الغزو الروسي لأوكرانيا يقدم أفضل حافز لتحسين العلاقات بين تركيا وإسرائيل
يسعى رئيسا تركيا وإسرائيل إلى البناء على التحسن الصاعد في العلاقات خلال لقاء جمعهما الأربعاء في أنقرة، حيث يقدم الغزو الروسي لأوكرانيا أحدث حافز جيوسياسي لإقامة علاقات أفضل.
وبحسب تقرير لوكالة بلومبرج، الرئيسيان نظريا مختلفان في عدة أمور جوهرية، فالرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتزوج يشغل منصبا شرفيا يحرمه من تناول القضايا الكبرى في الدولة. ومقابل هذا، يمتلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سلطات تنفيذية واسعة ورغبة في بسط النفوذ في المنطقة بأكملها.
لكن هيرتزوج قضى عقودا في السياسة مما يمنحه حنكة نادرة في الحكومة الإسرائيلية الحالية.
وبحسب مكتب أردوغان، " جميع جوانب العلاقات الثنائية وتحسين التعاون مطروح على الطاولة."
وتشير أول زيارة لرئيس إسرائيلي لتركيا منذ عام 2008 إلى حدوث تحول في ديناميكيات الشرق الأوسط بينما تعيد الولايات المتحدة تقييم أولوياتها في المنطقة.
وفي الخلفية من هذا التقييم يقف الهجوم الروسي على أوكرانيا والتسويات الأمنية لفترة ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.
وقال هيرتزوج الأسبوع الماضي في قبرص إن حرب موسكو " هي تذكير مآساوي بضرورة العمل سويا لحماية أهم قيمنا ومبادئنا ومصالحنا."
وأضاف أنه سيحرص على نقل رسالة بهذا المعنى في تركيا.
ومن المقرر أن يجتمع الرئيس الإسرائيلي البالغ من العمر 61 عاما مع قادة المجتمع اليهودي المهمشين في زيارة تستغرق يومين.
وتدهورت العلاقات الوثيقة بين الجارتين بدءا من عام 2003 عندما استلم أردوغان السلطة ليقف على رأس حكومة ذات توجهات إسلامية.
وتم قطع العلاقات بين الدولتين إثر هجوم مميت شنته قوات الصاعقة الإسرائيلية على سفينة تركية كانت متجهة لكسر حصار فرضته إسرائيل على قطاع غزة الذي تديره حماس. وتوقفت جراء هذا مبيعات السلاح الإسرائيلية لتركيا، وإن حافظت المعاملات الثنائية على زخمها.
وحدث تحسن قصير الأجل بدءا من عام 2016 انتهى لاحقا عندما قتل جنود إسرائيليين عشرات الفلسطيين وسط مظاهرات عنيفة احتجاجا على قرار أمريكي بنقل سفارتها إلى القدس.
تسعى تركيا الآن إلى تحسين علاقاتها التجارية مع القوى الإقليمية – إسرائيل ومصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة – إذ أن اقتصادها المتداعي ربما يتسبب في خسارة أردوغان دعما يحتاجه لكي يفوز في انتخابات عام 2023.
وتلوح أمام تركيا فرصا أصبحت متاحة في أعقاب اتفاقيات السلام التي أبرمتها إسرائيل مع أربعة دول عربية.
وقال هاي إيلتون كوهين الخبير التركي لدى معهد القدس للاستراتيجية والأمن إن تعهد الإمارات ضخ استثمارات بقيمة 10 مليارات دولار قد شجع أردوغان على تعديل مواقفه.
وقال:" واحدة من أهم الشروط المسبقة اللازم توفرها لدخول عضوية هذا المحورهي تطبيع علاقات تركيا بإسرائيل،" بينما يظل تاريخ أنقرة الداعم لقادة حماس حاجزا يمنع تحقيق هذا.
إصلاح العلاقات ربما يساعد على تحويل تركيا إلى وجهة مفضلة أمام السياح الإسرائيليين.
وبعد سنوات شهدت حرمان تركيا من دخول مشروعات مشتركة في أنشطة الاستكشاف في مياه شرق البحر المتوسط المتنازع عليها، فإن أردوغان يسعى لإحياء اقتراح بإقامة خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر تركيا.
وتسعى إسرائيل لمد خط انابيب منفصل لتصدير الغاز يصل إلى قبرص واليونان. كلا الفكرتين ربما تسهمان في خفض اعتماد أوروبا على الواردات الروسية، لكنهما تنطويان على تحديات تقنية وتتصدمان مع تحول عالمي صوب الطاقة الخضراء.
سعت تركيا لإقامة علاقات متوازنة مع موسكو والمحافظة في الوقت ذاته على عضويتها في الناتو – دون أن تنجح في تحقيق نجاح كبير.
واستشاط الحلف غضبا بعد أن أبرم أردوغان صفقة عام 2017 لشراء صواريخ دفاعية روسية.
ومن المحتمل أن تتمسك تركيا بهذه الصفقة حتى بعد غزو روسيا لأوكرانيا.
القوات التركية التي يتم نشرها في منطقة أدلب السورية الخاضعة لسيطرة المتمردين ستصبح في خطر فور نشوب قطيعة دائمة مع فلاديمير بوتين الذي يدعم نظام الأسد.
تواجد القوات الإيرانية في سوريا يمنح إسرائيل أيضا سببا لعدم عزل موسكو. كلا من أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي قد عرضا التوسط بين موسكو وكييف.