رئيس وزراء لبنان: التفاوض مع صندوق النقد الدولي «مسار إجباري»
أعلن رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، أن وفداً من صندوق النقد الدولي سيبدأ محادثات في لبنان في 29 مارس الجارى، وعبر عن أمله في التوصل إلى اتفاق خلال الأسابيع القادمة.
وقال فى تصريحات صحفية، على هامش منتدى الدوحة في قطر: "سيبدأون مهمتهم في لبنان الثلاثاء المقبل.
وأضاف: نأمل أن نرى النور بنهاية الأسبوع.
إقرأ أيضاً.. للخروج من أزمته المالية.. صندوق النقد الدولي يعرض خريطة طريق من أجل لبنان
وفقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها منذ 2019 عندما انهار النظام المالي، ما دفع غالبية اللبنانيين للسقوط في براثن الفقر، وفقاً لوكالات بالأمم المتحدة.
إقرأ أيضاً.. صندوق النقد الدولي: أحرزنا تقدمًا جيدًا في المحادثات مع تونس
وتشمل الإصلاحات التي يطلبها المانحون خطوات لمعالجة الفساد المنتشر، والتهرب الضريبي، والعجز الحكومي، وهي الأسباب الجذرية للانهيار الاقتصادي.
مسار إجبارى
وقال ميقاتى: ليس لدينا خيار، التفاوض مع صندوق النقد الدولي والتوصل إلى اتفاق مسار إجباري.
وفى وقت سابق أعلنت كريستالينا جورجييفا -المديرة العامة لصندوق النقد الدولي- أن الصندوق سيدعم فقط "برنامجًا شاملًا" في لبنان، مضيفة: “يعالج جميع مشكلات البلاد، بما فيها الفساد”.
وقالت جورجييفا: "ليس لديَّ ما أشاركه حتى الآن سوى القول إن فريقنا يعمل عن كثب مع نظرائه اللبنانيين".
وأضافت: "نصر على ضرورة أن يكون الأمر متعلقاً ببرنامج شامل".
أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخ لبنان
وبدأ مسؤولون لبنانيون في 24 يناير الماضي محادثات مع صندوق النقد الدولي، بشأن إجراءات دعم تهدف إلى إخراج البلاد من أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها.
وقالت مديرة صندوق النقد: "نعلم جميعاً أن الوضع في البلاد خطير جداً، وأنه كان كذلك منذ فترة طويلة، وأنه من دون التزام قوي من الحكومة لتغيير مسار البلد، ستستمر معاناة الشعب اللبناني".
ورحبت بأن فرق صندوق النقد الدولي بات لديها الآن "شريك".
وأشارت جورجييفا إلى أن المناقشات تركز حالياً على اقتراح للموازنة من شأنه معالجة مشاكل القطاع المصرفي في لبنان، وعلى "الإصلاحات التي يحتاجها البلد، بما في ذلك المزيد من الشفافية في ما تفعله الحكومة".
وقالت إنه بالرغم من ذلك فإنه "ليست لدينا نتائج دقيقة حتى الآن".
وأضافت جورجييفا: "أنا سعيدة جداً برؤية هذا الالتزام، دعونا نرى إلى أي مدى وبأي سرعة يمكننا أن نمضي قدماً، لنكون قادرين على دعم البرنامج".
مشاكل الفساد المستشرية في لبنان
ورداً على سؤال حول مشاكل الفساد المستشرية في لبنان والمخاطر التي تهدد سمعة صندوق النقد الدولي، أشارت جورغييفا إلى أن صندوق النقد الدولي "على عِلم بذلك".
وشددت على الحاجة إلى الحصول على دعم الجميع للبرنامج، بما في ذلك دعم "المجتمع" و"الناس العاديين".
وتخلفت الدولة اللبنانية عن سداد مستحقات ديونها السيادية عام 2020، للمرة الأولى في تاريخها.
وفقدت العملة اللبنانية حوالى 90% من قيمتها في السوق السوداء، في وقت بات أربعة من كل خمسة لبنانيين يعيشون حالياً تحت خط الفقر وفقاً للأمم المتحدة.
ورغم التدهور الاجتماعي والاقتصادي في البلاد واصلت الطبقة الحاكمة عرقلة الإصلاحات التي اشترطها المانحون الأجانب لتقديم المساعدة.
