط تساؤلات حول أسباب عدم انتباه وسائل الإعلام البريطانية لهذه الدعاية.

وركزت الدراسة على عدد من التساؤلات البرلمانية في بريطانيا حول تنظيمات "الإسلام السياسي"، حيث ‏‎طرح النائب أندرو روزينديل في عام 2019 أسئلة على وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتل، عن التقييم الذي أجرته بشأن زيادة نشاط تنظيم الإخوان في بريطانيا، نتيجة للانكماش الاقتصادي في ظل تفشي كورونا، كما وجه سؤالا مماثلا إلى وزير الخارجية دومينيك راب، مطالبا بإجراء تقييم لأثر الانكماش الاقتصادي العالمي على مستوى أنشطة التجنيد التي يقوم بها التنظيم في الخارج.

تحذيرات بلير

وبحسب الدراسة، وصف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير "الإسلام السياسي" بأنه "تهديد أمني من الدرجة الأولى"، محذرا من أنه "سيصل إلينا، دون رادع، حتى لو تمحور بعيدًا عنا، كما حدث في 11 سبتمبر"، وذلك خلال كلمة في معهد RUSI للدراسات الأمنية والدفاعية.

علاوة على ذلك، فقد حذرت عدة تقارير أمنية واستخباراتية، نشرت في دوريات بريطانية، من خطر تنامي جماعة الإخوان داخل البلاد، بما يمثل تهديدا للأمن العام، خاصة مع رصد تنامي غير مسبوق لنشاط التنظيم لنشر أفكاره المتطرفة باستغلال المنصات الدعوية ومؤسسات الإخوان التي تعمل تحت مظلة قانونية بغطاء خيري وإنساني.

وتوقع مراقبون أن تشرع بريطانيا بإجراءات أكثر حسما فيما يتعلق بنشاط الإخوان على أراضيها خلال الفترة المقبلة، مؤكدين أن الجماعة التي طالما حظيت بدعم لندن، ستدخل مرحلة جديدة من المواجهة في ظل الاستراتيجية الأوروبية الشاملة لمكافحة الإرهاب والتطرف، خاصة بعد تزايد العمليات الإرهابية التي استهدفت عدة عواصم أوروبية.