الإثنين، 25 نوفمبر 2024 12:25 ص
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
عقارات

ديون بلغت 300 مليار دولار..إنهيار "إيفرجراند" للتطوير العقاري يقلق مستثمري الصين والعالم

الثلاثاء، 21 سبتمبر 2021 11:36 ص

قالت فوربس الشرق الأوسط في تقرير لها إن مجموعة إيفرغراند الصينية China Evergrande Group المتخصصة في العقارات تعيش أزمة اقتصادية، بسبب مديونيات ضخمة وصلت إلى 302 مليار دولار، الأمر الذي أثار قلق العديد من المستثمرين حول العالم.

وتوقعت مجموعة إيفرغراند China Evergrande Group عدم قدرتها على سداد تلك المديونة بسبب نقص السيولة وتاجع المبيعات بشكل كبير.

المجموعة China Evergrande Group تحتل المرتبة 227 ضمن قائمة فوربس غلوبال 2000 لعام 2021 وهي أكبر شركة عقارات في العالم من حيث الأصول البالغة 351.9 مليار دولار، بحسب القائمة نفسها.

وأضافت فوربس في التقرير أن Evergrande تواجه مشكلةكبيرة في السيولة خاصة بعد تراجع المبيعات خلال الأشهر الثلاثة الماضية، إلى جانب ارتفاع إجمالي المطلوبات على الشركة خلال العام الماضي بنسبة 5.4% ليصل إلى 1.95 تريليون رنمينبي (302 مليار دولار) في نهاية ديسمبر الماضي، مقابل 1.85 تريليون رنمينبي ( 285.8 مليار دولار) في نهاية عام 2019، بحسب التقرير السنوي المنشور على موقعها الرسمي.

انهيار أسهم المجموعة

وعلى خلفية الأزمة التي تعيشها المجموعة تراجع سعر سهم Evergrande على مدار العام الحالي بنحو 85% إلى 2.28 دولار هونغ كونغ ( 29 سنت أميركي) بنهاية التعاملات اليوم في بورصة هونغ كونغ مقابل 14.9 دولار محلي ( 1.9 دولار أميركي) في ختام التداول في 31 ديسمبر الماضي.

الأزمة تضرب أسواق عالمية

خسرت مجموعة Evergrande حوالي 533 مليون دولار من قيمتها السوقية ووصلت حاليا إلى مقابل 4.7 مليار دولار مقابل 5.2 مليار دولار في الإغلاق السابق بسبب تراجع أسهمها بأكثر من 10% إلى 2.28 دولار هونغ كونغ ( 29 سنت أميركي) مقابل 2.54 دولار محلي (40 سنت) مع إغلاق الجمعة الماضية.

مؤشر هونغ كونغ الرئيسي

كشف التقرير أن خسائر مجموعة Evergrande انعكس على مؤشر هونغ كونغ الرئيسي HIS والذي تراجع بـ3.3% مع ختام التعاملات اليوم إلى 24,099.14 نقطة مقابل 24,920.76 نقطة في إغلاق الجمعة الماضية، وهو أسوأ أداء للمؤشر خلال نحو عام، حيث وصل إلى 24 ألف نقطة في 6 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وول ستريت

لم تسلم بورصة وول ستريت من تأثيرات هبوط المجموعة حيث فتحت وول ستريت على تراجع لمؤشراتها الثلاث بأكثر من 1.5%، متأثرة بضغوط Evergrande على الأسواق العالميّة، كما تراجعت بورصات أوروبا منذ لحظة افتتاحها، نزل مؤشر CAC 40 الفرنسي 2.5% خلال التعاملات المسائية إلى 6,401.69 نقطة، ومؤشر DAX الألماني 2.7% إلى 15,074.45 نقطة.

الملياردير هوي كا يان تراجعت ثروته بنسبة 61.4%

قالت فوربس في التقرير ـ إن ثروة رئيس مجلس إدارة Evergrande الملياردير هوي كا يان تراجعت ثروته بنسبة 61.4% على مدار الأشهر الخمسة الماضية لتصل إلى 10.7 مليار دولار، بحسب الإحصاءات اللحظية لفوربس، مقابل 27.7 مليار دولار عند إطلاق قائمة أغنى مليارديرات العالم في أبريل/نيسان الماضي، كما أنه فقد 340 مليون دولار من ثروته خلال يوم واحد.

