أسرار وتاريخ "طريق الكباش".. ولغز 100 متر عطلت تطويره 20 عاما
افتتاح مبهر لفت أنظار العالم إلى واحدا من مئات الكنوز الموجودة بمحافظة الأقصر "عاصمة مصر القديمة ومقر حكم الفرعون".. طريق الكباش "أو طريق الإله آمون"، الذي افتتح أعمال تطويره الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء الخميس، صار حديث العالم.. ونستعرض في هذا التقرير تاريخ هذا الممر الملكي المقدس لملوك مصر القدماء.
ما هو طريق الكباش؟
"طريق الكباش".. عقب موسم الفيضان يأتي شهر "بابه" وفيه كان المصري القديم يعتقد أن الإله آمون الكائن بمعبد الأقصر سوف ينتقل إلى الكرنك حيث مقر زوجته من أجل التزاوج والخصوبة ومن ثم الخير والنماء للبلاد.. ولذا فقد بدأ بناء طريق الكباش خلال عصر الدولة الحديثة واكتمل في عهد حاكم الأسرة الثلاثون "نختنبو الأول" (380-362 قبل الميلاد)، وكانت تماثيله بين جسم أسد برأس إنسان وجسم آخر ولكن برأس كبش "خروف"، تمر بينهم "المواكب الثلاث المقدسة" للثالوث "آمون وموت وخنسو" حاملة القرابين إلى مقر زوجة الإله في الكرنك فيما سمى بـ"عيد الأوبت".
أول اكتشاف للطريق بعد 3400 عام
مرت نحو 3400 عام، وغطت الرمال المكان بالكامل، بطول 2700 متر، حتى جاء العالم الجليل الدكتور زكريا غنيم في عام 1949، واكتشف أول نبتة للطريق خلال رحلة بحث بالموقع، فعثر على 14 كبش ، وبعدها بسنوات وفي الستينات عثر الدكتور "محمد عبد الرازق" على 64 كبش آخرين، و في عام 2002 توصل الدكتور "محمد الصغير" إلى أن طريق الكباش طوله 2.7 كم ومزين على جانبيه بالكامل بــ 1200 كبش، وأستطاع أن يحدد مسار الطريق القديم الأصلي بدقة.
أهميته كممر سياحي لأهل الأقصر
على مر سنوات طويلة، قامت الدولة المصرية بتمهيد وتطوير طريق الكباش، حتى وصلت في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، واللواء الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر آنذاك، إلى تطوير 2600 متر، ولكن تبقى 100 متر هي الأصعب والأخطر، والتي رفضت الدولة وقتها استكمال أعمال التطوير بسببها، رغم أهمية هذا الطريق في إنعاش حركة السياحة البرية، والربط بين مدينتي الغردقة والأقصر، ورغم أنه كان مطلبا نادى به القطاع السياحي في مصر على مر سنوات طويلة، فهو القادر على مضاعفة حركة السياحة ومن ثم إحداث تغيير كبير في حياة مواطني الأقصر الذين يعملون بالسياحة فقط.
قصة أخطر 100 متر في تطوير طريق الكباش
في "نجع أبو عصبة" توجد 100 متر بنى عليها مسجدين وكنيسة وقسم شرطة مركز الأقصر، ونحو 1000 أسرة.. ولأن المسؤلون كانوا يتجاهلون أهمية التنمية، وضرورة النظر للمواطنين وتحسين أحوالهم المعيشية، فقد رفضت طلبات عدة من اللواء سمير فرج لاستكمال أعمال التطوير، حتى جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي قرر استكمال أعمال الحفائر والاكتشافات، وتمهيد الطريق، وبحسب الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار: "تقديم الأقصر للعالم بثوب جديد".
وزير السياحة قال، إن الطريق يضم نحو 1057 تمثال، يعرض منها 120 تمثالا على الصف اليمين، و130 تمثالا على الصف الشمال، وهي على شكل كبش الذي يرمز للمعبود آمون، ويعود بناء الكباش لعام 14 قبل الميلاد، أي منذ 3400 عام.