الأحد، 22 ديسمبر 2024 10:38 م
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
سياحة و طيران

الصين تنشئ أكبر نظام للمتنزهات الطبيعية في العالم

السبت، 11 ديسمبر 2021 08:53 م

أطلقت الصين مبادرة حكومية خلال خريف العام الجاري بهدف مكافحة مهددات التعدد في أنواع الحيوانات والنباتاتفي البلاد.

وفي أكتوبر، أعلن الرئيس الصيني شي جينبنغ عن التأسيس الرسمي لشبكة تضم خمس متنزهات وطنية على مساحة 230 ألف كيلو متر مربع.

وتضم ما نسبته 30% من أنواع الحيوانات البرية الرئيسية في البلاد.

نظام جديد لإصلاح الثغرات

وتعهدت الصين التي استضافت مؤتمر الأمم المتحدة للتعدد الحيوي بتبني نظام جديد لإصلاح الثغرات في أعمالها المعنية بالمحافظة على البيئة. وباكتمال بناء هذا النظام سيعدبمثابة أكبر نظام للمتنزهات الوطنية في العالم، إذ أنه يتيح استبدال البنية القائمة الحالية المتسمة بالتعقيد وانعدام المرونة والمكرسة للمحافظة على المناطق والمحميات الطبيعية التي يصفها المنتقدون بأنها توفر قدر قليل من الحماية الحقيقية في مواجهة عمليات قطع الأشجار أو البناء غير القانوني أو استلاب الموارد.

ومن شأن البنية الجديدة كسر الحواجز التي وضعتها الجهات الحكومية المختلفة وجماعات المصالح المحلية وبناء آلية إدارية موحدة فعالة، بحسب نائب مدير إدارة الغابات والبراري لي تشانليانج.

تعد الصين واحدة من أكبر 17 دولة ذات أكبر تنوع حيواني نباتيفي العالم بحسب تصنيف الأمم المتحدة، وتفتخر بأنها تأوي 10% من أنواع النباتات و 14% من أنواع الحيوانات في العالم.

لكن عوامل مثل استقدام حيوانات ونباتات أجنبية وبناء الحواضر والتصحر وتغير المناخ ونقص الحماية الفعالة ضاعفت مخاطر الإندثار التي تواجه الفقاريات والنباتات العليا ورفعتها إلى مستويات تتخطى المتوسط العالمي.

وتعاني نسبة 90% من المراعي الصينية و 40% من أراضيها الرطبة من التحلل والتصحر.

أول خطة

دشنت الصين لأول مرة خطة لإنشاء نظام موحد للمتنزهات الوطنية في عام 2015.

وغطت الخطة نسبة 18% من الصين التي تشغل المرتبة الثانية عالميا من حيث مساحة الأراضي وشملت إخضاع المحميات لإدارة مركزية وساعدت على اجتذاب الاستثمارات إلى مجال تعزيز التعدد الحيواني النباتي.

يؤشر النظام الجديد على أن الحكومة المركزية الصينية تأخد القضية على محمل الجد، لكنه بدون إدراج الكثير من المحميات الأخرى سيتعذر وقف تدهور المناطق الطبيعية والتعدد الحيواني النباتي.

وتم تطبيق النظام الجديد على المحميات الطبيعية التي تيسر وقف التعدي عليها وعدم استخدامها في أغراض أخرى.

هجرة الأفيال

ولاقت أفيال آسيوية من مقاطعة يونان الواقعة جنوب غرب الصين اهتماما دوليا عندما سار 15 قطيع منها مئات الأميال متجها صوب الشمال.

وألقى خبراء في مجال الهجرة باللوم على خسارة هذه الأفيال أماكن سكنها والتحول لزراعتها بالمطاط.

وتم كذلك توجيه انتقادات إلى جهود الصين في مجال المحافظة على البيئة بالنظر إلى تركيزها المفرط على حماية حيوانات شهيرة مثل الباندا العملاق والقرد الذهبي والنمر السيبري.

ترجع مثلا الحملة المتميزة لحماية حيوانات الباندا العملاقة إلى سبعينات القرن الماضي وتنفق الحكومة حاليا نحو 255 مليون دولار سنويا لحماية هذا الحيوان فقط، بينما لا تتعدى ميزانية عام 2021 المكرسة لحماية جميع الأنواع النباتية والحيوانية 31 مليون دولار.

الاستعانة بشركة هواوي

وبجانب جيش هائل من حراس الغابات ممن يعملون في هذه المتنزهات المختارة، لجأت الحكومة الصينية إلى شركات مثل هواوي تكنولوجيز للمساعدة على تزويدها بشبكة اتصالات الجيل الخامس والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي.

وطورت شركة هواوي، على سبيل المثال، نظام لمراقبة اندلاع الحرائق في الغابات، وتم تشغيله في المنتزه الوطني لحيوان الباندا منذ فبراير الماضي.

وتتولى مجسات إيراد تقارير دورية بخصوص مخاطر اندلاع حريق في 651 موقع إلى ما يزيد على 140 ألف حارس، بحسب يو كون رئيس شركة هواوي لشئون الأعمال الحكومية العالمية.

وأضاف أن النظام الذي وضعته الشركة ساعد على تفادي خطر اندلاع 74 حريق قبل حدوثه.

وتقول وكالة بلومبرج إن المزج بين الإرادة السياسية ونشر العمالة وتبني التكنولوجيا بما في ذلك الأقمار الصناعية قد يحول مبادرة الرئيس الصيني شي للمحافظة على البيئة إلى نموذج يحتذى به من قبل المحميات الطبيعية الأخرى في الصين وإنشاء تكتل جديد وقوي يعزز البيئة الطبيعية.