مخاوف المستثمرين وموجة بيع لأسهم العقارات

مع انهيار مجموعة إيفرغراند، انتاب العديد من المستثمرين مخاوف، وتراجعت ثقتهم في قطاع العقارات الصيني أدت إلى موجة بيع لأسهم العقارات، ضمن هذه المخاوف هبوط سهم شركة Sinic Holdings بأكثر من 87% خلال التعاملات اليوم - لنحو 0.5 دولار هونغ كونغ أي أقل من سنت أميركي واحد- إلى وقف التداول على السهم.

خسائر لمليارديرات..رئيس مجلس إدارة Sinic Holdings

وكشف التقرير ـ عن خسائر ضخمة للعديد من رجال الأعمال بسبب انهيار مجموعة إيفرغراند، فقد تكبد رئيس مجلس إدارة Sinic Holdings الملياردير تشانغ يوانلين خسائر ضخمة ـ الذي أمضى عام كامل من حياته لزيادة ثروته بقيمة 200 مليون دولار لتصل إلى 1.6 مليار دولار في أبريل الماضي، مقابل 1.4 مليار دولار في نفس الشهر من 2019، ثم تسبب الفزع من أزمة أيفرغراند في خسارته 1.3 مليار دولار خلال يوم واحد لتصل حاليا إلى 250.7 مليون دولار ويفقد لقب ملياردير.

وفي السياق التأثيرات ـ تراجعت ثروة رئيس مجلس الإدارة المشارك في شركة التطوير العقاري Guangzhou R&F، الملياردير تشانغ لي بنسبة 3.5% إلى 2.6 مليار دولار، خلال يوم واحد، كما أن ثروته استمرت في التراجع خلال الأشهر الخمسة الماضية بنسبة 18.8% حيث كانت قد بلغت 3.2 مليار دولار في أبريل.

لم يسلم الملياردير لي سزي ليم، رئيس مجلس الإدارة المشارك في شركة التطوير العقاري Guangzhou R&F، من موجة الخسائر حيث تراجعت ثروته بنسبة 2.4% لتصل إلى ملياري دولار حاليا، فيما فقد ليم 800 مليون دولار من ثروته منذ أبريل حين بلغت ثروته 2.8 مليار دولار.

تراجع المبيعات

يواصل تقرير فوربس كشفه عن مدى تأثير تراجع مجموعة أيفرغراند، ارتفع إجمالي المطلوبات على شركة Evergrande خلال العام الماضي بنسبة 5.4% ليصل إلى 1.95 تريليون رنمينبي (302 مليار دولار) في نهاية ديسمبر الماضي، مقابل 1.85 تريليون رنمينبي (285.8 مليار دولار) في نهاية عام 2019، بحسب التقرير السنوي المنشور على موقعها الرسمي.

انهار سعر سهم Evergrande على مدار العام الحالي بنحو 85% إلى 2.28 دولار هونغ كونغ ( 29 سنت أميركي) بنهاية التعاملات اليوم في بورصة هونغ كونغ مقابل 14.9 دولار محلي ( 1.9 دولار أميركي) في ختام التداول في 31 ديسمبر الماضي.

اتخذت مبيعات الشركة خلال الأشهر الثلاثة الماضية مسارا نزوليا مستمرا لتصل إلى 38.1 مليار رنمينبي ( 5.9 مليار دولار) في أغسطس مقابل 43.8 مليار رنمينبي ( 6.8 مليار دولار) في يوليو و71.6 مليار رنمينبي ( 11.1 مليار دولار) في يونيو الماضي.

تسجل الشركات العقارية في شهر سبتمبر عادةً مبيعات أعلى مقارنة بباقي شهور العام، غير أن الشركة تتوقع استمرار التراجع في المبيعات مع نهاية هذا الشهر بسبب ضعف ثقة مشتريي العقارات المحتملين في المجموعة.

سيؤدي تراجع مبيعات سبتمبر إلى استمرار التدهور في التحصيل النقدي من قبل الشركة والذي من شأنه أن يشكل ضغطا هائلاً على التدفقات النقدية ومعدلات السيولة في الشركة.

ارتفعت مبيعات المجموعة خلال الربع الأول من هذا العام بشكل طفيف 2% فقط -رغم سوء الأوضاع في فترة المقارنة- لتصل إلى 151 مليار رنمينبي ( 23.35 مليار دولار) مقابل 133 مليار رنمينبي ( 20.6 مليار دولار) في الربع الأول من عام 2020.

