الوقود في بريطانيا.. هل اقترب انفراج الأزمة؟ (تقرير)
تعيش بريطانيا ظروفا استثنائية، إذ لا تزال أزمة الوقود مشتعلة في الشارع البريطاني، مع استمرار جفاف مضخات الغاز، والنقص الحاد في سائقي الشاحنات ما يؤدي إلى مشاكل كبيرة في الإمداد حتى الانهيار.
مسعى لحل الأزمة
الحكومة البريطانية في مسعى لحل الأزمة، أعلنت أن الجيش سيبدأ من يوم الاثنين، بتوزيع المحروقات على المحطات اعتبارا من الاثنين، موضحة أنه سيتم نشر نحو 200 عنصر من عديد الناقلات العسكرية، بينهم 100 سائق، لتوفير دعم مؤقت في إطار التحرك الأوسع للحكومة للتخفيف من الضغط الذي تواجهه محطات الوقود ومعالجة النقص في سائقي الشاحنات الثقيلة.
طوابير السيارات
وتأتي هذه الإجراءات بعد أن أدى النقص في سائقي الصهاريج الى تهافت المواطنين على شراء الوقود، ودفع بالحكومة الى إعفاء السائقين الأجانب من التأشيرات، بعد أن اصطفت السيارات في طوابير أمام محطات الوقود في جميع أنحاء بريطانيا، ما تسبب بنفاد مخزوناتها وإثارة غضب السائقين في خضم الأزمة الملتهبة.
تحسن الوضع
من جانبه أوضح وزير الأعمال البريطاني كواسي كوارتنغ، أنه بفضل الجهود الهائلة لقطاع المحروقات خلال الأسبوع الماضي، نشهد إشارات مستمرة على تحسن الوضع في المحطات وإن كانت بطيئة، موضحا أهمية التأكيد على أنه لا يوجد نقص في الوقود في المملكة المتحدة على المستوى الوطني.
وأكد على أهمية استمرار المواطنين في شراء الوقود كالمعتاد، قائلا: "كلما سارعنا في العودة الى نمطنا العادي في الشراء، سيكون باستطاعتنا العودة الى الوضع الطبيعي بشكل أسرع".
حلول الحكومة
وتقولالحكومة البريطانية إن أسباب اشتعال الأزمة، هو النقص في سائقي الصهاريج، والطلب غير المسبوق على المحروقات، ومع استقرار الطلب على الوقود خلال الأسبوع عادت المحطات لتعويض مخزوناتها تدريجيا، لكن بعض المناطق لا تزال تواجه نقصا حادا، موضحة أنه تم وضع السائقين العسكريين في حالة تأهب بداية الأسبوع واخضاعهم لتدريبات متخصصة.
العودة إلى طبيعة الأمور
ومن بين الإجراءات التي اتخذت كذلك، إدخال الحكومة تغييرات جذرية فعلية على سياساتها الحازمة المتعلقة بالهجرة، حيث أعفت سائقي الشاحنات الأجانب من التأشيرات لمدة قصيرة الأجل للمساعدة في سد النقص، فيما أوضحت شركات المحروقات بما في ذلك "شل" و"بي بي" و"إيسو" إن هناك "وفرة من الوقود في مصافي التكرير في المملكة المتحدة"، متوقعة أن يعود الطلب الى طبيعته قريبا.
انتقادات للحكومة
وعلى الرغم من السعي في إيجاد حلول، تستمر الأزمة، إذ لا يزال السائقون في أجزاء كثيرة من البلاد، غير قادرين على الحصول على الوقود، ما أثار القلق من تبعات ذلك على الاقتصاد، بينما حمّل منتقدون الحكومة المسؤولية عن الأزمة لتقاعسها في معالجة نقص سائقي الصهاريج بعد بريكست، وايضا جائحة كوفيد التي دفعت بالعديد من سائقي الشاحنات الأجانب الى مغادرة البلاد.
الحكومة تسببت في حالة من الفوضى
ومقابل ما تتخذه الحكومة من إجراءات، بحسب ما تعلن، إلا أن كير ستارمر، زعيم حزب العمال المعارض، اتهم جونسون وحكومته بالتخبط من أزمة إلى أخرى.
وأكد أن الحكومة تسببت في حالة من الفوضى، نتيجة حالة تامة من عدم الاستعداد، فيما حمّل وزير النقل، غرانت شابس، على سائقي السيارات الذين يملأون زجاجات بالبنزين، بقوله: «ما إن نسرع في العودة إلى عادات التسوق العادية حتى تعود الأمور إلى طبيعتها».
الأولوية لمن؟
وخلال اشتعال الأزمة تطالب عدة أصوات بإعطاء أولوية للأطباء والممرضات والعاملين الأساسيين الآخرين في ملء خزانات سياراتهم، وذلك لضمان استمرار عمل المستشفيات، وخدمات الرعاية الاجتماعية.
أسباب الأزمة في رأي الحكومة
وعلّق رئيس الوزراء بوريس جونسون، على هذا، بقوله: "إن من الأفضل تحقيق الاستقرار بالطريقة العادية، فيما لا تكف الحكومة عن التأكيد على أن المملكة المتحدة لا تعاني نقصاً في الوقود، ولكن النقص ناتج عن الطلب الاستثنائي الناجم عن اندفاع المستهلكين القلقين من نفاد الوقود لشرائه، كما كانت الحال مع ورق التواليت أو بعض المنتجات الغذائية في بداية الجائحة.