ما هو مصطلح «Too Big To Fail» الذي أعيد مع أزمة «إيفر جراند»؟
أعيد مصطلح «Too Big To Fail» إلى الواجهة مرة أخرى مع أزمة إيفر جراند العقارية الصينية، التي تعد من الشركات الضخمة في السوق العقاري الصيني، والذي تتخوف الأسواق من انهيارها بعد تخلفها عن استحقاق سداد ديونها المليارية.
دعم كبير خوفاً من الانهيار
وخوفا من انهيار سوق العقارات في الصين، تحاول الحكومة الصينية جاهدة العمل على دعم هذه الشركة العملاقة الضخمة، التي إذا حدث لها أي انهيار ستكون العواقب وخيمة للغاية.
شركة متشابكة للغاية
وأدى هذا الحال إلى تصدر وإعادة مصطلح إلى الواجهة مرة أخرى، يترجم إلى العربية بـ " أكبر من أن تفشل"، وهو عبارة تستخدم لوصف شركة متشابكة للغاية، في الاقتصاد العالمي أو الاقليمي أو حتى المحلي، إلى درجة أن فشلها سيكون كارثيًا.
يقول الخبير الاقتصادي، عدلي قندح، إن هذا المصطلح، لا يشير إلى حجم الشركة، بل يشير إلى مشاركتها عبر اقتصادات وقطاعات متعددة، والذي روجت له إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش خلال الأزمة المالية العالمية التي اندلعت عام 2008.
تجنب الانهيار الاقتصادي
استخدمت الإدارة الأمريكية هذه العبارة لوصف سبب اضطرارها لإنقاذ بعض الشركات المالية لتجنب الانهيار الاقتصادي في جميع أنحاء العالم، وكانت الشركات التي كانت بحاجة إلى الإنقاذ هي شركات مالية اعتمدت على ادوات المشتقات المالية للحصول على ميزة تنافسية عندما كان الاقتصاد مزدهرًا.
وعندما انهار سوق الإسكان، هددت استثماراتهم بإفلاسهم، وقامت تلك البنوك بالاستثمار بكثافة في هذه المشتقات لدرجة أنها أصبحت أكبر من أن تفشل، بسبب التشعبات التي دخلت فيها تلك البنوك مع العديد من القطاعات الاقتصادية وشرائح المجتمع في مختلف الاسواق المالية واسواق الانتاج الحقيقية ومختلف قارات العالم.
تأثير بالغ وكبير
ولهذا، أطلق مصطلح «أكبر من أن تفشل»، إذ أن فشل مثل تلك الشركات يكون تأثيره كبيراً على العمالة والناتج وإيرادات الخزينة والأسواق المالية وتنافسية الاقتصاد وقدرته التصديرية في الكثير من الأحيان.
ومن الأمثلة المعروفة في قطاع البنوك الأميركي التي ينطبق عليها "أكبر من أن تفشل"، منها بنك بير ستيرنز Bear Stearns وهو أول بنك «أكبر من أن يفشل»، وكان بنكاً استثماريًا صغيرًا ولكنه معروف جيدًا وقد استثمر بكثافة في الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري.
أمثلة على الانهيارات
عندما انهار سوق الأوراق المالية للرهن العقاري، أقرض بنك الاحتياطي الفيدرالي 30 مليار دولار لشركة جيبي مورغان لشرائه، لتخفيف المخاوف من تدمير الثقة في البنوك الأخرى، وينطبق على تلك الشركات هذا المصطلح، لأنها تنجح في الاستحواذ على حصة كبيرة في السوق المحلي، بداية ثم توسعت على مستوى عالمي لتصل الى مرحلة أن تكون أكبر من أن تفشل.
وقد يحصل ذلك من خلال الدمج والاستحواذ بين شركتين أو أكثر في قطاع معين أو أكثر، وأهم ما يوصل مثل تلك الشركات الى هذا المستوى هو العمل المؤسسي والحاكمية الرشيدة.
الميل إلى المخاطرة
بالمقابل، تولد هذه الشركات خطرًا أخلاقيًا شديدًا، إذا اعتقد الدائنون أنه لن يُسمح لمؤسسة ما بالفشل، فلن يطالبوا بضمانات على القروض التي يمنحونها لتلك الشركات، للتعويض عن المخاطر بقدر ما كانوا سيفعلون بخلاف ذلك، مما يضعف انضباط السوق؛ ولن يستثمروا أكبر عدد ممكن من الموارد في مراقبة مخاطر الشركة.
ونتيجة لذلك، تميل الشركات الكبيرة جدًا إلى المخاطرة أكثر مما هو مرغوب فيه، في توقع أنها ستتلقى المساعدة إذا ساءت رهوناتها، كما إنه يخلق ساحة لعب غير متكافئة بين الشركات الكبيرة والصغيرة، مما يضر بالكفاءة الاقتصادية وكذلك الاستقرار المالي.