أزمة الطاقة تشتعل في أوروبا.. أسعار الغاز ترتفع إلى 1250 دولار وبوتين ينقذ البورصة

لا حديث للعالم الآن سوى عن هذا الشتاء المُهدِدللقارة العجوز.. الظلام يحيط أرجاء اعتادت على السطوع في باريس ولندن وروما وفيينا، وحتى في قلب مدريد التي لم تشكو يوما في تاريخها من نقص الطاقة إلى حد الظلام.

اقرأ أيضا:

أزمة الطاقة في أوروبا مثل كرة ثلج؛ يزداد حجمها يوما بعد الآخر، ولأن مصائب قوم هي عند الآخرين فوائد، فقد صعد سهم شركة "غازبروم" الروسية في بورصة موسكو، الثلاثاء والأربعاء، إلى مستويات تاريخية، بسبب ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى مستويات غير مسبوقة.

وارتفع سهم "غازبروم"، بحلول ظهر الأربعاء بنسبة 1.41% إلى 381.35 روبل، وقبل ذلك سجل سهم عملاق الغاز الروسي مستوى 382.85 روبل، والذي يعد أعلى مستوى يبلغه السهم في التاريخ؛ ولكنه منطقي إذا ما جاء متزامنا مع صعود أسعار الغاز في أوروبا إلى مستويات تاريخية، حيث تجاوزت الأسعار مستوى 1250 دولار لكل ألف متر مكعب.

واشنطن: روسيا تبتز أوروبا بالغاز

تصريحات قوية صدرت عن البيت الأبيض أمس، اتهمت موسكو بمحاولة استغلال حاجة أوروبا للغاز الروسي بنسبة 32% من إجمالي المستخدم، في رفع أسعاره بشكل جنوني، غير أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أدلى بتصريحات نارية اليوم، كان بينها: "نحن لا نبيع ملابس لمستهلكين، تعاقدات الغاز لها قواعد عليكم تعلمها أولا".

وأكد بوتين، أن موسكو سارعت لإنقاذ أوروبا، وعرضت زيادة إمدادات الغاز إلى المنطقة وسط ارتفاع الأسعار، يوم الأربعاء، متابعا: "مستعد للمساعدة في استقرار تكلفة المواد الخام في أوروبا، وتدني سعر الغاز إلى ما دون 1250 دولارًا لكل ألف متر مكعب".

هلع أوروبي من الظلام

في حدث غير مسبوق، سجلت عقود الغاز الطبيعي ارتفاعات جديدة في أوروبا هذا الأسبوع، وارتفعت الأسعار القياسية الإقليمية بنحو 500%، قبل أن تتراجع بعد تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي عرض بدوره زيادة في إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا ما سيطر قليلا على الأمر.

اقرأ أيضا:

وفقا لوكالة "سبوتنيك" الروسية، فقد أكد محللي السوق أن هذه الخطوة أظهرت أن أوروبا كانت هشة بشكل متزايد تجاه روسيا، التي تنتظر ألمانيا للتصديق على مشروع خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" المثير للجدل والذي سيجلب المزيد من الغاز الروسي إلى أوروبا عبر بحر البلطيق.

وتم الانتهاء من خط الأنابيب الذي تبلغ تكلفته 11 مليار دولار بشكل كبير، مما أزعج الولايات المتحدة التي عارضت المشروع منذ فترة طويلة.

ويعتقد العديد من الخبراء أن روسيا أوقفت إمدادات الغاز عن أوروبا عن قصد، في محاولة لتسريع اعتماد ألمانيا لخط أنابيب "نورد ستريم 2". لكن روسيا دحضت ذلك، ونفى المتحدث باسم الرئاسة بوتين دميتري بيسكوف، يوم الأربعاء، أن يكون لروسيا أي دور في أزمة الطاقة في أوروبا.

وقال رستم تانكاييف، عضو لجنة استراتيجية الطاقة وتطوير مجمع الوقود: "بالطبع، كان لبيان بوتين تأثير على السوق، لكنني أود أن أقول إن هذا التأثير غير مباشر، البورصات الحديثة ليست أداة للمنافسة، ولكنها أداة للمضاربة، يتحكم المضاربون في البورصة، فهم يغيرون الأسعار ويكسبون المال الرئيسي خلال التراكم".

اقرأ أيضا:

وأضاف: "لكن يجب أن أقول إن مستوى السعر الذي تم الوصول إليه في الذروة في البورصة هو وهم، حيث لم يشتر أحد الغاز بسعر ألفي دولار لكل ألف متر مكعب، روسيا بشكل قاطع غير مهتمة بهذه الأسعار المجنونة، لأن حجم المبيعات ضئيل، وروسيا في الواقع لا تحقق ربحًا".