ماذا قال الخبراء عن أزمة المجموعة؟

الخبير الاقتصادي، وضاح الطه

ويواصل تقرير فوربس تحليله لأزمة شركة Evergrande الصينيةـ يرى الخبير الاقتصادي، وضاح الطه ـ أن أزمة المجموعة بدأت بسبب قوانين أقرتها الحكومة الصينية بغرض السيطرة على نمو سوق العقارات المتزايد، بالإضافة إلى أزمة السيولة التي تواجهها الشركة مع استحقاق آجال الديون، وهو ما ترتب عليه قلق واسع من قبل المستثمرين.

تدخل الحكومة الصينية

"الطه" يرجح تدخل الحكومة الصينية بحزمة إنقاذ للشركة لمنع سقوطها حيث ينطبق عليها مبدأ Too big to fail أي أنها كبيرة جدا على السقوط ما يعني أن انهيارها سيترتب عليه انهيار كيانات أخرى عملاقة في الدولة، فللشركة علاقات بـ119 مصرفا وأكثر من 110 مؤسسات مالية وآلاف المؤسسات التي تعمل في مواد البناء.

وهناك احتمال أن تشتري الحكومة حصة في الشركة بشكل مؤقت لتوفير سيولة تمكنها من سداد المديونيات المستحقة، بهدف تفادي آثار سقوطها على الاقتصاد الصيني بشكل عام.

تأثر أسواق الشرق الأوسط بالأزمة

قال "الطه" إن تعامل الشركة مع أسواق كثيرة حول العالم ربما يجعل آثارها ممتدة إلى الأسواق الأخرى ولكن ليس بالحجم الضخم الذي سيضرب السوق الصيني في حال سقوطها، مضيفا أن الشركة لديها حاليا 798 مشروعا تحت الإنشاء، كما أن محفظة الأراضي التابعة لها بلغت 231 مليون متر مربع في نهاية ديسمبر الماضي.

محمد أبوباشا:الأزمة تصل لأسواق عالمية

وفي سياق متصل، قال نائب رئيس قطاع البحوث في المجموعة المالية هيرمس، محمد أبوباشا، في تصريحات لفوربس الشرق الأوسط إن تأثيرات أزمة Evergrande الصينية ستكون واسعة لتطال الأسواق الأخرى في العالم حيث أن الاقتصاد الصيني يعتبر بمثابة قاطرة نمو الاقتصاد العالمي وبالتالي ستنعكس الأزمات التي تواجهه على الاقتصاد العالمي بشكل عام، مضيفا أن الأصداء ستصل إلى الشرق الأوسط نظرا للعلاقات الاقتصادية التي تربط الصين بالدول في المنطقة وخاصة المصدرة للبترول.

الحكومة الصينية سيكون لها "تصرف ما"

ويتوقع محمد أبوباشا، أن الحكومة الصينية سيكون لها "تصرف ما" للحد من الأزمة وطمأنة الفزع الذي يسيطر على قطاع العقارات الصيني حاليا، حيث أن هذا القطاع كان قد شهد طفرة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، وخاصة بعد الأزمة المالية العالمية في عامي 2008 و2009، وضخ الكثير من المستثمرين أموالا فيه، وهو ما يزيد من صعوبة الأزمة حاليا.

هاني توفيق :الحكومة لن تتحمل الدين

وأكد خبير أسواق المال، هاني توفيق،أن الحكومة الصينية سيكون عليها دور ما لتلعبه خلال الفترة المقبلة للمساعدة في حل الأزمة وتابع: بالطبع لن تتحمل الحكومة الدين الضخم الذي يفوق 300 مليار دولار ولكن عليها "إرسال إشارة ما" لتفادي تفاقم الأزمة.

أصبحت المؤسسات المالية حول العالم حاليا مرتبطة ببعضها البعض وبالتالي سيشمل تأثير أزمة إيفرغراند كافة الأسواق، كما أكد توفيق.

لا الحلول جديدة

أكد تقرير فوربس بشأن أزمة مجموعة China Evergrande New Energy لم يتم إحراز تقدم ملموس في تنفيذ خطط الشركة لبيع حصص في شركاتها التابعة، كما لم تدخل في أي اتفاقية ملزمة قانونًا مع أي مستثمر بشأن عمليات البيع التي تستهدفها ومن غير المؤكد ما إذا كانت ستكون قادرة على إتمام أي عملية بيع من هذا القبيل أم لا. ولاتزال الشركة تسعى إلى بيع مبنى المكاتب الذي تمتلكه في هونغ كونغ ولكن دون التوصل لاتفاق أيضا مع أي من الأطراف المحتملين للشراء.