ارتفاع أسعار الأسمدة العالمية يضغط على البلدان الأفريقية
يعزز ارتفاع أسعار الأسمدة العالمية مخاوف بخصوص الأمن الغذائي في دول جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية التي تشهد اعتماد صغار المزارعين بكثافة على الواردات منها.
ارتفعت أسعار الأسمدة ثلاث مرات خلال الأشهر الـ 18 السابقة
وبينما ارتفعت أسعار الأسمدة ثلاث مرات خلال الأشهر ال18 السابقة، فإن الكثير من المزارعين يدرسون عما إذا كانوا سيمتنعون عن شراء أسمدة العام الجاري.
سيؤدي هذا إلى انكماش بنحو الثلث في سوق اشتهرت بقدرتها على النمو، بحسب سبستيان نودوفا، مدير برنامج أفريقا.فرتليزر دوت كوم.
سينجم عن هذا خفض محاصيل الحبوب بنحو 30 مليون طن، وهي كمية تكفي لإطعام 100 مليون شخص.
وقال نودفا:" من المحتمل أن يتحقق سيناريو خفض المحاصيل وسيعني هذا أن الحكومة ستحتاج لتعديل ميزانياتها واستيراد الطعام أو وقوع أزمة في الغذاء."
تشهد دول جنوب الصحراء الكبرى أقل معدلات استخدام الأسمدة، بمتوسط يصل إلى 12 كيلوجرام لكل هيكتار مقارنة بمتوسط عالمي يقدر ب 110 كيلوجرام.
وبالنظر إلى أن معدلات الاستخدام تتجه للتراجع مع ارتفاع التكاليف، فإن مهددات الاستقرار السياسي والأمن الغذائي إقليميا ستتعاظم، بحسب مفوضية الإيكواس.
سيؤدي هذا إلى زيادة اعتمادية المنطقة على الواردات في وقت يشهد تحليق أسعار الغذاء قريبا من القمم القياسية.
وهناك أكثر من 20 مليون شخص يعيشون جنوب الصحراء الكبرى على حافة المجاعة بالفعل، بحسب برنامج الغذاء العالمي.
وساهمت أسعار الغاز المرتفعة في رفع أسعار الأسمدة العام الماضي والضغط على الإمدادات، بينما أدت زيادة التكاليف إلى غلق المصانع وسط فرض قيود على التصدير من قبل المنتجين.
وبينما تراجعت أسعار الأسمدة في الولايات المتحدة، فإن الأسعار في أوروبا والشرق الأوسط، اللتان تعدان ضمن كبار الموردين إلى أفريقيا لا زالت مرتفعة.
وتسببت التوترات بخصوص أوكرانيا أيضا في رفع أسعار الغاز الطبيعي الشهر الجاري، ومن المتوقع أن يؤدي أية تصعيد إلى رفع أسعار الأسمدة لمستويات أعلى.
وتسببت التكاليف المرتفعة في وقف انتاج أكثر من 100 مصنع لإنتاج الأسمدة في دول جنوب الصحراء الكبرى التي تعتمد بكثافة على الاستيراد.
وتنكمش حاليا مخزونات الأسمدة بعد أن أجلت الحكومات والتجار طلبيات شراء أملا في تراجع الأسعار.
ولحقت أكبر الأضرار بصغار المزارعين الذين يشكلون ما يزيد على 70% من استهلاك الأسمدةفي المنطقة. ويعجز معظمهم عن الوصول إلى التمويل الذي قد يساعدهم على تحمل ارتفاع الأسعار.
وسوف يتضرر مزارعي الذرة والأرز والذرة الرفيعة والدخن لأنهم سيضطرون للاستغناء عن الأسمدة.
وستكون بعض القطاعات قادرة بشكل أكبر على تلافي اضطرابات السوق، إذ أن ارتفاع أسعار محصولي الكاكاو والقطن سيحمي بعض المزارعين في غرب أفريقيا وسيمكنهم من شراء الأسمدة مرتفعة الثمن.
وبدأت بعض البلدان الأفريقية أيضا أو تتوسع حاليا في انتاج الأسمدة ضمن خطط خفض الاعتماد على الواردات من أوروبا وأمريكا الشمالية التي لا تتناسب أحيانا مع طبيعة أراضي الأقليم.
وأقبل المستثمرون من العديد من البلدان الأفريقية بداية من المغرب حتى شرق أفريقيا على ضخ استثمارات في عمليات لانتاج الأسمدة أو تحسين توصيلها في بلدان مثل نيجيريا وإثيوبيا وكينيا.
ومن المتوقع هبوط الطلب على الأسمدة في الأقليم عام 2023 وعودته إلى المستويات الطبيعية عندما تتراجع الأسعار.